البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 176


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها وربما نقول كما قيل قبلنا أعظم الشعوب أكثر ها عقوقا لزعمائها! ‏كطلب الوالدين من ولدهما الخروج من الدين فعصيانهما ليس بالعقوق على الوجه الصحيح بل هو الطاعة في غير الكفر. وكذلك الشعوب بوجه زعمائها فالطاعة لهم كفر إذا لم يستقيموا على الطريقة، ونزْعهم من السلطة واجب ديني.

ولذلك تتسابق الدول التي تريد الهيمنة على غيرها باستغلال العامل الديني للإطاحة بحكام الدول المناوئة لسياساتها بالتدخل في الشؤون الداخلية لأولئك الحكام.

ومشكلة الأسد واضحة. فنظامه ضحية للاستعمار الفرنسي ‏الذي انضاف إليه بعد الحرب العالمية الثانية التدخل الغربي عموما والأمريكي خصوصا.

فقد ظل يعاني من هذا التدخل ‏كما ظلت أفغانستان تعاني في الماضي من الشيوعية السوفياتية ثم بعد تحررها أصبحت تعاني من الإمبريالية الأمريكية والغربية. وكان وقود التدخل الأجنبي هو إذكاء ‏نار العامل الديني لطرد المحتل والحلول محلّه بعنوان ردّ الجميل وقبول المساعدات والقروض للاستقلال بالنفس ‏عمن دونه ‏من غير أصحاب الفضل عليه.

‏فيُفضي الأمر إلى نظام هجين لا شعبي بالمرة يعجب ﴿الكفار نباته﴾، فيولد معارضات داخلية شتى تجد صداها المحفّز للثورة على دولتها لتتخذها الأطراف الأجنبية وقودا دينيا لأغراض الضغط على النظام القائم للفوز فيما بعد بثمرات تضحياتها وشهدائها وهكذا دواليك. فالحركات الدينية المصنفة سابقا إرهابية إذا توصّلت إلى تحقيق الأهداف فأول من يهنيها هي الدول التي كانت تصنفها «إرهاب إسلامي» وتلوّح لها الآن بإخراجها من قائمة الإرهاب! ‏ولذلك تتسابق الدول التي كانت في الماضي تحارب نظام الأسد تحت مسمى إحلال ‏الديمقراطية والدفاع عن الحقوق الحريات ضد نظام استبدادي دموي، تتسابق ‏بإعلان حذرها وتمهلها حتى‏ ترى المعارضات الإسلامية السورية التي رفعت راية سورية الجديدة وهي تتسلّم الحكم كيف ستتصرف مع الأقليات، كما صرّح بذلك المستشار الألماني شولتز، وكأنه لا يمارس مسبقا تدخله في شؤون غيره!

أما بايدن فيعِد بعلاقات جديدة مع إيران في ضوء ما تحقق حسب رأيه من تعبيد الطريق لسياسة أمريكية مغايرة مع طهران بعد أن أصبحت أذرعها مقصوصة في لبنان وغزة وسوريا أخيرا، وأنه بإمكانه الاطمئنان أكثر لأنه مستمر في الإبقاء على نفوذه وقواعده العسكرية في البلد المحرر من الأسد والمرشح لتأمين حدود إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد. هذا من خلال هذين الموقفين مما حصل في سوريا، قلت هذا بعض ما تنطوي عليه استراتيجياتهما إضافة إلى فرنسا وبريطانيا اللتين لهما أكثر من أطماع أمريكا وإسرائيل لسبق ماضيهما الاستعماري المليء بالمآسي في بلاد الشام والعراق والأردن، وتحيّنهما الفرص لمنع تركيا وإيران أن تعاودا علاقاتهما الإسلامية الوطيدة مع هذا البلد الذي أمنه واستقراره كالبناء المرصوص حجرة حجرة هو وأمنهما واستقرارهما.

***

كل العالم من المحيط إلى المحيط وعينه على سورية المنبعثة من رمادها أن تعود إلى مجدها في العروبة والإسلام كعهدها في بناء الحضارات الأقدم في العالم إلا إسرائيل وحلفاءها من الأوروبيين والأمريكيين الذين تقمصوا الأدوار التي لم ينتخبهم لها أحد في مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة كشرطي الديمقراطية والحقوق والحريات.

‏واعتقادنا أن الشعوب التي تضحي بنظام مهتوك لحساب النظام الجديد لا يمكن أن ترهن نفسها له أي للنظام الجديد إذا فوّت كسابقه التخلص من التدخل الأجنبي السلبي على علاقاته الوثيقة مع من يشاطره نفس القضايا والطموحات.

فالجوانب السلبية التي طبعت بميسمها نظام الأسد وولدت معارضات إسلامية ‏مختلفة إنما تولدت لتمنع في المستقبل من تجدد انعكاس كل تأثير سلبي على إرادة الشعب السوري من أن يستعيد عبقريته المميزة ‏بكل حرية ومصداقية وتجعله يقوى على كل التحديات.

الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها مثلها في هذه الأيام مثل الشعب العربي السوري التي سقط البعث فيه بعد سقوط حكمه في العراق في ٢٠٠٣ قبل عشرين سنة ليخلي الطريق لا للفوضى والديمقراطية المغشوشة ولكن للبناء والأمن والاستقرار والتعمير.

***

وتعيث الصهيونية في عرين الأسد وقد أخلاه صاحبه بعد استعصاء طويل على الإرادات الأمريكية والأوروبية للتطبيع مع إسرائيل أو الاعتراف لها بأدني احتلال من أرض الشام الفيحاء، أرض الرسل والأنبياء وأقدم الحضارات في تاريخ البشرية.. وسيرى الأعداء تأبِّي من يخلفه على هذه الأرض الطيبة المجاهدة في سبيل الأمة العرية والإسلامية، كيف أن مجرّد أسمائهم وأسماء جيوشهم وحركاتهم وملامحهم تنبئ بأنهم سيصونون العرين لأسْد الله الجُدد، أسْد فلسطين والشام جميعا، بأقطاره الأربعة بحدودها الاستعمارية التي تسقط أمام إرادات أممهم أو شعوبهم ولا تلبث أن تتوحد في وجه إسرائيل والولايات المتخذة .. وما وراءها من استعماريين غربيين جدد في ثوب كاسر لنشر الديمقراطية والدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة، وهي تكذب وتكيل بمكيالين، وأوّل من ينتهك التشاريع الإنسانية والإلهية لأغراضهم العدوانية على حقوق الآخرين حتى سلّط الله عليهم من يحمد الشريعة باسم أحمد الشرع وبهيئة تحرير الشام وليس فلسطين فحسب!

فلتمض إسرائيل في اقتضام سوريا بعد غزة والضفة وجنوبي لبنان لأن نهايتها إلى زوال لأن العتوّ في الأرض هو علامة السقوط على صخرة الحق، الحق الذي تسمى به الله لجلاله عنده تعالى.

تونس في 7 جمادى الثانية 1445 ه‍‍ / 9 ديسمبر 2024م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، إسقاط النظام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-12-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل
  ‏حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب
  ‏لا خيار أمام ترامب غير خيار الحق
  لابن خلدون نظر وتحقيق
  ‌في ذكرى انبعاث الطوفان لحمل العدو وآلته العسكرية إلى حيث مصيره
  قتل بحجم النصر لقضية ‏المتوفى
  الإسلاموية في فرنسا
  حبر الانتخاب أو بيعة الرضوان
  ‌قدس يسوى أغلى من حسن وهنية
  ‏لينعم السيد حسن نصر الله باستشهاده
  ‌‏بقتل سيد المقاومة اللبنانية تخسر ‏ إسرائيل
  الرمز يُعلى بالإستشهاد ولا يسقط بالموت
  اللائكية كدين يستقلع الأديان ليحل محلها
  الحرب سجال والإنتصار قتال
  قليل من قلة الذوق ‏والشعارات الفارغة
  عملية أللنبي الأخيرة
  جامعة وكلية وقانون‏ ونفوس معقدة من مخلفات الاستعمار ومقبلات الاستقلال
  المستقبل السعيد
  ونقول للمحسن أحسنت
  ‌الرد المستور أقوى من الرد المكشوف الظهر

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العراقي، د. أحمد بشير، محمد يحي، رافع القارصي، د - الضاوي خوالدية، طارق خفاجي، خالد الجاف ، فتحـي قاره بيبـان، بيلسان قيصر، محمود سلطان، محمود طرشوبي، حسن الطرابلسي، المولدي الفرجاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي عبد العال، د- جابر قميحة، كريم السليتي، رمضان حينوني، وائل بنجدو، أحمد ملحم، عمر غازي، د- محمد رحال، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، خبَّاب بن مروان الحمد، علي الكاش، العادل السمعلي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د. مصطفى رجب، مصطفى منيغ، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، فتحي الزغل، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - صالح المازقي، صلاح الحريري، سفيان عبد الكافي، ضحى عبد الرحمن، سيد السباعي، صفاء العربي، كريم فارق، فتحي العابد، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، طلال قسومي، صباح الموسوي ، أحمد النعيمي، مجدى داود، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، د. طارق عبد الحليم، محمد علي العقربي، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، عبد العزيز كحيل، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، د. خالد الطراولي ، حسن عثمان، مراد قميزة، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، المولدي اليوسفي، سلام الشماع، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، سلوى المغربي، ماهر عدنان قنديل، د- هاني ابوالفتوح، صلاح المختار، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، إيمى الأشقر، عزيز العرباوي، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، رشيد السيد أحمد، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، جاسم الرصيف، نادية سعد، تونسي، حاتم الصولي، حميدة الطيلوش، محمد شمام ، ياسين أحمد، د - عادل رضا، أشرف إبراهيم حجاج، عواطف منصور، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز