د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 23
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعد وقف إطلاق النار في غزة طوت فلسطين صفحة طوفان الأقصى لتفتح بعدها صفحة جحيم ترامب لإزالة جميع الموانع التي منعت من قيام دولة فلسطين إلى جوار دولة إسرائيل ندا لندّ، حلا للمشكل المتقادم تحت الانتداب البريطاني في دولة واحدة تجمع اليهود والمسيحيين من أبناء العمومة الدينية قبل العرقية في الأرض المقدسة من بلاد الشام في شبه جزيرة العرب، بدءا بتاريخ سيدنا إبراهيم عليه وعلى أبنائه المرسلين السلام إلى ظهور الإسلام برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون دينه دينا للعالمين موسويين وعيسويين ومحمديين.
ولذلك لم يعد بإمكان أي رئيس إسرائيلي أن يلوي العصا في يد الرئيس ترامب كما فعل ناتنياهو مع بايدن ومنّى نفسه أن يفعله مع صديقه ترامب. وكأنه لا يعرف أن السياسة ليس فيها صداقات دائمة ولا عداوات دائمة ولكن مصالح متضاربة. ومصلحة أمريكا لا تعلوها مصلحة (براغماتية) بمعنى كل الوسائل مباحة للوصول إلى الغرض..
فأمام ترامب الانتفاع من العرب ومن اليهود معا بعضهم لبعض نصير لأمريكا أفضل من بعضهم لبعض خصوم لأمريكا بل بمرضاتهم إذا ما استقاموا على الطريقة الأمريكية وهي غلبة نفوذها على كل نفوذ منافس في الشرق الأوسط وسوف لن يسمح ترامب لإسرائيل بالتوسع لحساب نفسها أوالسيطرة لحسابها في مقدّرات رقعة استراتيجية في العالم مركزا من قديم لأكثر الحضارات الكبرى في التاريخ ومهداً للديانات التوحيدية .
فالموانع التي كانت قائمة لمنع قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل ولو ليس كدولة فلسطين قبل الانتداب البريطاني، هي موانع متأتية من طرفين متقابلين: طرف دول العرب في الجوار أساسا تحسبا للنزاعات الحدودية المتوارثة عن الاستعمار؛ وطرف دولة إسرائيل وحلفائها الذين يخططون للتوسع الأوروبي الصهيوني الاستعماري في الشرق من قديم حروبهم الصليبية فيها.
فتحييد الطرفين بكل وسائل الضغط التي لا نقول تمتلكها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية بل القوة الكاريزماتية التي يمتلكها رئيسها الحالي ترامب وجعلت منه رجل الموقف الصائب، لحمل إسرائيل على تفادي السقوط في أتون حرب هي بالكاد ولولا أمريكا قادتها لما أبقت على بقية من حياتها بسبب طوفان الأقصى الذي أخذها إلى قعر سحيق من الجرائم الإنسانية والإبادة الجماعية وأخذ معها سمعة أمريكا في العالم.
واتُّخِذت العبرة من مصر لمّا تبادرت بعد تدخّل أمريكا بعقد سلام دائم مع إسرائيل. فهل ستكون السبّاقة كذلك لرسم خريطة السلام الجديدة في عهد الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وتسعى لإيلاف أشقائها العرب في المشرق والمغرب لعقد صفقة القرن مع ترامب إلى أن يأتي بإذن من الله في ظروف أخرى ما يسمح لتوحيد الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية في دولة فلسطين في العهد العمري وإلى ما قبل الاستعمار البريطاني وعاصمتها القدس الشريف.
وتُحفظ هذه اليد التي مدها ترامب للعرب ومصر في أولهم لسبقها المستدام إلى رفع التحديات أمام العرب والمسلمين طوال تاريخها.
وتكون قضية فلسطين قد كسبت قامة جديدة من الانتصارات بين قدرين عظيمين أرادهم الله وهما طوفان الأقصى وجحيم ترامب حتى يرتدع الطرفان المتقاتلان ويأتيا حبْوا إلى الصلح، بما منّه الله على الشعوب لوقف الحرب.ولنا من رسولنا خير أسوة.
ويدخل في إسلامنا كل من هو بأعمال له، في هذه القضية وفي غيرها كان أقرب من كل دين إلينا.
وعظم الله أجر كل من استشهدوا في طوفان الأقصى ومن نجَوا بنفوسهم لما رهبوا من جحيم ترامب فأسلموا له وعيونهم إلى القدس مرفوعة.
تونس في ٢٨ رجب ١٤٤٦ه / ٢٨ جانفي ٢٠٢٥م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: