د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 109
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بقتل سيد المقاومة اللبنانية تخسر إسرائيل الورقة الرابحة لنصرها في جنوب لبنان وفي غزة والقطاع وفي كل رقعة تثير فيها حربا على الفلسطينيين.
إسرائيل تخسر بقتله لأنها تضيّع على نفسها القبض عليه أو أسره لمحاكمته والانتقام منه، تخسر ورقة من أوراق نصرها بل أهم أوراقها.
فكيف باستشهاده تكسب بل تخسر كل الخسارة.
حسن نصر الله خطره شهيدا أكثر من خطره حيا بأضعاف .
فاستشهاده بالعكس يضاعف من أوراق النصر بيد المقاومة لكسب الدالة على إسرائيل. وسيرى العالم صدق رؤيانا لأن التاريخ لمن يتأمله يصدّقنا.
لأن دور الشهيد في الأذهان أن تبقى القضية التي استشهد من أجلها حية أقوى بمماته كما ارتضاها فداء لها. ولولا هذه الرابطة الروحية لفسد الكون الذي أراده الله مادة وروحا لا مادة فقط.
وخلق المفسدين ليميّزهم من الصالحين ويحرّض عليهم المصلحين.
ولن تغير إسرائيل ولا أمريكا سنة الكون ومن يعاكس سنة المناخ كمن يعاكس سنة الكون. فكم قوة عادت إلى ضعف، وكم ضعف عاد إلى قوة. ولن تنهار الدول إلا بانهيار القيم الربانية أو الكونية في سيرتها ونظمها وفي مقدمتها التوحيد والعدل. أي وحدانية الخالق المعبود لا وحدانية العبد الطاغي المتجبر. والعدل أي إقامة العدل لقيام العمران وبسط الأمن والحرية وقطع أسباب العنف والكراهية وإنارة السبيل للعلماء والمتعلمين.
فيا تعس لأمريكا وإسرائيل بسبب هذه الحرب الظالمة على فلسطين. فهل ستكون لها خسارة أعظم من خسارتها التي تَمرّرتها في تاريخها القصير بعد هجرتها خارج قارتها، بعنوان إنقاذ القارة العجوز من العنصرية الأوروبية ضد الشعوب الشرقية. فإذا هي تصبح في مقدمة العنصرية الأوروبية الجديدة، معززة بالصهيونية لاستعباد الشعوب الشرقية خلفاً للاستعمار المرير الذي ذاقته عشرات السنين في آسيا وأفريقيا، إلى أن انجلت غمّتها بفضل ثورات التحرير التي تولّدت من رحمها أخيرا المقاومات المشهودة في فلسطين وغيرها بقاع العالم لتحرير إرادة الشعوب واسترجاع أراضيها من أيدي الاحتلال.
وما أمواج الهجرة التي يقاسي منها اليوم العالم الغربي إلا ارتداد لأمواج الاستعمار الظالم الذي بطش بأقوامها وأهدر خيرات شعوبها في بذخه الفاحش على حسابها عقودا من السنين .
أمواج الهجرة ارتداد لأمواج الاستعمار، ولا شك.
-------------
تونس في ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦ ه / غرة أكتوبر ٢٠٢٤م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: