دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟
أو ناتنياهية أشبه بالنازية
د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 141
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تزعم إسرائيل أن المحكمة الجنائية الدولية تقرر قراراتها بدافع كره اليهود ومعاداة السامية. وهذا محض افتراء غير مستغرب من أمثال إسرائيل في التاريخ الإسلامي وفي تاريخ العالم كله.
وكان لابد أن تخشى إسرائيل من معاقبتها على هذا الكلام الكاذب بل هذا الادعاء ككل متطاول على العدالة ومتلاعب بالقيم والمفاهيم الصحيحة.
إسرائيل تعلم أن المحاكم ـ معاذ الله ـ لا تنصب للتصرف بدافع الكراهية أوالمعاداة، لا للأفراد ولا للأقوام بل يُقاد إليها المجرمون في سلاسل لإقامة الحق عليهم إذا تصرفوا بغريزة الانتقام الجماعي أو الإبادة الجماعية كما فعل جيشها وقادتها بعد ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ بغزة الى اليوم بمرأى ومسمع من العالم.
ولكنها بهذا المنطق السفيه والمنافي للقانون ردت إسرائيل برفض قرار محكمة الجنايات الدولية على مذكرة الاعتقال الصادرة عنها بحق رئيس حكومتها ووزير الدفاع (السابق) خلافا لكل الدول الموقعة على اتفاقية روما لمحاكمة مجرمي الحرب والإبادة الجماعية وفي مقدمتهم تركيا الأردوغانية التي عبّرت عن ترحيبها واستعدادها بتنفيذ القرار.
فهل القبة الحديدية بل النووية التي لدى إسرائيل والتي تخفيها عن عيون العالم أو قبة أمريكا الأوسع ستحمي ناتنياهو وغالانت وتجعل أحدهما والآخر يفلت من العقاب والملاحقة إلى حين إلقاء القبض عليه وتسليمه للجنائية الدولية كأبسط متهم بخرق النواميس الكونية التي تحفظ قيمة الحياة البشرية وعدالة القضايا الحقوقية. ودول مجموعة البريكس الكثيرة العدد اليوم أحرى بأن يفكر قادتها ويقدموا بشجاعة كما هو الظن الحسن بجميعهم على مقابلة التعنت الإسرائيلي وتحديها لمحكمة العدل الدولية بقرارات رادعة كالتهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية، ردا جماعيا على عدم امتثالها لقرار الجنائية الدولية.
وكذلك الدول العشر في مجلس الأمن المقترحة أخيرا لمشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة والذي لم يحظ إلا بالفيتو الأمريكي كالعادة، بالضغط على إسرائيل دبلوماسيا أو اقتصاديا أو بقطع العلاقات حتى ترفع اعتراضها كدولة على قرار المحكمة الجنائية بحق اعتقال ناتنياهو وغالانت وتسرّحهما لحالهما والتصرف بما يرياه تبرئة لهما من الاتهام الموجه لهما عن طريق عدالة المحكمة نفسها إذا كان ضميرهما مرتاحا لانتفاء التهمة عنهما بما يدليان به وراء القضبان من اعتبارات موثوقة، لا بأخذ قرار الاعتقال مأخذ الهزل والضحك على أذقان الدول التي رحبت بتنفيذه وأعدت العدة لذلك لفظا لا أكثر.
وفرنسا اليوم في ضغط متزايد عليها من أحزاب اليسار التي اكتسبت أكبر شعبية في تاريخها بالدفاع عن المسلمين ضد سياسة ناتنياهو التي تنتهجها إسرائيل في غزة دفاعا يتزايد بتزايد كره اليهود ومعاداة السامية كما لم تشهده في السابق. ما وتر علاقاتها بإسرائيل ٩٠ درجة على ما مضى.
فهل تتظافر الجهود في أقطار الأرض جميعها لمنع إفلات إسرائيل من مأزقها الحالي في المحكمة الجنائية لتصبح الخطر الأكبر الذي يهدد بما هو أدهى من حرب صهيونية على نطاق واسع ونصبح في نازية جديدة "ناتنياهية". فلا يهرب في أرض له ولاسماء أو وهو أبلغ كما قال المعري: وَهَل يَأبَقُ الإِنسانُ مِن مُلكِ رَبِّهِ فَيَخرُجَ مِن أَرضٍ لَهُ وَسَما
---------
تونس في ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ ه / ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: