البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من بركات طوفان الأقصى

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 418


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الطوفان حرر سورية و سيتحرر الشام كله بإذن وذلك إيذان بتحرير الأمة كلها كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أحوجا إلى البشائر وتحرير الأوطان وعودة الأمة إلى مركز الرقي والريادة لتعود الخلافة على منهج النبوة "حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، ولنا هذه الأيام أن نفرح ونستبشر ونجن نرى التدبير الإلهي يعمل بجلاء، فطوفان الأقصى وفّر الظروف لتحرير سورية من الاستبداد والاحتلال الروسي والإيراني وهذه بشارة أنه سيحرر فلسطين...إنه القدَر الذي يرسم الخطوات والخرائط والمصائر في عالم الغيب ويجسدها في دنيا الناس، ولئن كان سقوط الكيان الصهيوني سيأخذ شكلا مغايرا لسقوط النظام البعثي في سورية فإنه محتوم وفقا لسنن الله في المجتمعات، قال تعالى "﴿ َفكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾- سورة العنكبوت 40...فرح السوريين والعرب والمسلمين بزوال نظام الظلم والقهر والاستعباد والتبعية للخارج يفتح لنا أبواب للأمل كاد الواقع المرير أن يغلقها في وجوهنا، فقد منّ الله علينا بالصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وكنا نتمنى أن نصلي في المسجد الأقصى وهو محرر وأمنيتنا الآن أن نؤدي الصلاة في الجامع الأموي بدمشق بعد أن استعاد عافيته وعاد إلى أحضان أهل السنة لنشمّ رائحة الأمويين الذين أوصلوا لنا الإسلام وخدموا العربية ورائحة ابن تيمية وابن القيم وصولا إلى مصطفى السباعي وعصام العطار وعبد الفتاح أبو غدة وأمثالهم من مصابيح الهدى ومنارات الدجى.

وحتى لا يكون تحرير سورية طفرة أو إنجازا معزولا أو بناء هشّا فإن هناك حلا واجد فقط بالنسبة للعرب والمسلمين هو العمل الجاد العميق المتواصل الممنهج لإشاعة الحرية والعدل وإقامة دولة المؤسسات وتسيير البلدان بالشورى وسد طرق الاستبداد بإحكام وليس هناك وسيلة لبلوغ ذلك إلا تطبيق شرع الله تعالى وهذا شيء ممكن الآن أكثر من ذي قبل لأن الناس سئموا الاستبداد من جهة وجربوا الحكم العلماني من المحيط إلى المحيط من الجهة الأخرى فما جنوا منه إلا التخلف والحياة الضنك والتفسخ الأخلاقي وتشويه الإسلام والتبعية الذليلة للغرب بغير مقابل، والقضية ليست سياسية بحتة بل هي تربوية بالمعني الإيماني والعلمي للكلمة فعلى الأمة – وبإشراف العلماء المتخصصين والدعاة الربانيين والمربين الرساليين والبيوت المؤمنة أن يشرعوا من الآن ووفق خطط مدروسة في تربية الأطفال والشباب على معاني الرجولة والبطولة والعزة، ويجعلوهم يتابعون مسلسل غزة الرفيع المستوى - فهو أفضل ألف مرة من المسلسلات التي ألِفوها - ويقولوا لهم إن البطل الحقيقي ليس رامبو بل الملثم وهنية والسنوار وإخوانهم، ويخرجوهم من حياة الاسترخاء واللهو إلى مستوى القساميين، ويبثوا فيهم روح الإسلام ونخوة العرب وأثار أحمد ياسين...إنها فرصة ثمينة ليعيدوا الجيل إلى التربية الصحيحة ليس على المناهج التغريبية المستوردة لكن على مناهج أبطال غزة، فعلى مدى سنوات هل رأيتم هناك شبابا طائشا أو امرأة متبرجة؟ وهل رأيتم اليوم فيهم جزعا أو خوفا أو تراجعا؟ ولعل حجر الأساس في البناء الذي تأمله الأمة هو إقامة صرح الحرية في النفوس والواقع على أنقاض الاستبداد وكل ما يسوّغه من قول أو عمل لأن إقامة دولة العقل والقانون – قبل دولة الشرع – لا يتلاءم مع هذه "المعالم الحضارية الكبرى" المتناثرة من المحيط إلى الخليج:

سجن صيدنايا : كنا نعرف حاله قبل تحرير سورية لكن من يظنون أن الطاغية يؤيد المقاومة كانوا يرفضون التصديق.

سجن تازممارت في المغرب، وهو من طراز صيدنايا، من إبداعات من كان ينتحل اسم "أمير المؤمنين".

السجن الحربي بمصر، سلخ فيه ألوف العلماء والدعاء والأبرياء منذ عهد الطاغية الأول إلى الآن.

سجن بوسليم بليبيا: في يوم 29 جوان 1996 قُتل فيه 1270 سجين بالرصاص بأمر من الحاكم لأنهم ثاروا ضد ظروف اعتقالهم.

سجن أبو غريب بالعراق الذي اشتهر بعد "تحرير" البلاد وحوّله "المحررون" إلى مسلخ بشري لأحرار العراق الذين قاوموا الغزو الهمجي لبلادهم.

هذه معالمنا الكبرة يا خير أمة أخرجت للناس، فكيف لا تكون حياتنا عبودية لغير الله وذلا وتخلفا؟ وهذا ما يجعلنا نتعلق بأي بصيص أمل تعلق الغريق بالقشة، فها نجن أولاء نفرح بمستجدات سورية: أحمد الشرع (الرئيس الفعلي) يأمر بعدم تعليق أي صورة له في أي مكان، رئيس الحكومة يخطب الجمعة في جامع الأمويين، وزير العدل – وهو خريج العلوم الشرعية - يتكلم عن تطبيق قطاعه الوزاري لأحكام الشرع.

لكن ...كيف تطيق الأنظمة العربية كل هذا وهي تؤمن بدين واحد هو "العلمانية" التي تحترم الخمور والتبرج وركن الإسلام الأول فيها هو "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، إسقاط النظام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-12-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، حسن عثمان، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفى منيغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، عراق المطيري، رافع القارصي، رافد العزاوي، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، عبد العزيز كحيل، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، محمد علي العقربي، سلام الشماع، طارق خفاجي، صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، صفاء العراقي، صلاح المختار، حسن الطرابلسي، المولدي اليوسفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، نادية سعد، أحمد النعيمي، علي عبد العال، صفاء العربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، محمد الطرابلسي، سامر أبو رمان ، كريم فارق، د - شاكر الحوكي ، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الغني مزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، ماهر عدنان قنديل، تونسي، ياسين أحمد، أحمد الحباسي، كريم السليتي، فهمي شراب، وائل بنجدو، أبو سمية، د- جابر قميحة، أحمد بوادي، محمد يحي، عواطف منصور، محمود طرشوبي، د. عبد الآله المالكي، مجدى داود، رشيد السيد أحمد، المولدي الفرجاني، العادل السمعلي، محمد شمام ، عمر غازي، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، يحيي البوليني، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، محرر "بوابتي"، منجي باكير، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، محمد الياسين، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، د- محمد رحال، د. صلاح عودة الله ، بيلسان قيصر، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، صلاح الحريري، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، د. أحمد محمد سليمان، د. أحمد بشير، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله الفقير، خالد الجاف ، سلوى المغربي، د- محمود علي عريقات،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز