البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حتى نرتفع إلى مستوى القرآن

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 512


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في تشاد مليون حافظ للقرآن الكريم...وهي واحدة من أكثر الدول تخلفا، تعيش على مساعدات الدول والمنظمات المسيحية، نفرح بهذا العدد من الحفاظ حين يتحولون إلى مليون عامل يخرجون بلدهم من فضاء الجوع والجهل والمرض .

القرآن أقام حضارة الإيمان والعمران، هو هدى وشفاء والرسول رحمة، وكل هذا نقيض الفقر والجهل والمرض التي هي منتجات التخلف والاستبداد، ونحن نعيش في تناقض واضح مع المنهج القرآني حين اعتمدنا القراءة المجردة لكتاب الله أي ركزنا على الجانب التعبدي البحت (وهو مطلوب من غير شك) ولم ننتبه إلى أن هذه القراءة ليست عملا لأن أجر العبادة لا ينفصل عن وظيفتها، والقراءة النموذجية وسيلة إلى غاية، والغاية هي الفهم والعمل.

على التالي للكتاب الكريم أن يسأل نفسه: ما جدوى ما قرأت؟ هل سمَت نفسي؟ هل استقمت؟ فهناك أقوام "يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم" وهناك من "يقرأ القرآن والقرآن يلعنه"، وما فائدة صاحب ختمة لا يسقط منها حرفأ وقد أسقط العمل بها؟

إن القرآن رسالة نقرؤها لنفهم مضمونها، وما أبعد قراءة التحرك عن قراءة التبرك، ألم يقل الله تعالى " يتلونه حق تلاوته" ؟ المطلوب إذًا هو حق التلاوة أو التلاوة الحق، أي معالجة الخلل التربوي في التركيز على الحفظ والقراءة وإهمال الفهم والعمل.

تريدون أمثلة حية؟ التلاوة الحقة تقتضي من القارئ ما يلي: إن كان غاضبا عفا، وإن كان ذا حقد صفح، وإن كان خاملا نشط، وإن كان غافلا أدرك ارتباط الدنيا بالآخرة...هكذا ينتج المولّد (القرآن) الطاقة (العمل) ...المشكلة تكمن في فهم الإسلام أي طبيعة تركيب المولّد وطريقة تشغيله، وهذا هو التناول المقاصدي لكتاب الله وسنة رسوله، هو ليس قفزا على النصوص بل عودة إلى الجذور وغوص في النصوص، ويجب أن نقرّ أن كثيرا من المدارس الدينية رهبانية تحصر الإسلام في جانب المناسك وحده في حين أن الوحي المنزل يحرر الناس من العبودية لأي صنم مهما كان شكله ويجعل الإنسان مسؤولا ويربيه على تقدير الحياة حين يعطي لها معناها وللموت معناه فيكون صاحب صلة دائمة بالله يقدس قيم الحق والخير والجمال أي ينمي علاقته بالله وبالناس ويبني الحضارة.

هذه هي المعجزة القرآنية: منهج صنع جيلا فريدا وبنى حضارة تجمع بين الربانية والإنسانية، بين التفوق الأخلاقي والعمراني، ومعلوم أن تغيير العقول والأفهام والقلوب والنفوس أعظم إعجازا من قلب العصا حية، كما أن إحياء أمة من موت الشرك والجهل والرذيلة إلى أمة فاتحة منتصرة عادلة أعظم من إحياء بعض الموتى...نحن اليوم أمام هذا التحدي الضخم ، والحلّ ليس في المعجزة الحسية (العصا) ولكن في التعامل الحي مع القرآن لتتوالى معجزاته في الآفاق والنفس وتستوي على حياة الأمة الروحية والمدنية.

هكذا، ولأن التحدي كبير يفضل بعض المسلمين شد القرآن إلى مستواهم بدل الارتفاع إلى مستواه، لهذا نلاحظ أن الإيمان الخاوي يتأقلم مع الاستبداد والظلم والفساد بل يسوّغ كل هذا بمسوغات دينية، وهذا هو بالضبط الإيمان الرهباني الذي جاء القرآن على أنقاضه، القرآن تتلازم عنده قراءة التبرك وقراءة التحرك، والمسلم يقرأ ليفهم ويفهم ليعمل، حينئذ يتحقق السموّ الروحي والسموّ الحياتي، وأي إخلال بأحد الشقيْن يفسد المعادلة القرآنية كلها، القلب المقفل ينتج الثقافة الشكلية التي يستريح إليها الدراويش، والعقل الطاغي ينفلت من أحكام القرآن ولا ينضبط عمله بضوابط الوحي، وكل هذا فتنة لأنه "قسمة ضيزى".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

القرآن، حفظ القرآن، التشاد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-07-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد ملحم، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن عثمان، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، صفاء العراقي، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، فتحي العابد، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أنس الشابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، طلال قسومي، مصطفى منيغ، كريم فارق، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، صباح الموسوي ، عبد العزيز كحيل، المولدي اليوسفي، إيمى الأشقر، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، علي الكاش، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، صلاح المختار، خالد الجاف ، د - المنجي الكعبي، د. طارق عبد الحليم، أحمد النعيمي، منجي باكير، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، أحمد بوادي، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، د. صلاح عودة الله ، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، د - صالح المازقي، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، العادل السمعلي، فوزي مسعود ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بن موسى الشريف ، عواطف منصور، نادية سعد، محمد الياسين، عبد الرزاق قيراط ، د- هاني ابوالفتوح، د- محمد رحال، طارق خفاجي، سفيان عبد الكافي، د - شاكر الحوكي ، د- جابر قميحة، د - محمد بنيعيش، صفاء العربي، محمد العيادي، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم السليتي، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، سلوى المغربي، د - مصطفى فهمي، إياد محمود حسين ، مجدى داود، محرر "بوابتي"، علي عبد العال، سيد السباعي، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، أبو سمية، د. أحمد محمد سليمان، عزيز العرباوي، محمد علي العقربي، تونسي، صلاح الحريري، عمر غازي، مصطفي زهران، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، بيلسان قيصر، رضا الدبّابي، محمد يحي، رافع القارصي، د.محمد فتحي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، سلام الشماع،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز