البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اختبار الإبادة لإسرائيل

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 209


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قرار محكمة الجنايات الدولية، الوحيدة التي بإمكانها القضاء بحكم الإبادة الجماعية على المتهمين، قرارها اليوم بإصدار مذكرة اعتقال بحق ناتنياهو ‏ المجرم الأول في إسرائيل جاء كالبلسم على الجراح. والمتوقع أن تتلو هذه المذكرة الأولى مذكرات اعتقال كثيرة لمجرمين آخرين من قادة إسرائيل، من ضباط وعساكر ووزراء وسياسيين مورطين بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين في حربهم العادلة يوم ٧ أكتوبر العام الماضي من أجل فك رقبتهم من الاحتلال الصهيوني.

‏ولا عبرة بمن ‏يعارض هذا القرار من شخصيات رسمية بصفتها تلك أو حكومات متواطئة مع إسرائيل لأن هذه المحكمة هي غير محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة التي وقفت عند حد إقامة الدلائل الدامغة على شروع قادة الكيان الغاصب في الإبادة العرقية وجرائم الحرب وضد الإنسانية.

فالجنائية الدولية بخلافها، تجد نفسها فوق كل سلطة أممية أو وطنية بحكم استقلاليتها في نشأتها وقراراتها. وكل الدول المنضوية تحتها ملزمة بتنفيذ قراراتها، فلا مفر لأي متهم مطلوب لديها من الالتجاء إلى أي سلطة تحميه في تنقلاته عبر أراضيها أو في سماواتها من القبض عليه وتسليمه لعدالة المحكمة الجنائية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي ليست عضوا في هذه المحكمة تحفظا على نفسها وإن أيدت الكثير من قراراتها، وقبل يومين أصبحت في أكبر الحرج حين أسقطت مشروع قرار بوقف إطلاق النار في غزة الذي رفعه الأعضاء العشرة غير الدائمين بمجلس الأمن.

فتوشك أمريكا بايدن أن تصبح في عزلة عن عالم، ثلاثة أرباع دوله ينتقدها في تحيزها لإسرائيل وانتهاك القوانين الدولية ويراها متهمة بالنهاية بالتحالف مع دولة محكوم عليها بالإبادة الجماعية فهي وإياها في اختبار إبادة لا سابق لها.

وتهدد اليوم دون مواربة بتسليط عقوبات على المحكمة لقرارها الأخير باعتقال حليفها ناتنياهو.

فهل ستذهب إلى حد التضحية بنفسها من أجل إسرائيل أم تسلمها لمصيرها لتحقق نبوة ترامب ‏بأمريكا قوية من جديد؟ ‏

والقول قديما كما تدين تدان أو والقصاص حياة هي حكمة عقلية وهي سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى عظة وعبرة للناس. ومحكمة الجنايات الدولية لم تخرج عن سنن الكون بمحاكمة ‏ أدعياء إسرائيل اليوم بما اقترفوا من ذنوب يندى لها جبين البشرية.

وإسرائيل في اختبار عسير وكل من وقف وراءها ‏أمام قضاة هذه المحكمة الموقرة فسجلها من جرائم الإبادة الجماعية أقدم من هذا العام الذي شهد موجة من العدوان الغشوم يصنفها في مقدمة أعدى أعداء الإنسانية.

فهل تنصف المحكمة الجنائية الدولية بسجن ناتنياهو وأمثاله من المورطين عقابا له لا بإبادته كجسد كفعله بالآلاف المؤلفة من الفلسطينيين قتلا وتجويعا وإبادة عرقية مسطرة؟

وتكون هذه المحاكمة الجنائية في لاهاي محاكمة العصر وفرصة ‏لوضع حد للعقيدة الصهيونية والحرب ‏الممنهجة للإبادة العنصرية والإجاعة والتصفية الجسدية التي تولاها هذا الكيان الغاصب منذ نشأته بطاقمه العسكري والسياسي وإسقاط عضويته كدولة احتلال مارقة في الأمم المتحدة.

***

فإسرائيل الدولة الوحيدة في الأمم المتحدة الأمم المتحدة التي تحظى بقبعة الفيتو رغم أنها غير عضو دائم بمجلس الأمن وتتحدى القوانين الدولية والمحاكم ‏الجنائية لحماية جنودها وضباطها من تهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في ظل استغلالها للوبي الصهيوني في الولايات الامريكية المتحدة وفي العالم الغربي عموما. حتى أنها أعادت للاذهان وللسلوك الاجتماعي في أوطان كثيرة كابوس اللاسامية وطرد اليهود تذكيرا بالنازية.

وأمريكا لا محالة تظل تخسر هيبتها ونفوذها بسببها. ومع الانتشار النووي في العالم لم تعد تردع إلا ظلها لأن مصالحها في أركان العالم الأربعة عرضة لأية انتفاضة جماهير غاضبة أو مقاومة صادقة العزم والإيمان لتقلل راحتها وتبطل مفعول تهديدها وسلاحها ‏كما فعلت حماس بإسرائيل غداة طوفان الأقصى. ‏

وسيكون تهوّرها وراء الصهيونية من علامات ساعتها بالنسبة لانحلالها كالإمبراطوريات التي انفلت زمام قيادتها من يدي غير الموفقين على رأسها.

------
تونس في ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ ه‍‍ / ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الموقف الذي يجب أن يتوضح للفصل بين العمومي والخصوصي
  ‌السلاح الذي يبطل النووي هل يكون في إيران
  عودة إلى ما قبل حماس في غزة
  التهافت على الدين كفرا باتباعه
  الفتن النائمة في أوروبا بين دولها والولايات المتحدة
  التجديد أو الإصلاح بين الإسلام ونواقضه
  ‌‏والعقبى لإسرائيل في العناد وركوب الرأس مع ترامب
  ‌الإبحار في الفلسفة بدون بوصلة مفسدة للطفولة المبكرة
  ‌‏الدين والمال للتمكين
  ‏الأرض للعم سام ومن عليها..
  غزة ولاية أمريكية.. الأولى في قارة آسيا؟
  ترامب وناتنياهو أحدهما في قناع الآخر
  محمد الضيف رمز طوفان الأقصى
  ‏الخشية على ترامب من الصهيونية
  فلسطين : ‏من وراء الغيوم شام نجم الشفق
  الإسلام والمكانة المتميزة في حفل تنصيب ترامب
  كالشعر والسياسة كالشعر والدين
  ‏الاعتبار بالمحن
  الانتصار بغمامة وقف إطلاق النار
  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، أحمد بوادي، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، د- هاني ابوالفتوح، حميدة الطيلوش، العادل السمعلي، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد علي العقربي، أبو سمية، صلاح الحريري، محمد يحي، كريم السليتي، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، د - الضاوي خوالدية، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، يحيي البوليني، خالد الجاف ، مجدى داود، عبد العزيز كحيل، عبد الرزاق قيراط ، نادية سعد، محرر "بوابتي"، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، صالح النعامي ، صفاء العربي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، علي عبد العال، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، منجي باكير، أ.د. مصطفى رجب، محمود سلطان، حاتم الصولي، فوزي مسعود ، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، عزيز العرباوي، فهمي شراب، سلام الشماع، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، المولدي اليوسفي، محمد العيادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد أحمد عزوز، موسى عزوق، صلاح المختار، صباح الموسوي ، طلال قسومي، محمد الياسين، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، عراق المطيري، مصطفي زهران، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أنس الشابي، مراد قميزة، سامح لطف الله، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، إياد محمود حسين ، د. عبد الآله المالكي، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد ملحم، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، رافع القارصي، د- جابر قميحة، مصطفى منيغ، طارق خفاجي، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، الناصر الرقيق، محمد عمر غرس الله، رمضان حينوني، فتحي الزغل، تونسي، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحي العابد، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، ضحى عبد الرحمن، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، سليمان أحمد أبو ستة، رحاب اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز