أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3687
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ربما انتهى اعتصام ‘الكامور‘، لكن من الواضح أنه بين تاريخ بداية الاعتصام و تاريخ نهايته القريبة ستكشف كثير من الخفايا و الاسرار المرعبة، يعنى أن هذا الاعتصام الذى طرح كثيرا من الاسئلة الحارقة و بعث كثيرا من الشكوك فى نفوس المتابعين سيكون بداية عملية فهم عميقة لما يدور داخل كثير من الدكاكين السياسية التى تعيش على الاموال الخليجية الفاسدة خاصة و أن قطر مثلا و هى المعروفة بتمويل كثير من الوجوه و الاحزاب السياسية التونسية تعيش اليوم لأول مرة منذ نشأة هذه الدولة حالة من الرعب و الصدمة بعد القرار الخليجى بعزلها من محيطها و البحث عن الطرق المناسبة لجعلها تدفع فواتير تدخلها المشبوه و المثير للسؤال فى كثير من الاحداث الدموية العربية، بطبيعة الحال كل المتابعين يدركون اليوم أن أغلب ما يحدث فى الدول العربية مترابط و متشابك و بهذا المعنى شكل اعتصام ‘ الكامور’ فرصة أخرى لهؤلاء المتابعين لاكتشاف ما كان يخطط للجنوب و لتونس بعد أن تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود و تم حرق المراكز الامنية و نهب الممتلكات العامة و الخاصة و صب البنزين على أعوان الامن و تعرضهم للسب و الشتم و الاتهام بكونهم من الطواغيت.
قيل فى البداية عبثا أن الاعتصام ‘ سلمى ‘ و قيل فى البداية أن آهالى مدينة بن قردان أين تمت المظاهرات و الاعتصام و حرق المراكز و الاعتداء على الجيش و غلق حنفية تمرير البترول أن هؤلاء المعتصمين و المتظاهرين يعرفون بعضهم البعض بالاسم و العائلة، قيل أيضا أن عملية ‘ تمويل ‘ هذا الاعتصام بالماء و الاكل و بقية المستلزمات الضرورية الاخرى يتم بواسطة أهل الخير و المتبرعين من عائلات المتظاهرين و قيل أيضا ان معرفتهم البعض بالبعض تجعل مسألة اندساس المتآمرين على الدولة و مؤسساتها صعب و مستحيل، هذا ما قيل لذر الرماد على العيون و لتمرير المؤامرة و لذلك فوجئ المواطنون بما حدث و بانفجار اللغم المتنقل دون سابق انتباه او تنبيه و لعل ما كشفه العميد خليفة الشيبانى الناطق الرسمى باسم الحرس الوطنى بالصوت و الصورة على قناة الحوار التونسى قد قدم بداية الجواب على كثير من الاسئلة الحارقة و جعل المتابعين يقفون على حقيقة اعتصام ‘ الكامور’ و حقيقة بعض المشاركين فيه و حقيقة تمويل هذا الاعتصام و ماهية النوايا الحقيقية لهؤلاء المتمارين على امن الدولة و مؤسساتها السيادية، لذلك يمكن القول اليوم أن البلاد قد نجت من أكبر مخطط مشبوه كاد يأتى فى لحظات معدودة على الاخضر و اليابس .
ليس منطقيا أن تتحول الحكومة مرفقة بحزمة من الاجراءات العاجلة و الاجلة بذلك الحجم الغير المسبوق و تتم عملية طردها بتلك الطريقة المسيئة و المهينة والمقصودة، هكذا انتبه البعض و فى تلك اللحظات التى شاهدوا فيه المتظاهرين يرفعون أصواتهم للمطالبة برحيل الحكومة قبل ان يستمعوا اليها و يناقشوا مقترحاتها و يقدموا مطالبهم أنه وراء الاكمة ما وراءها و أن من دبروا عملية ‘ تمويل ‘ هؤلاء المتظاهرين المشبوهين لم تكتف بتمويل المئونة الغذائية اللازمة لمواصلة حصار المناطق البترولية و حرق المراكز الامنية و ضرب المؤسسة العسكرية و البحث عن اسالة الدماء بل دفعتهم الى تجاوز كل الخطوط الحمراء حتى يمكن تمرير الارهابيين و المهربين و كميات الاسلحة و البضائع المهربة، فعملية حرق المراكز الامنية بتلك الطريقة البشعة و الوحشية تؤكد أن عملية اختراق المتظاهرين قد تمت بعناية واضحة بحيث كان الهدف المقصود هو اخلاء المراكز الامنية و ارباك الاعوان و القيادات بالتوازى مع محاولة جر الجيش لإطلاق النار و اسالة الدماء التى كانت ستؤدى الى حرب اهلية بما يتيح لبعض القنوات الاجنبية و من بينها قناة ‘ الجزيرة ‘ القطرية بأن تجد ما يؤثث سهرات التضليل الاعلامى الذى تعودت عليه منذ انبعاثها.
لقد قيل الكثير حول الشبهات المتعلقة بهذا الاعتصام لكن رفض بعض الاشخاص لمقترحات الحكومة فى حين قبلتها الاغلبية قد جعل المتابعين اليوم يتساءلون فعلا عما حدث طيلة أسابيع هذا الاعتصام المشبوه ، طبعا كان مطلوبا ان نبحث عن المستفيد من الفوضى الدموية التى كان يخطط لها فى الغرف المغلقة لبعض الاحزاب و القيادات السياسية التى تعيش على المال النفطى الخليجى و كان مطلوبا أن نستعيد بالذكريات البطيئة تلك الوجوه السياسية التى وقفت مع المتظاهرين و هم ينتهكون الخط الفاصل بين الفوضى و الانضباط لضرب الجيش حتى يخرج عن عقلانيته الدائمة و يطلق رصاصة اشعال الحريق فى تلك الربوع، يقال أن السياسة قذرة و يقال أيضا أن ممارسة السياسة تتطلب أفكارا قذرة، لكن من الثابت أن هؤلاء السياسيين و الاحزاب التى مولوا الاعتصام و المظاهرات و وقفوا وراء حرق المراكز الامنية اضافة الى رفع العصى و الهراوات و السكاكين ضد الجيش قد أرادوا هذه المرة اسقاط الدولة بكاملها على رؤوس الجميع حتى يمكن استباحة عرضها و تزويجها للفكر التكفيرى المتطرف الساعى لإنشاء دولة الخلافة على جثث الابرياء، فى هذا السياق ليس مطلوبا اليوم كشف اسماء المتآمرين و لا هوية من أحرقوا المراكز الامنية بل المطلوب اليوم أن نفهم ان محاربة الفساد تبدأ من حيث يجب ان تبدأ و هى السعى بكل الطرق لسد الابواب أمام هؤلاء الخونة سواء على مستوى الانتخابات أو على مستوى الاعلام أو على مستوى البحث عن الطرق الكفيلة بحماية أمن البلاد من العابثين و المتآمرين .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: