البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السِّنوار لم يمت

كاتب المقال عبد الناصر عيسى    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 116



أداء كتائب القسام بعد إعلان توقيف القتال، هو نفسه قبل الحرب وخلالها، حتى لا نقول إنه أكثر حزما وجدية، بسبب ما منحته الحرب بأيامها ولياليها الدموية، من خبرة وتصميم على مواصلة الجهاد إلى آخر نفس.

طريقة تسليم مجنّدات العدوّ الأسيرات، والإعلان عن أسمائهن، بنقر من أبي عبيدة، والمشاهد المثيرة والموثقة والمؤرِّخة لمجريات الحرب، التي باشرت كتائب القسام في بثها، هي حربٌ أخرى قائمة بذاتها، تبصم على نصر هؤلاء الرجال في كل شيء، من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وإذا كان تاريخ الإنسانية قد بيّن أن الشهداء لا يموتون أبدا من آل ياسر إلى العربي بن مهيدي وأحمد زبانة ورمضان بن عبد المالك، والشيخ ياسين وشيخ المجاهدين عز الدين القسام وكل الأبطال الأحرار، وخلّد ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: “ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يُرزقون”، فإن ما يقدِّمه أبناء القسّام يؤكد أن الشهيد لا يبقى حيًّا فقط، بل يبعث الحياة في الذين يرثون عنه البطولة والإيثار.

كان الخوف الذي سكن القلوب، وهو خوفٌ مشروع، في أن تنتهي الحرب، فيستيقظ الفلسطينيون على واقع زوال أسباب الحياة على أرضهم، فينقلب بعض الناس على الذين “جرّوهم” إلى هذا الوضع المؤلم، ولكن الخوف انتقل إلى قلب معاقل الكيان.

والذي هندس لـ ”طوفان الأقصى”، وظل طوال أيام الحرب ولياليها الحالكات يقدِّم صور القنص والتفجير وكلمات الناطق العسكري باسمه، ها هو الآن يؤرِّخ بالصورة والصوت لأبطاله، ومنهم الشهيد الرمز يحيى السنوار الذي كان يتحرك بين الأنقاض والكمائن، ويقترب من جنود العدو، طالبا نصرا أو شهادة، ويبدو أنه قد حققهما معا.

قدَّمت المقاومة حربا تليق بالشعب الفلسطيني، وتليق بأرض المقدّسات والأنبياء، وإذا كنّا قد اعتدنا أن نصف بقية الحروب الكلاسيكية القديمة، بـ ”الحروب العربية الإسرائيلية”، فإن ما حدث في حرب الشهور الـ15، هو حرب فلسطينية عالمية، إذ خطط للطوفان أبناء فلسطين ونفذوه وانتصروا، ولم تكن تضحيات حزب الله والحوثيين والفصائل العراقية أكثر من دعم للثورة الفلسطينية الكبرى التي جمعت المقاومة بالشعب الصبور، وقدّمت فلسطين كأسطورة تحاكي الخيال.

الحرب معارك، فيها من النار والموت القليل، أما كثيرها فهو ما يظهر على أهلها من سلوك، وعندما يرى العدوّ وهو يُسكر نفسه بكؤوس “النصر المطلق” المزعوم، ضحيّته منتشيا بإفرازات نهاية الحرب أو العدوان، فإنه سيدرك أن أطنان القنابل التي مسحت معالم الحياة في غزة، وجحافل القتلى ضمن مسعى الإبادة الشاملة، وأن ما سمّاه هو “الإنجازات الكبرى”، هو مجرد هراء.

عندما نعرّف الإنسان، بالأثر الذي يتركه وبقيمه وما قدّمه في حياته، ندرك أن يحيى السنوار لم يمت، كما لم يمت إخوانه، وأنه هو من يرمي حاليا ودائما باتجاه العدو، فيقنصه في قلب القلب.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، إسرائيل، السنوار،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-01-2025   الشروق الجزائرية / عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد النعيمي، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، طارق خفاجي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، ماهر عدنان قنديل، عواطف منصور، صالح النعامي ، حسن الطرابلسي، يزيد بن الحسين، فهمي شراب، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، محمد شمام ، د. خالد الطراولي ، يحيي البوليني، د - عادل رضا، د- جابر قميحة، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، العادل السمعلي، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، حسن عثمان، عبد الله الفقير، د - صالح المازقي، كريم السليتي، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، عبد العزيز كحيل، تونسي، أبو سمية، طلال قسومي، كريم فارق، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، محمد علي العقربي، صفاء العراقي، عراق المطيري، سلام الشماع، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي العابد، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، سامح لطف الله، علي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، د- هاني ابوالفتوح، محمد أحمد عزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، أنس الشابي، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، د. ضرغام عبد الله الدباغ، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، مراد قميزة، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، سليمان أحمد أبو ستة، رافع القارصي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، فتحـي قاره بيبـان، علي الكاش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، محمود طرشوبي، صفاء العربي، أحمد الحباسي، صلاح الحريري، خالد الجاف ، موسى عزوق، محمد يحي، سيد السباعي، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، سعود السبعاني، عبد الغني مزوز، المولدي اليوسفي، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، بيلسان قيصر، نادية سعد، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود سلطان، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز