عودة ترامب إلى البيت الأبيض: فوز حاسم وتحولات سياسية
محمد علي العقربي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 117
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوز حاسم على نائبة الرئيس كمالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي. جاءت هذه النتائج نتيجة لاستراتيجية مدروسة اعتمدت على بناء تحالف واسع يشمل مختلف الشرائح المحافظة، بدءًا من العاطلين عن العمل في الولايات الصناعية، وصولاً إلى الدوائر الانتخابية المؤيدة للحد من الهجرة، بجانب الاعتماد القوي على دعم المؤثرين الرقميين الذين لعبوا دورًا كبيرًا في حشد الشباب على منصات التواصل الاجتماعي.
أحد أهم العوامل التي ساهمت في فوز ترامب كان تركيز حملته على القضايا الاقتصادية. فقد وعد ترامب بتقليص اللوائح التنظيمية وإعادة الوظائف إلى المناطق الصناعية المتضررة، مما جعله يستعيد دعم الناخبين في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن. على الجانب الآخر، فشلت حملة هاريس في جذب الدعم الكافي من الناخبين المستقلين والنساء من الطبقات المتوسطة والعاملة، خاصة مع تصاعد الغضب بشأن قضية الحقوق الإنجابية بعد قرارات المحكمة العليا التي أعادت صلاحيات قوانين الإجهاض إلى الولايات، مما أثار قلق العديد من النساء اللاتي كنّ يُعتبرن داعمات للديمقراطيين.
دور المؤثرين كان أيضًا ملحوظًا، حيث ساهم أشخاص مثل إيلون ماسك وجو روغان في دعم حملة ترامب، مما أعطى الحملة انتشارًا واسعًا بين الأجيال الشابة عبر منصات مثل "إكس" (تويتر سابقًا) والبودكاست الشهيرة، بالإضافة إلى شخصيات رياضية وإعلامية مؤثرة أخرى. إيلون ماسك، على سبيل المثال، لم يكتفِ بدعم ترامب ماليًا فحسب، بل استغل منصته للترويج المباشر له، مما وسع من قاعدته الشعبية بشكل كبير.
أما بالنسبة للمستقبل، فمن المتوقع أن تشهد سياسات ترامب تحولات جذرية، حيث أعلن عن نيته إلغاء العديد من اللوائح البيئية التي وُضعت خلال فترة بايدن، وتعزيز قطاع الطاقة التقليدية كالنفط والفحم، وهو ما سيؤدي إلى تغييرات واسعة في السياسات المناخية والاقتصادية. سياساته الخارجية ستكون كذلك تحت المجهر، حيث من المحتمل أن يتخذ مواقف صارمة تجاه الصين، ويعيد النظر في دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، مما قد يؤثر على ميزان القوى في أوروبا.
يعتبر هذا الفوز بداية لمرحلة جديدة من التحولات السياسية في أمريكا، حيث من المتوقع أن تتعمق الانقسامات داخل الحزب الجمهوري، خاصة مع تصاعد شعبية التيار الشعبوي داخله، وهو ما قد يؤدي إلى تحديات وصراعات بين المحافظين التقليديين والشعبويين، سواءً في الكونغرس أو في الساحة السياسية الأوسع.
النتائج تشير أيضًا إلى انقسام حاد في المجتمع الأمريكي، حيث يشعر العديد من الناخبين بأن كلا الحزبين قد أخفقا في تلبية احتياجاتهم الأساسية. ومع تسلم ترامب للرئاسة مرة أخرى، قد تزداد الفجوة السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، مما سيضعها أمام تحديات داخلية وخارجية كبيرة في السنوات المقبلة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: