البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن إضراب طلبة الطب

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 227


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتواصل منذ أسابيع عديدة إضراب طلبة الطب على مستوى جميع الكليات في الجزائر، وإنما دفعني إلى التطرق له ووضعه بين يدي القراء ليصل إلى الرأي العام الوطني أنه قد قوبل طول هذه المدة بتجاهل غريب من جميع الأطراف واكتفت وزارة التعليم العالي باستقبال ممثلي الطلبة ونشر بيانات روتينية لا تتضمن سوى الوعود المعتادة بحل المشكلات المطروحة وتكوين لجان لهذا الغرض، أما باقي الأطراف فكأن الخبر لم يصلها والأمر لا يعنيها أو لا يستحق أي التفاتة، فلم تقم الصحافة بتغطيته في أي كلية ولا أعطت الكلمة للطلبة ولا اقتربت من الوصاية لتعرف وجهة نظرها، وكان ينبغي أن تتحرك الوزارة بقوة وأن تنشغل الحكومة بهذا الحدث و يتناوله البرلمان في جلساته أو عبر أسئلة موجهة للوزير والوزير الأول وأن يكون في صدارة اهتمام المجتمع المدني والأحزاب السياسية لكن شيئا من هذا لم يحدث.

متابعة سير الحياة الجامعية شأن جميع الأطراف المعنية بالشأن الوطني فإذا تعلق الأمر بالطب كان ذلك أولى، لمكانة الطبيب في المجتمع وضرورة حسن تكوينه وتوفير المناخ اللازم لاستكمال دراسته قبل توجيهه للتطبيب وعلاج المرضى وإنقاذ الناس من الأمراض والأوبئة وتوفير أسباب الصحة لهم، لكن يبدو أن الطبيب فقد مكانته السامية بل فقدت المهنة ذاتها مكانتها، فهل نعلم ما معنى ضياع أسابيع وأشهر من المسار الدراسي لطلبة الطب؟ هذا شيء لا يعوض لأنهم أصلا خاضعون لبرنامج دراسي مكثف لا يكاد يترك لهم وقتا للراحة، أم أن شبح السنة البيضاء لا يخيف الوزارة رغم أن ذلك كارثة كبرى وعار قد يصم جبين الجامعة الجزائرية؟ هل فقد العلم والطب والطالب والطبيب المكانة الرفيعة إلى هذه الدرجة؟ أسابيع وربما شهور من التوقف عن الدراسة لا تحرك أي طرف تعني أن الجميع يترك الوضع يتعفن بل قد يرى الحل في التعفن أي تجاهل مشاكل القطاع ومطالب الطلبة...ما هي هذه المطالب؟ تواصلت مع المعنيين للوقوف على حقيقة الوضع فوجدت المطالب في مجملها مشروعة ومعقولة جدا وقابلة للحل أو على الأقل للنقاش الجاد ومحاولة التوصل إلى حل واقعي لولا تصلب الوصاية بل تجاهلها للمشكلة...المطالب تتمحور حول مستقبل طلبة القطاع في ظل انتشار البطالة بين المتخرجين بسبب تركيز السياسة المتبعة على الكم بغض النظر عن حاجة المجتمع وسوق التوظيف وخاصة بغض النظر على الكيف والنوعية، ففتح كليات وملحقات للطب في كل الجامعات تقريبا أقرب – في نظرهم – إلى الديماغوجية لأن التأطير الجاد لا يواكب هذا التوسع والانتشار، فإذا كان التكوين في المستشفيات الجامعية ليس على يرام فكيف به في مستشفيات عادية وكلنا نعرف حالة هذا القطاع ومعاناته المستديمة مع المشاكل والنقائص؟ ماذا ينفع فتح مجال دراسة الطب لكثير من الفئات التي لم تكن معنية بالالتحاق به إذا كان مصير الأغلبية الساحقة هو البطالة؟ أليست العودة إلى التركيز على النوعية الرفيعة أولى لصالح البلاد والأطباء أنفسهم؟ عندما رُفض هذا المقترح الوجيه دافع ممثلو الطلبة عن تيسير خروج من أراد من المتخرجين منهم ليبحث عن عمل في دول أخرى فرُفض هذا نهائيا وبحزم كبير وبقي الجميع في حلقة مفرغة ينطبق عليها المثل الشعبي "ما نضربك ما أنّوض عليك"، أي تبقى الكليات المؤهلة وغير المؤهلة تدفع سنويا إلى الشارع بمئات الأطباء مصير جُلهم البطالة، هذا إلى جانب تقليل الدولة للمناصب في مسابقات التخصص، وكل هذا يلقي بظلال اليأس والأزمات النفسية والقلق على الطلبة...لهذا لم يجدوا إلا إجراء أخيرا يحاولون من خلاله إسماع صوتهم وتنبيه السلطات المعنية لكن الإضراب بقي بلا جدوى إلى حد الآن بل انتهى الأمر بعد أسابيع منه إلى إخراج الأسطوانة القديمة المشروخة لاتّهام الطلبة بأنهم تسيّرهم "الأيادي الخارجية" !!! يحدث هذا في القرن الواحد والعشرين وفي ظل "الديمقراطية" وتوفر وسائل الاتصال التي تتيح الوقوف على الحقائق الميدانية بكل سهولة...فلماذا الهروب إلى الأمام؟ في صالح من يكون التأزيم؟ لماذا المغامرة بالتضحية بإطارات تدفع الدولة أموالا باهظة لتكوينهم؟ لماذا انتهاج سبيل التعفين والاتهامات المضحكة؟ لماذا لا يتم تفعيل آليات الحوار الجاد والتواصل بين الأطراف المعنية والاحتكام إلى العقل وتغليب المصلحة العليا للبلاد؟ أتمنى أن تتدخل الصحافة بالدرجة الأولى وتقف على الحقائق وتستمع لوجهات النظر وتنقل كل ذلك للسلطة وللرأي العام قبل فوات الأوان.





 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التعليم، الجامعة، الطب، الجزائر، المغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أشرف إبراهيم حجاج، د - المنجي الكعبي، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، محمد الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، تونسي، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، وائل بنجدو، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، د - الضاوي خوالدية، خالد الجاف ، عبد الله الفقير، د- جابر قميحة، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، رضا الدبّابي، مصطفي زهران، أنس الشابي، أبو سمية، أحمد الحباسي، صلاح المختار، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، عمر غازي، سلوى المغربي، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، فوزي مسعود ، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، إيمى الأشقر، محمد علي العقربي، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد بشير، حسن عثمان، كريم فارق، د. خالد الطراولي ، المولدي اليوسفي، عبد العزيز كحيل، مصطفى منيغ، فهمي شراب، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، فتحـي قاره بيبـان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، طلال قسومي، العادل السمعلي، د - عادل رضا، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، علي الكاش، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الغني مزوز، إسراء أبو رمان، صلاح الحريري، فتحي العابد، عزيز العرباوي، مراد قميزة، علي عبد العال، بيلسان قيصر، صفاء العراقي، صفاء العربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، د- هاني ابوالفتوح، رافد العزاوي، عواطف منصور، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، نادية سعد، سعود السبعاني، أحمد النعيمي، منجي باكير، أ.د. مصطفى رجب، محمد عمر غرس الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، محمود سلطان، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، الهيثم زعفان، طارق خفاجي، رافع القارصي، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الياسين، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، يزيد بن الحسين، د- محمود علي عريقات، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز