البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن إضراب طلبة الطب

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 460


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتواصل منذ أسابيع عديدة إضراب طلبة الطب على مستوى جميع الكليات في الجزائر، وإنما دفعني إلى التطرق له ووضعه بين يدي القراء ليصل إلى الرأي العام الوطني أنه قد قوبل طول هذه المدة بتجاهل غريب من جميع الأطراف واكتفت وزارة التعليم العالي باستقبال ممثلي الطلبة ونشر بيانات روتينية لا تتضمن سوى الوعود المعتادة بحل المشكلات المطروحة وتكوين لجان لهذا الغرض، أما باقي الأطراف فكأن الخبر لم يصلها والأمر لا يعنيها أو لا يستحق أي التفاتة، فلم تقم الصحافة بتغطيته في أي كلية ولا أعطت الكلمة للطلبة ولا اقتربت من الوصاية لتعرف وجهة نظرها، وكان ينبغي أن تتحرك الوزارة بقوة وأن تنشغل الحكومة بهذا الحدث و يتناوله البرلمان في جلساته أو عبر أسئلة موجهة للوزير والوزير الأول وأن يكون في صدارة اهتمام المجتمع المدني والأحزاب السياسية لكن شيئا من هذا لم يحدث.

متابعة سير الحياة الجامعية شأن جميع الأطراف المعنية بالشأن الوطني فإذا تعلق الأمر بالطب كان ذلك أولى، لمكانة الطبيب في المجتمع وضرورة حسن تكوينه وتوفير المناخ اللازم لاستكمال دراسته قبل توجيهه للتطبيب وعلاج المرضى وإنقاذ الناس من الأمراض والأوبئة وتوفير أسباب الصحة لهم، لكن يبدو أن الطبيب فقد مكانته السامية بل فقدت المهنة ذاتها مكانتها، فهل نعلم ما معنى ضياع أسابيع وأشهر من المسار الدراسي لطلبة الطب؟ هذا شيء لا يعوض لأنهم أصلا خاضعون لبرنامج دراسي مكثف لا يكاد يترك لهم وقتا للراحة، أم أن شبح السنة البيضاء لا يخيف الوزارة رغم أن ذلك كارثة كبرى وعار قد يصم جبين الجامعة الجزائرية؟ هل فقد العلم والطب والطالب والطبيب المكانة الرفيعة إلى هذه الدرجة؟ أسابيع وربما شهور من التوقف عن الدراسة لا تحرك أي طرف تعني أن الجميع يترك الوضع يتعفن بل قد يرى الحل في التعفن أي تجاهل مشاكل القطاع ومطالب الطلبة...ما هي هذه المطالب؟ تواصلت مع المعنيين للوقوف على حقيقة الوضع فوجدت المطالب في مجملها مشروعة ومعقولة جدا وقابلة للحل أو على الأقل للنقاش الجاد ومحاولة التوصل إلى حل واقعي لولا تصلب الوصاية بل تجاهلها للمشكلة...المطالب تتمحور حول مستقبل طلبة القطاع في ظل انتشار البطالة بين المتخرجين بسبب تركيز السياسة المتبعة على الكم بغض النظر عن حاجة المجتمع وسوق التوظيف وخاصة بغض النظر على الكيف والنوعية، ففتح كليات وملحقات للطب في كل الجامعات تقريبا أقرب – في نظرهم – إلى الديماغوجية لأن التأطير الجاد لا يواكب هذا التوسع والانتشار، فإذا كان التكوين في المستشفيات الجامعية ليس على يرام فكيف به في مستشفيات عادية وكلنا نعرف حالة هذا القطاع ومعاناته المستديمة مع المشاكل والنقائص؟ ماذا ينفع فتح مجال دراسة الطب لكثير من الفئات التي لم تكن معنية بالالتحاق به إذا كان مصير الأغلبية الساحقة هو البطالة؟ أليست العودة إلى التركيز على النوعية الرفيعة أولى لصالح البلاد والأطباء أنفسهم؟ عندما رُفض هذا المقترح الوجيه دافع ممثلو الطلبة عن تيسير خروج من أراد من المتخرجين منهم ليبحث عن عمل في دول أخرى فرُفض هذا نهائيا وبحزم كبير وبقي الجميع في حلقة مفرغة ينطبق عليها المثل الشعبي "ما نضربك ما أنّوض عليك"، أي تبقى الكليات المؤهلة وغير المؤهلة تدفع سنويا إلى الشارع بمئات الأطباء مصير جُلهم البطالة، هذا إلى جانب تقليل الدولة للمناصب في مسابقات التخصص، وكل هذا يلقي بظلال اليأس والأزمات النفسية والقلق على الطلبة...لهذا لم يجدوا إلا إجراء أخيرا يحاولون من خلاله إسماع صوتهم وتنبيه السلطات المعنية لكن الإضراب بقي بلا جدوى إلى حد الآن بل انتهى الأمر بعد أسابيع منه إلى إخراج الأسطوانة القديمة المشروخة لاتّهام الطلبة بأنهم تسيّرهم "الأيادي الخارجية" !!! يحدث هذا في القرن الواحد والعشرين وفي ظل "الديمقراطية" وتوفر وسائل الاتصال التي تتيح الوقوف على الحقائق الميدانية بكل سهولة...فلماذا الهروب إلى الأمام؟ في صالح من يكون التأزيم؟ لماذا المغامرة بالتضحية بإطارات تدفع الدولة أموالا باهظة لتكوينهم؟ لماذا انتهاج سبيل التعفين والاتهامات المضحكة؟ لماذا لا يتم تفعيل آليات الحوار الجاد والتواصل بين الأطراف المعنية والاحتكام إلى العقل وتغليب المصلحة العليا للبلاد؟ أتمنى أن تتدخل الصحافة بالدرجة الأولى وتقف على الحقائق وتستمع لوجهات النظر وتنقل كل ذلك للسلطة وللرأي العام قبل فوات الأوان.





 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التعليم، الجامعة، الطب، الجزائر، المغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هذا هو معاوية بن أبي سفيان
  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، مصطفي زهران، موسى عزوق، عواطف منصور، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، خالد الجاف ، رضا الدبّابي، كريم فارق، عمر غازي، وائل بنجدو، محرر "بوابتي"، أبو سمية، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، محمود سلطان، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، منجي باكير، أحمد النعيمي، الناصر الرقيق، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، طلال قسومي، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، نادية سعد، صلاح المختار، عبد الله الفقير، عبد العزيز كحيل، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، صباح الموسوي ، ياسين أحمد، طارق خفاجي، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، حسن الطرابلسي، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أشرف إبراهيم حجاج، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، عبد الغني مزوز، أنس الشابي، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، محمد شمام ، فوزي مسعود ، إيمى الأشقر، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، حاتم الصولي، د- محمد رحال، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، محمد الياسين، رافع القارصي، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، فهمي شراب، العادل السمعلي، فتحي العابد، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، بيلسان قيصر، د. صلاح عودة الله ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عبد الآله المالكي، محمد علي العقربي، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، صالح النعامي ، محمد يحي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، المولدي اليوسفي، كريم السليتي، صفاء العربي، يحيي البوليني، تونسي، عمار غيلوفي، د - مصطفى فهمي، د - محمد بنيعيش، د - صالح المازقي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز