البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

درس غزة الأكبر

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 468


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ما أعظم غزة وشعبها...أعظم درس لقنته عمليا للمسلمين هو دور العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص في صنع المعجزات الإنسانية ...على مدار خمسة عشر شهرا ولأنهم يتعاملون مع الله لم يسلم مجاهد نفسه للعدو ولا تخلى مقاوم عن سلاحه ولا رفع غزاوي الراية البيضاء رغم حرب الإبادة والتجويع ومحاولات التهجير، وإذا كان أداء المقاومة بطوليا فإن ثبات الحاضنة الشعبية لا يقل بطولة...فكيف حدث كل هذا في قطاع محاصر كان العدو والمتواطئون معه يظنون أن تدميره لن يدوم أكثر من ثلاثة أسابيع؟ إنه ثمرات التربية الإيمانية الشاملة العميقة على أيدي رحال ربانيين ونساء ربانيات أحيوا سيرة السلف الصالح فأرونا في غزة الغزوات وأحداث السيرة بمؤمنيها ومنافقيها ومثبطيها وكفارها رأي العين...إنها العقيدة الصحيحة التي تحرك الأحداث، إنه التوحيد الخالص البعيد عن الجدال والمماحكات يصنع المعجزات ويقود جهادا شرعيا أحيى صورة الإسلام الناصعة، يعلوها حسن الأداء والصبر واحتساب الأجر والتشبث بالأرض مهما كان الثمن...هذه الخلفية الإيمانية هي التي صنعت الفارق الكبير بين غزة وغيرها من البلاد التي وقع عليها عدوان المعتدين، خلفية مكنت أصحاب الحق من الأداء الرفيع المستوى والإتقان العجيب الغريب في كل ما يفعلونه، من إصابة "الجيش ألذي لا يقهر" في الصميم إلى الحضور القوي اللافت في اليوم الأول للهدنة ، إلى الحرب النفسية وحسن إدارة المعركة الإعلامية، انتهاء باستئناف مرافق الحكومية عملها بشكل مدهش...وهكذا رأينا كيف تهشمت الميركافا الأسطورية، وأصيب الجنود بالهلع، وتحطمت معنويات دول وأنظمة أمام جندي أعزل إلا من إيمان وبارود صنعه بنفسه تحت الأرض وهو محاصر.

هل نعي الدرس؟ هل نطّرح المناهج المستوردة ونعود إلى مناهجنا التربوية الأصيلة التي تحصّن الأمة وترفع مستواها العلمي والسياسي والعسكري والإعلامي؟ ألم نر أن المصحف بغير سلاح يحميه يُطمع أهل الكفر فيه؟ ألم يكن الإمام الشهيد حسن البنا موفقا حين جعل راية الجماعة مصحفا يحيط به سيفان اثنان؟ وعلى ذكر المصحف فإن تمسك أهل غزة به جعله يدخل بيوت الألوف من الغربيين الذين علموا أن سر صمود غزة وأدائها الخارق يكمن في هذا القرآن فأقبلوا عليه يتدارسونه، وقد أسلم عدد كبير منهم...أفلم يحن الوقت ليجعل المسلمون كتاب الله دستورهم ومرجعهم الكبر ومصدر قوتهم؟

لقد عاد للقدس والأقصى وفلسطين ألَقُها وصدارتها ومكانتها حتى ولو كان الثمن عشرات الألوف ما بين شهيد وجريح، فالأرض المباركة تستحق ذلك، وقد كان العدو يتوجع ويتألم طول فترة الحرب لكنه يصبّر نفسه لعل المجاهدين يضعفون ويضجرون ويصرخون قبله، وحاشا لفتية ربّتهم المصاحف والمساجد أن يسبقوا بالصراخ...أفلا يدفعنا هذا نحن أهل الله وحملة الرسالة إلى أن نسارع إلى إعادة ترتيب أولويات حياتنا، وإعادة النظر فيما ينبغي أن نربي عليه أولادنا على أنقاض المناهج التغريبية الفاشلة؟ الفرصة سانحة وأدواتها متوفرة والظرف مناسب، فشباب الأمة يبدع في نشر القضية وبث الأمل وكبت العدو بسيف الإعلام والأقلام ويجعل من فيسبوك سلاحا فعالا، وها هي القدوات قد تبدلت (وهذا ما ينبغي أن يستقر ويدوم)، فالشباب يرسمون أحمد ياسين وإسماعيل هنية ومحمد الضيف ويحي السنوار و أبا عبيدة على دفاترهم وجدران قلوبهم بعدما كان التافهون من لاعبين و"مؤثرين" ومطربين مُلهميهم ولقياهُم أقصى أمانيهم، ومع إكبار المسلم وتثمينه فعل المرابطين وأدائهم الرفيع وإدمانه متابعة جهدهم وجهادهم ينشأ لديه بالضرورة احتقار التافهين الذين يؤثرون في شعوبنا ، ومن بركات طوفان الأقصى انتقال الأمة من تعظيم أولئك التافهين وتقديسهم إلى تعظيم أهل الصمود والإثخان في العدو، وهكذا يتم انتقال "المثل الأعلى" من التافهين والأبطال المزيفين إلى الأبطال الحقيقيين، وهو تغير كبير ثقيل علينا التفطن إليه لإدراجه كعنصر أساسي في المنهج التربوي الجديد المنشود لأن الإعجاب بنموذج مقاومٍ دليل على سلامة العقل واتزان الشخصية، ولنا أن نعجب من الصنيع الإلهي، فهذه المعجزات الخارقة التي صاحبت طوفان الأقصى من أول يوم، وكذلك التحوّل الكبير في شباب الأمة حدث رغم جيوش الفساد التي نخرت الأمة طويلا ورمت بها في التيه والضلال لعقود من الزمن ، ولا تفسير لكل هذ إلا أنه كرامة إلهية وعناية ربانية ومن ألطاف الله بهذه الامة التي تمرض ولا تموت، وتتألم ولا تستسلم وتتوارى حينا ثم تعود...وإذا سأل المثبط عن حماس قلنا يكفيها فخرا أنها كشفت لنا أشباه الرجال و المندسين في مجتمعاتنا من المتصهينين والمرجفين و الخونة وأصحاب الألسنة الحداد الذين لا هم جاهدوا ولا أعدوا ولا حموا الأمة ولا تركوا الرجال يجاهدون، والمتعودون على الروح الانهزامية لا يرون النصر مهما كان كبيرا واضحا جليا، بل يكرهون معاني العزة والرفعة والمروءة والتضحية لذلك يكرهون الجهاد وأهله...وهذا فصل مهم من فصول التربية الغزاوية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى، حماس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-01-2025  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هذا هو معاوية بن أبي سفيان
  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - صالح المازقي، صفاء العربي، أبو سمية، خالد الجاف ، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، حسن عثمان، تونسي، وائل بنجدو، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، طارق خفاجي، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ، نادية سعد، عراق المطيري، حميدة الطيلوش، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، محمد يحي، عبد الله الفقير، سامح لطف الله، صباح الموسوي ، علي الكاش، كريم فارق، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فوزي مسعود ، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، رمضان حينوني، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، عزيز العرباوي، د. عبد الآله المالكي، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، أحمد ملحم، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، محمد شمام ، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، المولدي اليوسفي، حسن الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، محمد علي العقربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، صلاح المختار، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، د- هاني ابوالفتوح، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، عبد العزيز كحيل، عمر غازي، سفيان عبد الكافي، سامر أبو رمان ، عواطف منصور، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، د- جابر قميحة، بيلسان قيصر، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، عبد الله زيدان، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، مصطفى منيغ، صلاح الحريري، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، فهمي شراب، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، موسى عزوق، رحاب اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز