د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 66
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إذا كان ليس لدينا وكالة إشهار واحدة لصياغة تعبيرات عربية لا تتحمل تحريك حروف بعض ألفاظها إلى معان غير مقصودة أصلا فلا أقل من أن تجويز الالتجاء إلى وكالة مصرية أو حتى أجنبية قادرة على التعريب بلسان مبين لدى المتسوق العربي الصياغة المناسبة لعبقرية الأمة الأدبية والدينية واللغوية والأخلاقية، وإلا فهل أسوأ من شعار «تونس أخرى ممكنة» على رأس مرشح في حملة انتخابية؟
فكان بالإمكان الاختيار على حركة الضم على الهمزة، منعا من عبث تحريكها بغيرها نكاية في المترشح بقلة الذوق - حاشاه - أو مهندس الإعلامية الذي أنجز اللافتة ربما باجتهاده لجهله بالقراءات المحتملة في العربية بدون شكل أو إعراب. و «تونس الأخرى» هذه كالفعل المبني للمجهول نكرة، إلا أن تكون الترجمة للعبارة من اللغة الفرنسية هي التي جرّته إلى هذا الإبهام.
فلو قلنا «أجمل» أو «أغدق» لكان التطلع أفضل من استقبال المجهول.
هذا، والى ماض تاريخي شوّهته أيدي وأقلام الغربيين بين العرب والأتراك العثمانيين لا زلنا نلوك من مصائبنا بعد الاستعمار إلا لبانة التدخل التركي في الشأن الداخلي التونسي ..
إلا أن تكون سياسة القوميين البعثين لا زالت معششة في بعض الرؤوس فلم تجد لتركيا الحديثة إلا هذا التجريح ولم يرعهم منها ولا من إيران هذا الدعمُ غير المسبوق من نظام عربي إلا الجزائر وتونس وبعض دول أخرى وكان التقريب بيننا كتونس وبين تركيا في الموقف من غزة وفلسطين «دولة حرة بكاملها وعاصمتها القدس الشريف» أولى بفتح الصفحات الإيجابية..
فهل هذه أمارات لوّاحة لسياسة خارجية مقبلة مركزة على التنديد بتدخل خارجي دون آخر في بلادنا العربية كما نراه في ليبيا وغير ليبيا؟
وهناك علم كامل في العربية - لمن لا يعلم - اسمه علم المعاني أو علم النحو لاحترام لغة ديننا وقرآننا. ولم ينقرض المؤمنون به كما كان يتمنى الاستعمار والمخلفون من ذريته.
تونس في ١٢ ربيع الأول ١٤٤٦ هـ/ ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: