البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 212


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أجلْ، العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية القائمة بعضويتها في جامعة الدول العربية ضمن جمهورية جزر القمر العربية.

قبل نزول القضاء بالعاصفة الهوجاء التي قتلت ما لا يحصى عددا من الأرواح ودمرت كافة المرافق والأشجار والأسقف والملاجئ بسرعة رياح تفوق الخيال كانت مايوت مسرحا لاضطرابات كبيرة كمستعمرة فرنسية وعمليات قمع عنصرية استصفائية موجهة إليها من باريس بذريعة التخلص من تصاعد الهجرة إليها من العرب والمسلمين من دول الجوار وتجاوز النسل فيها فوق الحد المقبول فرنسيا. وفي السنوات الأخيرة ضاعفت السلطات آلتها الجهنمية للتضييق على سكانها والإبقاء على إمكانيات العيش فيها في حدود الصفر لاستفراغها من المهاجرين منعا لاحتمال قيام مطالبات جدية باستقلالها وطرد كل حضور فرنسي مواكبة لما يحصل له في إفريقيا جنوبي الصحراء، تأسيا بالثورات التي عرفتها الجزائر وليبيا وغيرهما في نطاق تصفية الاستعمار.

***

مايوت أو جزيرة الموت أو مايوطا كما تسميها المراجع كشفها كشفها‭ ‬ابن‭ ‬ماجد‭ ‬الملاح‭ ‬النجدي‭ ‬والجغرافي‭ ‬ذائع‭ ‬الصيت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬الهجري.‭

ولا أحد تحدث عن أصل التسمية التي حرفها اللسان الفرنسي المستعمر على منوال غيرها من مددنا. فكنتَ لا تجد من الباحثين الأوروبيين ومن لف لفهم إلا ويتوقفون عند الأصل اللاتيني للكلمة إذا لم يجدوا اليهودي الأقدم. كما وقفوا على تسمية القيروان وشككوا في أصلها العربي وعلاقتها ببعض الأسماء البربرية أو آثار الكنائس أو المعابد اليهودية في مكانها. وما وجدناه أقرب في لفظها من القرآن الكريم، وقريبا من وزنها كالنهروان وعسقلان. من قرّ بالمكان أي أقام به.

فمايوت أو مايوطا Mayotte نجده أقرب في نطقه بلسان الفاتحين من اسم عربي أليف عندهم مبارك هو كتاب الموطّأ للإمام مالك رضي الله عنه، من وطّأ الموضعَ أي صيّره وطيئا، أي خفضه ووطّأَ للموضوع مهّد له فهو موطأ. فأطلقوه على جزيرتهم الحالمة التي تغوّل الاستعمار الفرنسي وألحقها بأراضيه على اليابسة بأوروبا لينعم بالسياحة على شمسها ورمالها الذهبية وسمكها اللذيذ دون أصحابها الذين حرمهم حتى من أبسط الحقوق التي ينعم بها أبناء المسدّس (بتعبيرهم عن شكل فرنسا) ومن هذه الحقوق الجنسية والضمان الاجتماعي.

ومن أسوإ من رماهم به ماكرون للمسارعة بنجدتهم من هول ما أصابهم من غضب الله على المعمرين الفرنجة عندهم هو وزير الداخلية المستقيل في حكومة بارنية اللابرلمانية (روطايو) المعروف بقسوته الشديدة على المسلمين والمهاجرين. ولعله لذلك صرف النظر بايرو الوزير الأول المكلف بتأليف الحكومة، المعروف بعكسه باحترام الأقليات ومعاملتهم المسلمين سواء كغيرهم من الفرنسيين، وفضل أن يتغيب عن الاجتماع الوزاري مع رئيس الدولة حول الوضع الجاد في مايوت مكتفيا بمتابعة، الموضوع عن بعد خلال انشغاله في بلدته(بو) Pau بصفته شيخ المدينة.

روطايو هذا عاد مصدوما من مهمته وغير قادر على تقديم بيان عن الأوضاع. فقط في تصريح له اكتفى بالقول بمنع أعمال النهب المحتملة. وهو لا يعلم أن ما يطلق عليه قانونا نهب وسرقة لها أحكام في أحوال الضرورة كالحالة التي أصبحت فيها الجزيرة. وهم مسلمون قبل كل شيء، وعليهم ألا يخضعوا لمواصفات الاستعماريين لأعمالهم، من قبيل مقاومة المنكر والانتقاض على الظالم. فتقديم المساعدات والعلاج أهم من تتبع أعمال النهب والسرقة واتهام المعارضين للسلطة الفرنسية بها، واستغلال هذه الكارثة لتطبيقات إجراءات هم رافضون لها كالتمسك بحق الانتماء للأرض.. وإسرائيل أمام أعينهم وما فعلته مع الفلسطينيين.

فالإعلام الغرنسي الموجه بلسان حال السياسيين المعارضين للوجود الإسلامي في فرنسا والمتأففين من استقبال المهاجرة واللجوء لا يجدون ما يروّحون به عن أنفسهم من التفاعل الإيجابي مع منكوبي الجزيرة إلا تعديد كثرة السكان فيها من المهاجرين العرب والمسلمين، والنسبة العالية من تزايد النسل، ما يسبب وضعية الخصاصة والتخلف والاضطرابات التي تلازم الجزيرة منذ سنوات، وبذلك يغرّد دعاة العنصرية اليمينيين المتطرفين.

ولا يستمعون إلى الأصوات الحكيمة التي تنادي بمنح هذه الجزيرة كبقية الجزر استقلالها، وأنه لمن معاكسة طبيعة التحولات إصرار باريس على قمع الحركات الانفصالية.

***

فرنسا الإسلامية التي كادت تصبح كذلك في يوم من أيام ماضيها الاستعماري عندما شملت تحت حكمها في مستعمراتها الإفريقية أكبر مجموعة إسلامية، ولكنها ارتدّت عن مشروعها الاتحادي خشية أن يقتضي ذلك أن يتغير الدستور ليكون أصدق تعبيرا عن الواقع الاجتماعي والسياسي الجديد.وهي اليوم تقاوم داخليا أغلبية إسلامية هي الأكثر عددا في أوروبا، تقاومها ديمقراطيا عن طريق عدد هام من الأحزاب المتعاطفة مع قضايا هذه الأغلبية ومع المهاجرين عامة من الأفارقة ومع الحركات الاستقلالية في المستعمرات الباقية فيما وراء البحار كأرخبيل مايوتا (الموطأ إذا أردنا التسمية بلسان سكاتها الأصليين كما قلنا).

------------
تونس في ١٤ جمادى الثانية 1445 ه‍‍ / ١٦ ديسمبر 2024م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

جزيرة مايوت الإسلامية، جزر القمر، فرنسا، التحرر، الحرية، الإستعمار،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-12-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل
  ‏حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب
  ‏لا خيار أمام ترامب غير خيار الحق
  لابن خلدون نظر وتحقيق
  ‌في ذكرى انبعاث الطوفان لحمل العدو وآلته العسكرية إلى حيث مصيره
  قتل بحجم النصر لقضية ‏المتوفى
  الإسلاموية في فرنسا
  حبر الانتخاب أو بيعة الرضوان
  ‌قدس يسوى أغلى من حسن وهنية
  ‏لينعم السيد حسن نصر الله باستشهاده
  ‌‏بقتل سيد المقاومة اللبنانية تخسر ‏ إسرائيل
  الرمز يُعلى بالإستشهاد ولا يسقط بالموت
  اللائكية كدين يستقلع الأديان ليحل محلها
  الحرب سجال والإنتصار قتال
  قليل من قلة الذوق ‏والشعارات الفارغة
  عملية أللنبي الأخيرة
  جامعة وكلية وقانون‏ ونفوس معقدة من مخلفات الاستعمار ومقبلات الاستقلال
  المستقبل السعيد
  ونقول للمحسن أحسنت
  ‌الرد المستور أقوى من الرد المكشوف الظهر

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي الزغل، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، ياسين أحمد، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، أنس الشابي، د - صالح المازقي، بيلسان قيصر، خبَّاب بن مروان الحمد، حاتم الصولي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، خالد الجاف ، المولدي اليوسفي، حسن الطرابلسي، طارق خفاجي، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، مصطفى منيغ، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، رضا الدبّابي، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، العادل السمعلي، عواطف منصور، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، رمضان حينوني، أ.د. مصطفى رجب، مجدى داود، أحمد بوادي، أبو سمية، صلاح المختار، عبد الله الفقير، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، د- محمود علي عريقات، مصطفي زهران، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، محمد شمام ، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، د- محمد رحال، ضحى عبد الرحمن، سفيان عبد الكافي، سلوى المغربي، سعود السبعاني، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، عمر غازي، صلاح الحريري، محمد العيادي، كريم السليتي، عزيز العرباوي، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، فهمي شراب، طلال قسومي، د. أحمد محمد سليمان، محمد الطرابلسي، تونسي، الهيثم زعفان، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، عبد العزيز كحيل، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، عبد الرزاق قيراط ، سلام الشماع، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود طرشوبي، عمار غيلوفي، محمود سلطان، عبد الغني مزوز، عبد الله زيدان، علي الكاش، عراق المطيري، مراد قميزة، كريم فارق، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز