د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 569
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حرب المفاوضات أسلم وأنهك للدول الجائرة وأنفد لسلاحها مهما تكن قدراتها المالية عليه والصناعية على إنتاجه لأنه مكلف جدا ومضر باقتصادياتها بعكس حركات المقاومة القابلة لمد حبل التفاوض لقسر العدو على تقديم أقصى التنازل لفائدتها وهي محمية الظهر بما كبدته كثورة مسلحة من خسائر تفوق احتمالاته فبات عاجزا عن مواصلة القتال معها وقد أعياه الفتّ من عزم رجالاتها ونساءها ونضالاتهم وإلحاق الهزيمة بهم بعد طول السنين وملايين الشهداء وفقد المولود والموجود.
بالأمس إيران الثورة الإسلامية وحرب التحالف الأربعيني ضدها بقيادة أمريكا وبريطانيا خصوصا وعرب حكام الخليج عموما تحت سيف صدام التي انتهت بالمفاوضات التي قادتها الجزائر ذات التاريخ العريق في قيادة المباحثات السلمية بين الأطراف المتقاتلة.
وأخيرا المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الخمس زائد واحد التي مضت لها عقود ولازالت تستأنف بعد كل مرحلة وأخرى.. وأعيت الكبار ولم تفشل قيادتها في طهران رغم المحاولات والتهديدات الصهيونية المستمرة.
والآن مفاوضات من نوع جديد بين أمريكا والغرب المساند لإسرائيل وبين حماس التي تقود طوفان الأقصى بمباركة من إيران وعيون عربية حانية بالسلم على الجارة إسرائيل من نوع قوله تعالى: ويذيق بعضكم بأس بعض، قال المفسرون: هي والله الرجال في أيديهم الحِراب يطعنون في خواصركم.
والعالم الصهيوني كله من خليجه إلى محيطه يعالج تخويف إيران من الرد كالنصّاح والمنجمين.
الرد قادم لا محالة ولكن قبل الرد، لا بد من استنفاد ما قبل الرد وهي المفاوضات القاسمة لظهر إسرائيل وإجبارها على وقف العدوان على غزة وتحرير الأسرى من الجانبين والانصياع لحليفتها الكبرى التي أصبحت في مواجهة كبرى بحاملة طائراتها ومدمراتها النووية في عرض البحار وهي على وشك الحرب الشاملة من أجلها على قدم وساق.
فهل تؤجل الرد؟ ومقابلة الرد بالرد ما تكون؟ حتى أصبحوا يخشون أن تقدّم إيران على الرد المفاوضات لكسر أظافر إسرائيل على طاولة التفاوض بينها وبين قيادة حماس الجديدة.
-----------
م ك
تونس في ٨ صفر ١٤٤٦ هـ ١٤ أوت ٢٠٢٤ م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: