قيس شكري - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 122
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
السوق في اللغة العربية وكما ورد في معاجم اللغة : هو موضع البِياعات ، قال ( ابن سيده ) : السوق التي يتعامل فيها تذكَّر وتؤّنث والجمع أسواق . والسويقة تصغير السوق وهي التجارة لأن التجارة تُجلب إليها ، وتُساق المبيعات نحوها .
لقد كان العامل الأساسي للازدهار الاقتصادي في العراق عامة وبغداد خاصة تشجيع الخلفاء على الزراعة والصناعة واهتمامهم بإنشاء المؤسسات الاقتصادية التي تدر على الدولة والمواطن بالفائدة الإقتصادية ، ومنها : الأسواق التي أصبحت منتشرة في كل ناحية ومحلة في بغداد ، والعمل على تزويدها بالمرافق الهامة مثل الحمامات والمساجد ، وكذلك الخانات التي شيدت لخدمة التجارة والتجار منذ بناء بغداد المدورة في العصر العباسي الأول . ولذلك كان للأسواق أهميتها الإقتصادية في العصر العباسي وقد انعكس ذلك ليس على بغداد فحسب ، إنما على الدولة كلها . لذا جاء حرص الدولة العباسية واهتمامها بالأسواق ورعايتها ووضع حراسة داخلها وخارجها لحماية البضائع والتجار . وقد أشار الى أسواق بغداد وأهميتها مؤرخيها القدامى أمثال ابن الفوطي واليعقوبي ، كما كان للباحث والمؤرخ عبد العزيز الدوري دراسات عن الحالة الإقتصادية لمدينة بغداد قبل إحتلال المغول لها سنة 1258م وقد ذكر ما كان يصل لأسواق بغداد من مواد غذائية من القرى والنواحي القريبة منها والبعيدة .
كان موضع بغداد قبل أن يبني فيها المنصور مدينته ، مركزاً تجارياً هاماً وسوق عظيمة تعقد مرة واحدة في كل شهر ، يقصدها تجار فارس والشام ، ومن سائر البلدان ، وكان موضع السوق ما بين نهر الرفيل والصراة العظمى قرب ضفة نهر دجلة . قال ( الخطيب البغدادي ) صاحب " تاريخ بغداد " : كانت بغداد في أيام مملكة العجم قرية يجتمع فيها رأس كل سنة التجار ، ويقوم بها للفرس سوق عظيمة . فلما توجه المسلمون الى العراق وفتحوا أول السّواد ، ذُكر للمثنى ابن حارث الشيباني سوق بغداد . كما أورد الطبير صاحب " التاريخ " المعروف باسمه ذكر سوق بغداد ، وذلك عند روايته لأحداث سنة 13هـ .
لما وضع الخليفة ( أبا جعفر المنصور ) الخطط الأولى لمدينة بغداد ( المدورة ) ، أظهر اهتمامه الخاص بالأسواق لكونها من أهم المؤسسات الاقتصادية في الدولة ، حيث جعل لها مساحات واسعة ، وأمر بتوسيعها وتعددها في سائر أنحاء المدينة ، بحيث يكون في كل ناحية سوق شاملة لجميع أنواع التجارات . وأنشأ أربعة أسواق رئيسية في أنحاء العاصمة جميعها ، وكانت طريقة بناء هذه الأسواق تتلائم مع الظروف المناخية ، قال اليعقوبي في ذلك : (( وفيها كواء رومية يدخل منها الشمس والضوء ، ولا يدخل منها المطر )) . وكان من نتائجها ظهور أو بروز دور ( المحتسب ) الذي أطلق لأول مرة في هذا العصر ، حيث كان يشترط شروط عند بناء الأسواق وإنشائها . وجعل لكل مهنة سوقاً خاصة بها ، مثل القصابين جعل لهم سوق القصابين ، والقلائين ( مهنتهم قلاء السمك ) سوق القلائين ، والصفارين والبزازين والعطارين وغيرها ؛ والأمر لا يزال متعارفاً عليه حتى يومنا هذا .
أما أشهر أسواق بغداد في العصر العباسي ، فهي :
- سوق الثلاثاء .
– سوق النخاسين .
- سوق الوراقين .
- سوق البزازين .
- سوق العطارين .
- سوق الهيثم .
- سوق القلائين .
- سوق دار البطيخ .
- سوق باب الطاق .
- سوق الصاغى أو سوق الذهب .
- سوق الطيور .
- سوق الجواري .
- سوق النحاسين .
- سوق العروس .
- سوق الرياحين .
- سوق الصباغين .
- سوق السلاح .
- سوق خضير .
- سوق باب الشام .
- سوق يحيى .
- سوق نصر .
- سوق خالد البرمكي .
- سوق الهيثم .
- سوق العطش .
- سوق الجزارين .
- سوق الدجاج .
- سوق دار القطن .
- سوق الخياطين .
- سوق الطعام .
- سوق الخميس .
- سوق الشواكة أو باعة الشوك .
- سوق العتابية .
- سوق الأحد .
- سوق الدادي .
- سوق باعة الأشنان
- سوق باب المحول .
- سوق التمارين .
- سوق الدواب .
- سوق الاسكافة .
- سوق الطيب .
ومما تذكره المصادر أن الكثير من الحرائق قد وقعت في الكثير من هذه الأسواق لأسباب منها ما كان طبيعي ومنها ما كان على يد الإنسان . وقد كان هناك نظام إطفاء الحرائق عند نشأة الأسواق ، حيث كان يتم حفر حياض في الدروب والأسواق وملؤها بالماء ليتسنى استخدامها في مثل هذه الحالات ، وقد اختص السقاؤون بذلك فكانت تناط بهم مثل هذه المهام .
المصادر :
- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي .
- لسان العرب لابن منظور .
- البلدان لليعقوبي .
- تاريخ الطبري .
- الأعلاق النفيسة لابن رسته .
- تجارة العراق قديماً وحديثاً ليوسف غنيمة .
- فيضانات بغداد لحمد سوسة .
------------------------
الباحث / قيس شكري
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: