د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 197
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تأملت إصبعي مضمخا بحبر الانتخاب فتذكرت دم شهداء الحرية ملطخا به أرض الوطن وتلك كانت بيعتهم أرواحَهم من أجل الاستقلال.
وأقدم من ذلك البيعة في الإسلام . وأول بيعة هي بيعة الرضوان المعروفة. وجرى المسلمون في خَلائفهم وإماراتهم على اعتماد البيعة لإقرار شرعية المتولي لأمر المسلمين ودولتهم. وأحكامُها مقررة في كتب الفقه والسياسة المعروفة بالكتب السلطانية ومن أشهرها كتاب الأحكام السلطانية والولايات الدينية، للقاضي أبي الحسن الماوردي (القرن الرابع الهجري)
إلى أن وُجدت صناديق الانتخاب والاقتراع السري لاختيار رئيس الدولة أو رئيس البلاد تحت أي اسم كان من أسماء النظم السياسية القائمة في العصر الحديث.
ومفهومها العام الإقرار على الثبات والمصابرة وعدم التولي، ومواجهة الموقف بكل ما يقتضيه من إيمان وإخلاص . ولكل دولة قوانينها في تكييف البيعة وقوانين إجرائها.
وكان يبايع لصاحب الأمر أهلُ الحل والعقد في الدولة وفي الأقاليم والولايات ما يحفظ حق من لا يبايع ويعلنها صراحة دون أن يخالف رأي الجماعة أو ما يسمى اليوم بالإجماع العام، عملا بالقول أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. وإنما كانت النزاعات والصراعات على الحكم بسبب العصبيات أو عودة العصبية. والجهل بأحكام السياسة الدينية كالجهل الذي تحمله رؤوس بعض من لا يدلي بدلوه اليوم في الانتخابات وهو يعتقد أنه يقدم خدمة سلبية جدا لصورة بلده ونظامه ومستواه الفكري والثقافي والاجتماعي، وهو في الحقيقة يقدمها عن نفسه المتخلفة عن التقدم الحضاري المعاصر. كأنه يعيش خارج الزمن والمكان ويعطي هذه الصورة السلبية لآله وخلانه وأبنائه.
نعوذ بالوطن منهم أن يكونوا شركاءنا فيه على التساوي.
تونس في٢ ربيع الثاني ١٤٤٦ ه / ٦ أكتوبر ٢٠٢٤ م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: