د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 21
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
صدعَ ترامب أو الحِلف الصهيوني الأمريكي، بدعوته لحرب إسلام المقاومة بعد تحريك آلته العسكرية شهورا عدة ووقف إطلاق نيرانها وقتيا ريثما يطلق مقدمته الجديدة (المستورة) في لوحه "المحفوظ" وهي التهجير الإسرائيلي إلى بلدان الجوار العربي بمُهجّري غزة وفلسطينيي الأرض المحتلة لتتكوّن الدولة الإسرائيلية باتساعها المناسب، بالمقابل للدولة الفلسطينية ببضعة ملايين من المهجّرين من بلدان المضيف الذين يبحثون عن حق العودة إلى هويتهم في الدول الفلسطينية المحدثة على إنقاض القضية الفلسطينية الأم.
وستكون إيران وتركيا أول من "يرحب" بهذا المآل المتوقع أو التطور في العلاقات بين الدولة العبرية ودول الأنظمة التي وقعت معها اتفاقيات سلام ملزمة بالإذعان للدفاع عن الحدود المشتركة وصد كل مقاومة فلسطينية عبرها لضمان أمن إسرائيل.
السؤال كيف ستتصرف مصر لمواجهة هذا الوضع الجديد، مصر 56 أمام العدوان الثلاثي ومصر 67 أمام العدوان الإسرائيلي الشامل ومصر اتفاقية كامب ديفيد وأخيرا مصر أمام طوفان الأقصى وحرب إسرائيل على غزة بالتراوح مع الهدنة المستعصية والوساطة المضنية لتفريغ الاتفاقيات الأخيرة لوقف إطلاق النار على حدودها من كل مساس بأمنها واستقرارها قبل كل اعتبار استراتيجي خارجي؟
أم نبقى في سؤال من جنى الأول على صاحبه أو البحث عن اتفاقية تصفية للقضية الفلسطينية على مائدة ترامب والصهيونيين الإسرائيليين لتغيير الخريطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط على هوى الأقوى، والأمريكيين قبل كل شيء. إلا مع احتمال أن تنتفض الشعوب في عصر التواصل الاجتماعي والحرب الدينية لتأخذ بمقود زعمائها لقلب الموازين أو تعديلها لصالحها على الأقل، فيَصنع الإسلامُ المقاوم خريطة أخرى في الشرق الأوسط وفي غير بلد من بلاد العالم الممتدة ذراعها إلى هذه المنطقة الحساسة في قلب عصر الدولار والطاقة المتجددة والثورة التكنولوجية والمعلومات التي يملك العالم الإسلامي الكثير من مقوماتها، ويكون لها الشأنَُ الأكبر لو اتّحدت كلمة أبنائه ومن شأنها عبر التاريخ أن تتّحد في الأزمات الكبرى.
وسوف لا يكون حل قضية أوكرانيا في أوروبا غير بعيد الشبه من حل قضية فلسطين في الشرق الأوسط، بين ترامب وروسيا، ودون مفاجآت كذلك. والمؤكد، وهو شيء واحد هو أن الحلول المفروضة بالقوة العسكرية أو الافتصادية (كالتفقير والتهجير أو الإبادة) سيولّد مقاومة جديدة أشد ضراوة من سابقاتها لنيل المطالب المستحقة بالعدل الإلهي وبالعدل الإنساني. ويذهب ذكر ترامب في التاريخ كوعد بلفور غير قابل للصمود بل إلا للانتقاض عليه. بل لعله لا يكون إلا مقدمة لنضال جديد يُكلّل هذه المرة بفتح جديد لفلسطين والقدس كما فتحت أول مرة على يد عمر بن الخطاب وثاني مرة على يد صلاح الدين الأيوبي. ولا عبرة بالسنين إلا لعد الانتصارات. ولا عبرة بالمصائب إلا لقدح العقول لتوليد الحلول لقهر الصعاب فنرى وحدة الصف بين «الثماني الإسلامية» تتعزز بأكثر العدد لمواجهة التحديات.
ومن يخطط لمنع الحرب يعني أنه فرغ من حرب عدوه دون أن يخسر طلقة نار عليه.
وترامب الجولان والقدس هو ترامب كل فلسطين وما إليها لمن لم يدركه من ولايته الأولى. وككل شؤون الحياة ما وصل إلى الحد انقلب إلى الضد.
تونس في ٢٧ رجب ١٤٤٦ ه ٢٧ جانفي ٢٠٢٥م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: