د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 41
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب أو الأطراف المتسببة فيها بدءا من وعد بلفور إلى قرار التقسيم في ٤٨ إلى الرعاية الدائمة والدعم المتواصل من الدول الأوروبية خصوصا بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بالأخص في مجلس الأمن التي أصبحت في مقدمة الدول الحليفة لإسرائيل وحرب ٥٦ الثلاثية وحرب ٦٧ وحرب 73 والحروب التي تلت بعدُ على غزة .. حرب ٦٩ وأحدثها حرب ٧ أكتوبر ٢٠٢٤ التي بدأت بانطلاق شرارة المقاومة بعملية طوفان الأقصى كرد فعل على الاحتلال القائم على أرض فلسطين في غزة والقطاع والذي ارتكب فيه الكيان الغاصب أبشع الجرائم وأفضع المعاملات غير الإنسانية التي يندى لها جبين الحقوق والحريات.
فلم تكن فلسطين قبل الانتداب البريطاني تعيش نزاعا عربيا يهوديا إلا بعد ما قررته فرنسا وبريطانيا من حدود لها لإحداث الاختلال الديموغرافي داخلها المناسب لأغراضهما الاستعمارية، كشوكة في حلق الشرق الأوسط وسلب من أسلاب الخلافة العثمانية بعد سقوطها إثر الحرب العالمية الأولى. فالدول الغربية وأساسا فرنسا وبريطانيا وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية هي الأطراف الرئيسة في هذه الحرب، التي تتولاها إسرائيل بغض الطرف عنها في الظاهر لأسباب استراتيجية و تكتيكية والحال أنها مؤيدة منهم بالدعم المعنوي وبالسلاح والمعدات الحربية المتطورة أكثر ، زيادة على استعمالها حق النقض في مجلس الأمن ضد كل مشروع إدانة أو تنديد أو تجريم إمهالا لها لتحقيق أهدافها بالكامل، وهي الإبادة العرقية والقتل للنساء والأطفال والتجويع والحرمان من وصول المساعدات من الخارج للقضاء على كل مقاومة مزلزلة كالتي أفاقت عليها يوم ٧ أكتوبر، ولاغتصاب أرض فلسطين بالكامل التي تحلم بها أو حتى أكثر إذا اتسعت الرقعة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وسولت لها أمريكا أن تمد غلافها إلى ما هو أشبه بالولايات الإسرائيلية المتحدة في الشرق الأوسط.
فهل الصهيونية لا تسقط كما سقطت الكولونيالية من آسيا وإفريقيا وأمريكا وتعود فلسطين لأصحابها الأصليين ولحكمهم أساسا كما عادت جنوبي إفريقيا والجزائر لأصحابها، بفضل حركات التحرير التي طالت حياتها بعكس ما قدر الاستعمار أطول من حياة قادتها ورجالاتها ونساءاتها الذين قتلوا أو استشهدوا أو مُثّل بهم وهم أحياء في عيون أطفالهم وعيالهم؟
فكل الأنظمة السياسية التي تنافي الإسلام أو تنافره والصهيونية اليوم على رأسها ترتعد فرائصها، أن تؤدي الحرب التي تخوضها إسرائيل الآن في الشرق الاوسط إلى حرب عالمية ثالثة لطرد اليهود الصهاينة من المشرق كطرد النازية لهم في الحرب العالمية الثانية من الغرب. حتى أصبح الشعار المرفوع ضد اليهود في أوروبا اليوم هو لا للصهيونية نعم للإسلام.
وإن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما إذا انخرط في المشروع الصهيوني الإسرائيلي سوف يخسر بخسارة إسرائيل ما لم يقدم على التضحية بهذا الكيان الغاصب لإنقاذ أنفاسه في الشرق الأوسط ونفوذه كما فعل أجدادهم أولا حين توسّلوا بطردهم من أوروبا إلى الشرق الأوسط.
ولا حل أفضل من استيعابهم والفلسطينيين في دولة واحدة كما كانت قبل الاستعمار البريطاني يهود وعرب، من أصولهم هناك عن أب وجد واستثناء غيرهم إلى الأرض التي جاؤوا منها في الهجرات المتتالية بعد ٤٨. أليس القوانين الغربية تعامل المهاجرين إليها بنفس المعاملة الآن؟
إذا لم يلائموا أنفسهم والوضع الفلسطيني الجديد في الدولة الموحدة في ظل للإسلام حتى لا نقول في ذمة الإسلام فتفهم على غير وجهها الصحيح. لا على نحو ما تعالج به أوروبا ملف المهاجرين المسلمين بالتمييز الديني والعرقي.
تونس في 13 جمادى الأولى ١٤٤٦ ه / ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: