أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3205
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أعجب من البعض و يشتد العجب حين نسمعهم يتكلمون باسم الدين و حين لا يجدون ما يضعونه تحت ألسنتهم و ضروسهم فيلجئون إلى الحمار القصير كما يقال و هو الحديث عن بقايا فرنسا و بقايا ‘ أعداء الإسلام ‘، الظاهر أن جعبة هؤلاء قد فرغت و الظاهر أنهم استنفدوا كل ذخيرتهم الجدلية و لم يبق لديهم الا تجمير البايت و تسخين المجمر، من السهل طبعا على هؤلاء إلقاء الاتهامات جزافا و بهتانا و كل امرأ ما تعود و هؤلاء تعودوا على السباحة في المياه الآسنة و البرك المائية المتعفنة و طول هذه المساحة الزمنية بين إنشاء جماعة الإخوان على يد الشيخ حسن البنا إلى الآن و نحن لا نسمع من هؤلاء الذين طالما رددوا تلك العبارة المنافقة الكاذبة ‘ اسمعوا منا و لا تسمعوا عنا ‘ إلا الاتهامات و الأراجيف بحجم الجبال دون ذره احتشام أو خجل ، هؤلاء المتآمرون على المنطق و الذوق و الإبداع الإنساني طالما رددوا على مسامع كل من نهرهم على أفعالهم الخسيسة و جرائمهم العنيفة و دسائسهم المسمومة تلك العبارات المكررة الشائنة باتهام إما بكونه معاد للإسلام هكذا من الباب إلى الطاق كما يقال أو أنه من ‘ بقايا فرنسا ‘ التي يسخرون بنطقها ‘ فغنسا ‘ من باب زيادة الاتهام و الإيغال في الوصف السلبي، هؤلاء القوم المنتسبون إلى ثقافة بول البعير و ثقافة التكفير و الإرهاب و ثقافة تبادل الزوجات عيني عينك المسمى اصطلاحا بجهاد النكاح و ثقافة السمع و الطاعة للمرشد هم الذين لا يخجلون من اتهام بقية خلق الله بمعاداة الإسلام و بكونهم من بقايا ‘ فغنسا ‘ .
تسعة و تسعين فاصل تسعة و تسعين من الإسلاميين المنتمون إلى الإخوان المسلمين إرهابيون بالفطرة و بالمعاشرة و بالتبني و بالرضاعة ، هذا ليس من عندي و لا من بنات أفكاري بل هو تقييم يعتمد كل الجرائم الإرهابية و الأخلاقية التي ارتكبها هؤلاء منذ نشأة هذا التنظيم الصديق الوفي للدولة البريطانية و لجماعات بن غريون المنتصبين بفعل وعد بلفور المشئوم في فلسطين المحتلة، نسل هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية متواجد اليوم في تونس و في بلدان عربية كثيرة و هو يقوم بدور فعال و قذر في تدميرها خدمة للصهيونية العالمية و طمعا في وعد بلفور أو وعد ترامب جديد آخر يمكنهم من ارض ميعاد جديدة لإنشاء دولة الخلافة السادسة التي حلم بها من بين من حلم الخليفة حمادي الجبالى الأول و عبر عن هذا الحلم الوسواس الخناس في إحدى خطبه الرنانة المعروفة و التي أثارت كثيرا من السخرية و حركات الابتذال من المتابعين الغيورين على هذه الأرض الطيبة من جماعة ‘ فغنسا ‘ و من ‘ أعداء الإسلام ‘، في كتابه ‘ سر المعبد ‘ يتحدث القيادي في هذه الجماعة ثروت الخرباوى بكثير من التفاصيل المرعبة و الوثائق الخطيرة عن هؤلاء المنتسبين لهذا التنظيم المثير للجدل و في مسلسل ‘ الجماعة ‘ الذي تم بثه على قنوات مصرية منذ فترة قصيرة سرد تاريخي مرعب لفكر و تصرفات و خيانات و نفاق و خزعبلات و تقلب المواقف هؤلاء الذين يزعمون ‘ الإسلام ‘ و هو منهم براء .
ربما يريدنا جماعة الطعن في ‘ نسبنا ‘ الإسلامي و في تفكيرنا المتحضر و في وسطية منهجنا في التعايش مع الآخر أن نذكرهم أن كل خطب و شعارات محمد مرسى رئيس الجماعة و حاكم مصر بالنيابة عن الإخوان في فترة السنة المشئومة التي عايشها شعب المحروسة قبل الصعود إلى الحكم هو ‘ خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود ‘ لكن الرجل تحول بعد ذلك منقلبا على الوجه اللئيم المخادع الأخر حين وجه رسالة العشق و الهوى إلى صديقه و عزيزه المجرم القاتل الإرهابي شمعون بيريز مبتدئا بتلك العبارة القذرة ‘ عزيزي شمعون بيريز كم أتطلع إلى رؤيتكم ..الخ ‘، طبعا لا نريد الحديث عن لؤم الجماعة في تونس و تقلبهم على كل الواجهات و لكن ليسمح لنا هؤلاء القادحون في ثقافتنا الفرنسية أن نذكرهم أن شيخهم و كبيرهم السيد راشد الغنوشى الخريجى قد لعق من كل الصحون، فبعد أن كان من اقرب الأقرباء للإمام آية الله الخميني و قال فيه و في الثورة الإيرانية من الشعر و النثر ما لم يقله الشاعر جميل بن معمر الشهير بجميل بثينة في عشيقته ذات السحر و الجمال انتقلت بوصلته إلى بلاد ما بين النهرين ليقول في حزب البعث و في رئيسه صدام حسين من المنثورات ما بقى عالقا ليؤكد زئبقية المواقف و تقلب الأفكار، بعدها رحل الرجل إلى الشام ثم إلى السعودية في تناقض تام مع أفكاره و ما يدعيه اليوم من ثبات على المواقف المبدئية، بعدها ترك الرجل بلاد الحجاز ليرتمي في أحضان قطر ذات الميول الصهيونية المعلنة و الخادم الطيع للمشروع الأمريكي في المنطقة بالتوازي مع نفس الارتماء في أحضان الدولة التركية العميقة الحليفة الإستراتيجية المعلنة للدولة الصهيونية، اليوم يستقبل الشيخ راشد علنا برنار هنري ليفي الصهيوني عراب المؤامرة الأوروبية الأمريكية لتفتيت الدول العربية و يرفع نخب الولاء لأمريكا و هو يستقبل احد كبار نواب الصهيونية و اللوبي الصهيوني جون ماك كاين ثم يختار مجالسة الإرهابي عبد الحكيم بلحاج الخارج توا من سجون بريطانيا لضرب الاستقرار في ليبيا و تدريب الإرهابيين و زرعهم في كل الأوطان العربية .
هذا هو حسب و نسب و أصل و فصل جماعة بول البعير المعادون للإرث البورقيبى، هؤلاء الذين تشبعوا بثقافة ليست ككل الثقافات و نهلوا من علم ليس ككل العلوم و استمعوا إلى خطب ليست ككل الخطب، كيف نفسر لهؤلاء المغالين في كل شيء المنتصبين للحكم على النوايا المتكلمون باسم الرب الرافضون لعلاج منطقهم السوء و أسلوب تفكيرهم المشط، كيف يمكن لعقول ضيقة مخربة بالإدمان على المخدرات و على الخطب التكفيرية الانعزالية المشطة أن تقبل بالحديث و مجالسة المنطق و رد الحجة بالحجة، هم هكذا و سيبقون كالعلب الفاسدة يعيدون نفس الاسطوانة المشروخة بأن من يخالفهم الرأي هو كافر و أزلام فرنسا، هم يستريحون و يستريحون عندما يتخلصون من عقدهم و بلاهة أفكارهم و انحطاط أسلوبهم ليظنون أنهم فتحوا الأندلس و أنهم اليوم يقفون في مواجهة هؤلاء ‘ الكفار ‘ أعداء الإسلام و أتباع ‘ فغنسا ‘ نافشين ريشهم الملطخ بدماء الأبرياء في سوريا و في كثير من دول العرب و العجم صائحين صيحة القائد طارق ابن زياد ‘ البحر وراءكم و العدو أمامكم ’ حالمين سذاجة بأنهم سيفتحون الأندلس غير مصدقين أنهم بسقوط محمد مرسى و سقوط حركة النهضة في اعتصام الرحيل قد بارت سلعتهم و لم يعد من يصدق افتراءهم و من يبغى الرجوع إلى تلك الثلاثة سنوات المرعبة من حكم جماعة بول البعير .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: