البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‏حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 190


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب أو الأطراف المتسببة فيها بدءا من وعد بلفور إلى قرار التقسيم في ٤٨ إلى الرعاية الدائمة والدعم المتواصل من الدول الأوروبية ‏ خصوصا بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بالأخص في مجلس الأمن التي أصبحت في مقدمة الدول الحليفة لإسرائيل وحرب ٥٦ الثلاثية وحرب ٦٧ وحرب 73 والحروب التي تلت بعدُ على غزة .. حرب ٦٩ وأحدثها حرب ٧ أكتوبر ٢٠٢٤ التي بدأت بانطلاق شرارة المقاومة بعملية طوفان الأقصى ‏كرد فعل على الاحتلال ‏القائم على أرض فلسطين في غزة والقطاع والذي ارتكب فيه الكيان الغاصب أبشع الجرائم وأفضع المعاملات غير الإنسانية التي يندى لها جبين الحقوق والحريات.

فلم تكن فلسطين قبل الانتداب البريطاني ‏تعيش نزاعا عربيا يهوديا ‏إلا بعد ما قررته فرنسا وبريطانيا من حدود لها لإحداث الاختلال الديموغرافي داخلها المناسب لأغراضهما الاستعمارية، كشوكة في حلق الشرق الأوسط وسلب من أسلاب الخلافة العثمانية بعد سقوطها إثر الحرب العالمية الأولى. فالدول الغربية وأساسا فرنسا وبريطانيا وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية هي الأطراف الرئيسة في هذه الحرب، التي تتولاها إسرائيل بغض الطرف عنها في الظاهر لأسباب استراتيجية و تكتيكية ‏والحال أنها مؤيدة منهم بالدعم المعنوي وبالسلاح‏ ‏والمعدات الحربية المتطورة أكثر ، زيادة على استعمالها حق النقض في مجلس الأمن ‏ضد كل مشروع إدانة‏ أو تنديد أو تجريم إمهالا لها لتحقيق أهدافها بالكامل، وهي الإبادة العرقية والقتل للنساء والأطفال والتجويع ‏والحرمان من وصول المساعدات من الخارج للقضاء على كل مقاومة مزلزلة كالتي أفاقت عليها يوم ٧ أكتوبر، ولاغتصاب أرض فلسطين بالكامل التي تحلم بها أو حتى أكثر إذا اتسعت الرقعة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وسولت لها أمريكا أن تمد غلافها إلى ما هو أشبه بالولايات الإسرائيلية المتحدة في الشرق الأوسط.

فهل الصهيونية لا تسقط كما سقطت الكولونيالية ‏من آسيا وإفريقيا وأمريكا وتعود فلسطين لأصحابها الأصليين ولحكمهم أساسا ‏كما عادت جنوبي إفريقيا والجزائر لأصحابها، بفضل حركات التحرير ‏التي طالت حياتها بعكس ما قدر الاستعمار أطول من حياة قادتها ورجالاتها ونساءاتها الذين قتلوا أو استشهدوا أو مُثّل بهم وهم أحياء في عيون أطفالهم وعيالهم؟‏

فكل الأنظمة السياسية التي تنافي الإسلام أو تنافره والصهيونية اليوم على رأسها ترتعد فرائصها، أن تؤدي الحرب التي تخوضها إسرائيل الآن في الشرق الاوسط إلى حرب عالمية ثالثة لطرد اليهود الصهاينة من المشرق كطرد النازية لهم في الحرب العالمية الثانية من الغرب. حتى أصبح الشعار المرفوع ضد اليهود في أوروبا اليوم هو لا للصهيونية نعم للإسلام.

وإن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما إذا انخرط في المشروع الصهيوني الإسرائيلي سوف يخسر بخسارة إسرائيل ما لم يقدم على التضحية بهذا الكيان الغاصب لإنقاذ أنفاسه في الشرق الأوسط ونفوذه كما فعل أجدادهم أولا حين توسّلوا بطردهم من أوروبا إلى الشرق الأوسط.

ولا حل أفضل من استيعابهم والفلسطينيين في دولة واحدة كما كانت قبل الاستعمار البريطاني يهود وعرب، من أصولهم هناك عن أب وجد واستثناء غيرهم إلى الأرض التي جاؤوا منها في الهجرات المتتالية بعد ٤٨. ‏أليس القوانين الغربية تعامل المهاجرين إليها بنفس المعاملة الآن؟

‏إذا لم يلائموا أنفسهم والوضع الفلسطيني الجديد في الدولة الموحدة في ظل للإسلام ‏حتى لا نقول في ذمة الإسلام فتفهم على غير وجهها الصحيح. ‏لا على نحو ما تعالج به أوروبا ملف المهاجرين المسلمين ‏بالتمييز الديني والعرقي.

تونس في 13 جمادى الأولى ١٤٤٦ ه‍‍ / ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الموقف الذي يجب أن يتوضح للفصل بين العمومي والخصوصي
  ‌السلاح الذي يبطل النووي هل يكون في إيران
  عودة إلى ما قبل حماس في غزة
  التهافت على الدين كفرا باتباعه
  الفتن النائمة في أوروبا بين دولها والولايات المتحدة
  التجديد أو الإصلاح بين الإسلام ونواقضه
  ‌‏والعقبى لإسرائيل في العناد وركوب الرأس مع ترامب
  ‌الإبحار في الفلسفة بدون بوصلة مفسدة للطفولة المبكرة
  ‌‏الدين والمال للتمكين
  ‏الأرض للعم سام ومن عليها..
  غزة ولاية أمريكية.. الأولى في قارة آسيا؟
  ترامب وناتنياهو أحدهما في قناع الآخر
  محمد الضيف رمز طوفان الأقصى
  ‏الخشية على ترامب من الصهيونية
  فلسطين : ‏من وراء الغيوم شام نجم الشفق
  الإسلام والمكانة المتميزة في حفل تنصيب ترامب
  كالشعر والسياسة كالشعر والدين
  ‏الاعتبار بالمحن
  الانتصار بغمامة وقف إطلاق النار
  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، سعود السبعاني، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، المولدي الفرجاني، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، بيلسان قيصر، فهمي شراب، فتحي العابد، الهيثم زعفان، سلوى المغربي، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، محمد العيادي، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، حميدة الطيلوش، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، محمد الياسين، رشيد السيد أحمد، محمد يحي، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، سيد السباعي، د. عبد الآله المالكي، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، محمود فاروق سيد شعبان، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ياسين أحمد، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، كريم فارق، صباح الموسوي ، فتحي الزغل، أحمد بوادي، محمود سلطان، حاتم الصولي، عبد العزيز كحيل، طلال قسومي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، محمد علي العقربي، صفاء العربي، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، إيمى الأشقر، رافع القارصي، د. أحمد بشير، محمد عمر غرس الله، صفاء العراقي، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، أحمد ملحم، أبو سمية، محمد اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، رمضان حينوني، عراق المطيري، حسن الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، رافد العزاوي، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، وائل بنجدو، مصطفى منيغ، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، مجدى داود، إسراء أبو رمان، حسن عثمان، طارق خفاجي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- جابر قميحة، علي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، محمد أحمد عزوز، المولدي اليوسفي، د. خالد الطراولي ، صالح النعامي ، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، موسى عزوق، صلاح المختار،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز