د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 111
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أ ل م .. طردُها من الأرض المقدسة لا قتلُ النفس المحرمة إلا بالحق هو جزاء من طغى في الأرض وركِبه إبليس فاختاره الله ليعيش منبوذا محكوما لا حاكما ظلوما.
وما أقسى العقاب الذي اختاره غاندي لجلاء الاستعمار البريطانى من الهند، ما أعظمها قارة كانت عامرة بحكم المسلمين وغير المسلمين من الطوائف البوذية والمسيحيية أو النصرانية التى ظلت على دين آبائها في ذمة حكام عادلين مخلصين لله غير كفورين بمن عاشرهم بالحق وناصرهم على أعدائهم بما اشتروه لحمايتهم وأمنهم واستقرارهم بالحسنى والمعروف وحرمة النفس والدين والمال والعرض.
ذلك ما ينبغي أن تستهدفه إيران من خلال ردّها المنظور على صهيونية القوم الضالين والمغضوب عليهم حتى يأذن باقتلاعهم من الأرض التي دنسوها بأعمالهم وسوء أحكامهم في الخمسة والسبعين عاما التي مضت على اغتصاب فلسطين من أهلها عامرة بكل الأديان والمعتقدات والملل والنحل، من طرف الغرب المستهتر بما دون نفسه الأمارة بالسوء منذ انطلقَ في معاداة الدين الحق للترويج لاستعماره واستغلاله.. المتحلل إلا من قوانينه الجائرة القائمة على إشباع نزواته وأطماعه التي أفسدت الكون أيما إفساد وهدد بالسلاح النووي كل من لم تسوّل له التهديد به مثله، حتى وإن امتلك أسراره لأغراض سلمية، عفة منه وتديّنا وحرمة للبشرية فإلى الإضراب عن العنف والردّ بما هو أسوأ على فاعل السوء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا بإسرائيل، ويسترد المسلمون والفلسطينيون خاصة أرضهم بالمقاومة بأشكالها الشرعية والمشروعة تحدّيا بالرهبة والرعب في قلوب العدو. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم نُصرت بالرعب مسيرة شهر.
ها هي الهند وباكستان بالسلاح النووي المتكافي ولم تفعل شيئا لحل مشاكلها التي خلّفها الاستعمار وتقهقر حكم المسلمين بها قرونا عديدة، وها هي روسيا السوفياتية سابقا وأوروبا الغربية بدولتيها النوويتين لم تحل مشكلتها مع النزاع الإمبريالي الأمريكي بمواجهة الصين النووية وكوريا الشمالية النووية كذلك. فإسرائيل التي تمتلك سرا بإيعاز من أمريكا وفرنسا تلوّح كذلك بالتهديد النووي لمواجهة إيران بغير ذات السلاح المتكافئ التزاما منها عن ديانة ومسالمة.. فهل يجوز في الشرق الأوسط أن تبقى إسرائيل وحدها التي تمتلك السلاح النووي لتهديد غيرها به ولا يجبر ذلك غيرها من دول المنطقة من أن تكرّس نفسها لامتلاك قدر منه لردع التهديد بمثله، أو تُحايده بإطلاق المقاومة المستمرة لأن حياة النفوس بالاستشهاد أقوى من فنائها بالتفجير النووي؟ في عالم أصبح يعاني ما يعاني من الاكتضاض والتلوث بالمناخ حتى تزيده بالملوثات الأخطر. وحكمة الفرس والهند أسلم من عدوانية بعض شعوب الأرض الأخرى في الغرب، ولذلك نراهم في البريكس بجنوبي إفريقيا مع الأقوام المسالمة التي تسعى لتأليف استقطاب جديد يناهض كل استقطاب مستفرد بالكون.
---------
م ك
تونس في ٣٠ محرم ١٤٤٦ هـ / ٦ أوت ٢٠٢٤ م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: