البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل يستفيق "السلفيون"؟

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 88


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تيار تعددت أسماؤه وجوهرُه واحد...هل بقي عاقل مترددا في حقيقة من يزعم اتّباع السلف الصالح ويحتكر عنوان السلفية؟ أظن أن الشك قد زال عن كل متردد وكل من كان يحسن الظن بهذه الفرقة، فقد عرّاها طوفان الأقصى تعرية كاملة وأزال كل شك من حولها، ولم أندم أني ألاحقها منذ ثلاثين سنة، أبيّن حقيقتها وأحذر من خطرها على الإسلام والمسلمين، فسواء زعمت أنها "علمية" أو مدخلية أو جهادية فهي تُصدر عن إيديولوجيا واحدة وتستعمل أسلوبا واحدا وتنتهي إلى نهاية واحدة هي تخذيل المسلمين وإعاقة حركة الأمة والاصطفاف مع الأعداء – إلا قلة قليلة من أصحاب السلفية الوسطى - وليس القراء في حاجة إلى تذكيرهم بمواقف شيوخها من الحرب على غزة، فهم جميعا – من الحجاز إلى الجزائر مرورا بمصر والسودان والكويت – دأبوا على تخطئة المقاومة والسخرية من المجاهدين والتشفي في الشهداء وإيجاد الأعذار للعدو والاصطفاف الكامل مع الأنظمة المطبعة المتصهينة، لكن السؤال الكبير هنا يتعلق بأتباعهم، فهل سيستفيقون بعد ما رأوا خروج طائفتهم عن الإجماع الإسلامي وقيام شيوخهم بليّ أعناق الآيات والأحاديث لشيطنة الجهاد وتبرير خيانة الحُكام والتماس الأعذار للأعداء؟ ألم يروا في شيوخهم قسوة القلب وإغلاق العقل وتحريف الكلم عن مواضعه؟ ألا يربكهم هذا الانحراف الخطير عن منهج السلف والخروج عن إجماع الأمة؟ ألا يرون العلمنة الحثيثة تغزو بلاد الحرمين حيث العلماء والدعاة في السجون بلا تهمة ولا محاكمة والبساط الأحمر يفرش للتافهين والتافهات والمفسدين والفاجرات من كل حدب وصوب لإقامة حفلات المجون في أطهر بقعة على وجه الأرض؟ ألم يسمعوا بالمنكرات الكبرى في موسم الرياض ومسابقة الكلاب العالمية والاحتفالات الصاخبة لعبدة الشيطان في الإمارات – أي في جزيرة العرب – بإشراف رسمي؟ أين منهج السلف من كل هذا؟ إلى متى تبقى الأوهام تقودهم باسم التوحيد والعقيدة والفرقة الناجية والسلف الصالح؟ إن التوحيد الذي تعلمه الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم صنع جيلا أخرج اليهود من الجزيرة العربية أما التوحيد الذي تلقاه الوهابيون من شيوخهم فقد أعاد اليهود الى الجزيرة، فمتى ينتبه المغرر بهم إلى حقيقة التوحيد؟ أيها "السلفي" التوحيد ألا تخشى مع الله أحدا، أما إن كنت مثل كثير من شيوخك منبطحا للأنظمة المتصهينة عميلا للصهاينة تبيع دينك ومقدساتك وإخوانك بعرض من الدنيا قليل فاعلم أنك أنت الذي وقعت في الشرك، فتعلّم التوحيد ممن يدفع نفسه وولده وماله في سبيل الله هناك في غزة، فغزة هي اليوم مدرسة التوحيد الخالص ومجاهدوها هم بقية السلف الصالح وأهلها هم الفرقة الناجية لأن الدين عندهم ليس جدالا ومراء واستغراقا في المسائل المختلف فيها بل هو ممارسة ميدانية لذروة سنام الإسلام.

متى يستفيق هؤلاء "السلفيون"؟ ألا يتساءلون كيف نجا اليهود المعتدون ومساندوهم من المسيحيين والكفار من شيوخهم ولم ينجُ منهم المجاهدون والشهداء؟ ألا يرون كيف يجهدون أنفسهم لنفي الشهادة عن موتى غزة ويتبارون لنفي الجهاد عن الحرب هناك بشكل يُفرح الصهاينة إلى أبعد حد؟ أليست هذه خيانة لله ورسوله والمؤمنين؟ ألم يتساءلوا لماذا اختفت فجأة داعش والقاعدة والنصرة – التي تصف نفسها جميعا بالسلفية الجهادية – ولم يظهر لها أثر منذ طوفان الأقصى بينما سقط على أيديها آلاف المسلمين في العراق وسورية وغيرهما؟ أليس هذا دليلا على أنها أدوات أنشأها أعداء الإسلام لضربه من الداخل؟ ألم يقتنع الأتباع بعد أنها معركة الإيمان ضد الكفر والقلة ضد الكثرة وطالوت ضد جالوت والرشاش ضد الطائرة والطهر ضد النجاسة؟ ألم يتساءلوا أين موقعهم منها؟ ألا يحدثون أنفسهم بالانتقال من موقع صناعة الهزيمة إلى موقع صناعة النصر؟

بما أنهم يزعمون اتّباع شيخ الإسلام ابن تيمية أذكّرهم بأنه شارك بنفسه في الجهاد ضد التتار وأنكر على الحٌكام المتخاذلين في مصر والشام، وهذه بعض أقوله (وهم يقدسون أقواله في المسائل البسيطة المختلف فيها)، قال: الرباط في الثغور أفضل من المجاورة بمكة والمدينة، والعمل بالرمح والقوس بالثغور أفضل من صلاة التطوع"...وقال " أما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه فإن دفع ضررهم عن النفس والدين والحرمة واجب إجماعا" – الفتاوى الكبرى 5/ 537.

أرى أن ينهض العلماء والدعاة والمربون بتبصير هؤلاء الأتباع ومحاولة إقناعهم بالعودة إلى الجادة والتصالح مع الأمة ومحاربة قسوة القلب التي تربوا عليها بحيث لا يحسون بآلام المسلمين، وكذلك إغلاق العقل الذي حجب عنهم الحقائق وهي ماثلة أمامهم، مجسدة بين أيديهم، أما إذا تمادوا في غيّهم فهم خنجر مسموم في جسم الأمة يجرّ عليها مزيدا من الويلات في كل مكان.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، السلفية، الإسلاميون، السعودية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-10-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، جاسم الرصيف، حاتم الصولي، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، محمد علي العقربي، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، محمد العيادي، أحمد الحباسي، خالد الجاف ، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، صفاء العراقي، د - صالح المازقي، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، سلوى المغربي، علي الكاش، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، عواطف منصور، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، د- هاني ابوالفتوح، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد عمر غرس الله، فتحي العابد، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، أ.د. مصطفى رجب، عبد الرزاق قيراط ، عبد العزيز كحيل، فتحي الزغل، المولدي اليوسفي، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بن موسى الشريف ، سلام الشماع، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، عراق المطيري، تونسي، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، عمر غازي، ياسين أحمد، صباح الموسوي ، سامر أبو رمان ، مصطفي زهران، سيد السباعي، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، أبو سمية، إياد محمود حسين ، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، بيلسان قيصر، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، طارق خفاجي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، مجدى داود، أنس الشابي، محمد الياسين، د. عبد الآله المالكي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة