البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من المستفيد من تغييب يحي السنوار عن المشهد الشرق أوسطي؟

كاتب المقال المولدي اليوسفي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 120


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعيش الشرق الأوسط منذ أكثر من سنة حالة سياسية تتحكم في نبضها غزة بأحداثها وآلامها ورغم ما لحقها من دمار ما عرفه التاريخ وما ارتكب فيها الصهاينة من جرائم يرضاها الأمريكان ومن سار في ركابهم ويستحي منها الشيطان. لا نقول إن مقاتلي الصهاينة عصابة محترفة التنكيل لأنهم أعداء لنا وإنما احتراما للمفاهيم فما عرف التاريخ جندا يفرمون الجرحى مع التراب بالجرافات ولا جيشا يوجه مدافعه لمستشفى به خدج ... قد لا تكون هذه الجرائم محل اجماع القوى الاستعمارية وليس ذلك لأن منها من لا يقرها وإنما هناك فريق يقر تقتيل الفلسطيني ويؤمن بضرورة دعم الكيان الصهيوني في كل ما يصبو إليه إلا أنه يرغب في إيجاد مخرج للمختطفين وتحسين صورة الكيان بتحسين وجهه باتفاق "ما" يضفي عليه مسحة القابل بالتحاور و التفاهم مع العدو بعدما شاهد القاصي والداني بشاعة وجهه المجرم الشيء الذي دفع بشباب الدول الاستعمارية للخروج إلى الشارع وكأنه يقول "أوقفوا هذه الجريمة فلم يعد في وجهكم ما يرى" إلا أن هذه الكتلة لم تستطع الوقوف في وجه الشق الرافض للتحسين والمقر لخط تصفية الخصم منهجا وحيدا للتربع على المشهد السياسي الدولي والقادر على تغييب كل من يريد أن يقاوم أو يحلم بالتحرر من قوى الاستعمار وليس أدل على ذلك من اغتيال كل القادة وخاصة من يقبل بالحوار أو ينخرط فيه مثل الشهيد إسماعيل هنية. ولعل منا من لا يزال يذكر ياسر عرفات وكيف وقع التخلص منه بعد أن أخذوا منه كل شيء. يتمسك بهذا الخط بالخصوص الفاعلون في الإدارة الأمريكية وجل العواصم الاستعمارية.

يتبين لهذه القوى صواب منهجها عندما ترى نتيجة ممارستها للعلاج بالصدمة الجماعية في بعض دول أمريكا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط حيث كانت تعزل العاصمة التي تمرق عن سرب الدول التي تتعامل معها فتدمرها لتعتبر العواصم الأخرى. فعندما كان ما كان من أمر بغداد بتهمة امتلاك أسلحة الدمار الشامل لم تحتج العواصم العربية وانقسمت بين متعاون مع المهاجمين وبين مهللين ومنكسي رؤوسهم وكأنهم لا يشهدون ما يحدث. فسارعت، مثلا، طرابلس الغرب بتسليم ما كان عندها من مواد جمعتها بنية "إنشاء مفاعل نووي". وهكذا وطدت العواصم العربية أسسها على ذلك التعامل مع قوى الاستعمار دون وعي منها حتى أن رأس السلطة لا يعي، أحيانا، ذلك ولنا مثال في الرئيس المصري حسني مبارك عندما رفض صفقة القرن. فهو لم يكن رافضا للمشروع ولكنه كان يعتقد أن دولته كما كل الدول العربية لا تقبل بذلك وتبين فيما بعد أن الرضى بـ/على ما تقره القوى العظمى سرى بأقوى مما يستوعبه وعي مبارك وهو أكبر الساعين اليه. هذا الخط يقابله في المنطقة العربية المقاومة المجتهدة في اثبات وجودها كقوة مدافعة عن أرضها وحق شعبها في الاستقلال. إلا أنه تبين لهذه المقاومة افتقادها للظهر السياسي الذي يمكن ان تستثمر فيه ما تحققه وهذا يحرمها من الاستفادة مما قدمت من تضحيات وما أنجزت في إيلام عدوها. ما لها من مخرج من هذه المعضلة سوى تشكيل موقف وطني فلسطيني يضم القوى الوطنية بما فيها تلك التي تختلف معها. في هذا التوجه نقل عن يحي السنوار، أكثر من مرة، أنه يسعى لتحقيق هذا الموقف الموحد بواجهة السلطة الفلسطينية وهو مخرجه من سوء ما هو فيه. وفعلا تحركت المقاومة لتحقيق ذلك وكانت لقاءات روسيا والصين... وفي اليوم السابق لاستشهاد السنوار صرح خليل الحية أن اجتماعا سيعقد في القاهرة بين المقاومة والسلطة الفلسطينية لتشكيل موقف وطني فلسطيني. وهو أمر لو تم يخرج المقاومة من المطبة التي تقع فيها ويفتح للسلطة الفلسطينية بابا تعود فيه للواجهة السياسية الفلسطينية وتتزين وتعيد بريقها كواجهة للنضال السياسي الفلسطيني. ونقل عن رئيس الشنبيت أنه يرغب في الاتصال، طبعا عبر واسطة، بيحي السنوار. ويعلم المتابعون ان رئيس الشنبيت من الساعين لإرجاع الرهائن الذين تحتجزهم المقاومة منذ سنة وإيقاف القتال، ولو مؤقتا فمقاتلو الصهاينة لم يعرفوا قتالا طال بهم كالذي يخوضونه وقد أنهكهم رغم تغاضي الكتلة الراغبة في مواصلة القتال عن ذلك.

تناغم رئيس الشنبيت مع تصريح خليل الحية فولد أملا في إمكانية الوصول إلى اتفاقية. إلا أن الكتلة الدافعة لمواصلة الحرب تحركت بسرعة فكان لقاء ولي العهد السعودي بالرئيس المصري ليبلغه بالمكالمة التي التقطت منذ شهر أوت وتورط فيها عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، مسيئا للسعودية فما كان من الرئيس المصري إلا أن أقال رئيس المخابرات وبذلك ذبح لقاء القاهرة الذي ذكره خليل الحية والذي لا يعقد دون رئيس مخابرات البلد المضيف. هكذا ألغي اللقاء أو أجل إلى موعد قد لا يحدد. وفي نفس اليوم عثر مقاتلو الصهاينة بالصدفة ( !!!!!! ؟؟؟؟؟؟) على يحي السنوار وقتلوه دون أن يعلموا من هو. ( !!!!!! ؟؟؟؟؟؟)

الغير راغبين في إيجاد مخرج على النحو الذي ذكرنا يعلمون أن هذا التمشي يدعم فكرة حل الدولتين وهو مخرج لا تقبل به أمريكا وكل دول الاستعمار إذ يعني آليا تقسيم فلسطين التاريخية وفي هذا تبعتان تلغي كل منهما الكيان الصهيوني كما أسس وكما تريد قوى الاستعمار أن يكون. التبعة الأولى إيجاد حدود معلومة للكيان وهذا يعني حبسه في منطقة تقلص حجمه وهنا تبرز التبعة الثانية وهي أن الكيان بهذا الحال لن يكون القوة التي تهيمن على المنطقة وتملي على دولها سياساتها هذا إضافة إلى ما سيفتحه هذا المقترح من مشاكل مثل ماذا عن المستوطنين في الأراضي التي ستكون تابعة للدولة الفلسطينية؟ وما مصير مرتفعات الجولان؟ لذلك يخططون لإطالة مدة الحرب حتى يدفعوا المنطقة إلى مخرجات أخرى. أولها القضاء على المقاومة ورفع الحرج على المطبعين من العواصم العربية ودفع المتأخرين للالتحاق بالسرب وتتويج الكيان دولة كبرى في المنطقة ولن تستطيع عندها العواصم العربية من منع الكيان من ضم المناطق التي ذكرها كأجزاء منه. فالمتعاونون مع الهاجمين على غزة والمهللين ومنكسي رؤوسهم وكأنهم لا يشهدون ما يحدث ولم يحتجوا على أن تجيز أمريكا قتل الانسان جوعا بإمهالها الكيان شهرا قبل ادخال الغذاء الى شمال غزة وهي تعلم أن بها أطفالا يموتون جوعا هؤلاء لن يتحركوا عند ضم الكيان ارضا أخرى.

كما تسعى هذه الكتلة، ضمن ما تخطط له من مخرجات المشهد الحالي، لتدمير حزب الله تمهيدا للقضاء عليه بعد مدة ولمناورة إيران للقضاء على أذرعها أو تدجينها مقابل وعدها بعدم تدمير مفاعلها أو ربما تقاسم الهيمنة معها على المنطقة مع تقليص مجال نفوذها. وفي هذا اطمئنان على المنطقة مما يجعل العواصم الغربية تهتم بمنطقة توتر أخرى. طبعا هذا حلم هذه الكتلة إلا أن قراءة معمقة مع توسيع مجال الاهتمام خارج حدود الشرق الاوسط يكشف أن تحقيق هذا الحلم ضعيف جدا رغم ما يبدو من عدم تملك المقاومة للوسائل القتالية مقارنة بالكيان مع تخلي الاقرباء عنها وهم بذلك قدموا لها خدمة جليلة .... فلو أعانوها ولو بـ"قارورة ماء"؟ لتدخلوا في قرارها ولو حصل ذلك لقادوها على خطى "منظمة التحرير الفلسطينية".

--------
المولدي اليوسفي
أستاذ محاضر
علم اجتماع سياسي
تونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، إسرائيل، السنوار،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، علي الكاش، د - صالح المازقي، يزيد بن الحسين، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفى منيغ، أحمد بوادي، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، صالح النعامي ، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، مجدى داود، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، فتحي العابد، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، حاتم الصولي، ماهر عدنان قنديل، محمد أحمد عزوز، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، د- محمد رحال، عبد العزيز كحيل، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، سلام الشماع، العادل السمعلي، محمود سلطان، أنس الشابي، صباح الموسوي ، مراد قميزة، وائل بنجدو، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني، بيلسان قيصر، محمود فاروق سيد شعبان، سامر أبو رمان ، فوزي مسعود ، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، حسن عثمان، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، تونسي، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، محمد يحي، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، حميدة الطيلوش، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، إيمى الأشقر، صلاح الحريري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، عبد الغني مزوز، صفاء العربي، طارق خفاجي، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، محمد علي العقربي، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، كريم فارق، الهيثم زعفان، د. عبد الآله المالكي، سيد السباعي، محمد العيادي، سلوى المغربي، عمر غازي، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان، صلاح المختار،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة