لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 64
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم واستعادة حقوقهم دون حروب ولا مقاومة لنازعهم المغرضون بأنهم غير صادقين في مسالمة أعدائهم الإسرائيليين، لأن نزعة الشر لا يمكن أن تتغلب عليها نزعة الخير بالدعاء ولو صدقت النوايا.
إذن فمسالمة إسرائيل لحل القضية الفلسطينية دون حرب عادلة (الجهاد) هو محض خيال. فمن الباطل زعم بعضهم أن المقاومة حماس أو المقاومة الفلسطينية عامة كان ينبغي أن لا تدخل الحرب يوم 7 أكتوبر مع عدو غير متكافئة القوة معه وظاهرةٌ عليه بحلفاء أقوياء من وزن أمريكا وبريطانيا و فرنسا وغيرها من الدول الاستعمارية والطيور على أشكالها تقع.
إذن إن الفلسطينيين استنفدوا كل أشكال المقاومة السلمية: المفاوضات بأنواعها والاتفاقيات بمختلف مضامينها واللوائح بأصنافها. فما خرجت إلا بوعود كاذبة واتفاقيات منقوضة وعهود منكوثة، ومزيد من احتلال الأرض وتوسيع الاستيطان وإحكام الخناق وقطع وريد الحياة لشعب أعزل إن لم تشن عليه الحرب تلو الحرب لتصفية القضية وبالإبادة العرقية في الحد الأقصى.
فالوضع اليوم لم يعد يسمح بغير شد أزر المقاومة بكل وسائل الدعم والسلاح إلى آخر أنفاس المستطيعين عليه من دول الحزام وغير الحزام، لأنها هي نفسها أي هذه الدول أصبحت في مرمى العدو ومناط أطماعه وسياساته كما كشفتها هذه الحرب الطوفانية التي أطلقتها حماس كآخر الحروب التحريرية التي سوف تنتصر فيها ولا ريب، لأن الاستعمار والاحتلال لو داما لما كتب غاندي قصة الهند ولما كتب مانديلا قصة جنوبي إفريقيا ولما كتبت جميلة بوحيرد قصة الجزائر الخ.
لنصدق الجهاد كما نصدق الدعاء!
----------
تونس في ٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ ه / ١٠ نوفمبر ٢٠٢٤م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: