البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التعبئة الإغاثية لأهلنا في غزة

كاتب المقال الهيثم زعفان - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 126


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك ثلاث مسلمات رئيسة ينبغي وضعهم في الحسبان عند التعامل الإغاثي مع أهلنا في غزة:

الأولى .. قوة المقاومة الفلسطينية وصلابتها واستعانتها بالله-سبحانه وتعالى- وإيلامها للعدو الصهيوني، وإيمانها بأنها أمام "معركة وجودية" لن يوضع فيها السلاح إلا بعد تحرير المسجد الأقصى، وتطهير كافة الأراضي الفلسطينية من دنس اليهود- بإذن الله-.

الثانية ... صمود أهلنا في غزة ورفضهم القاطع لتكرار تجارب النزوح الجماعي الخارجي في 48 وفي 1967م، فالزمان غير الزمان، والمقاومة أقوى، والعدو أضعف.

الثالثة .. صلابة الموقف المصري في رفضه لسياسة تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية، وتفريغ غزة من أهلها، مع ثبات الموقف الاستراتيجي المصري في دعم أهلنا في غزة، وفي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومساندتهم وعدم التخلي عنهم مهما تعرضوا للغدر أو الخيانة أو المقامرة من الآخرين.

هذه المعادلة الثلاثية المعقدة فرضت نفسها على أرض الواقع؛ والأمة الإسلامية الآن في حالة حرب مع عدو جبان مهتز محتل للأرض والمقدسات، وكما انتفضت أوروبا في أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى والثانية لمعالجة أزمة النزوح وتأسيس مفوضيتهم السامية لإغاثة منكوبي الحرب العالمية وكانوا بعشرات الملايين من الأوروبيين، فمن حق أمتنا الإسلامية أن تنتفض لأجل نصرة وإغاثة أهلنا في غزة بقدر ما وهبها الله- سبحانه وتعالى- من قوة بشرية، وثروات وخيرات وإمكانات مالية ومادية وتسليحية لم تشهدها الأمة منذ قرون، منحها الله إياها ليختبرها فيها، وقادر أن يسلبها في لحظة، وشواهد سلب النعم والقوة وتغير الأحوال كثيرة.

وتأسيساً على ما سبق فإن الأمة الإسلامية إن كانت "مقيدة" الآن عن "التعبئة العسكرية الجماعية الكاملة" للقضاء العاجل والتام على العدو الصهيوني- وهو أمر ميسور بالحسابات والموازنات العسكرية، وواجب شرعي ملزم سنسأل عنه جميعاً يوم القيامة- فليس أقل من تقوم الأمة بعمل "تعبئة إغاثية جماعية موسعة لإغاثة أهل غزة" تشمل كافة الدول العربية والإسلامية رسمياً وشعبياً وتكون أضعاف الإغاثة الراهنة الموجهة لغزة.

إن مكونات تلك التعبئة الإغاثية الشاملة لأهلنا في غزة يمكنها أن تأخذ الصورة التالية:

أولاً ... الضغط العربي والإسلامي على أمريكا وأوروبا لإلزامهم بفرض الإدخال الآمن والمستمر والمكثف لكافة المساعدات الإغاثية العربية والإسلامية والدولية لقطاع غزة؛ وهناك أوراق ضغط عربية وإسلامية كثيرة يمكنها تحقيق هذه المعادلة؛ منها على سبيل المثال: (وقف إمداد أوروبا بالغاز والكهرباء في هذا الشتاء- سحب أجزاء من الأموال العربية والإسلامية المغتربة في البنوك الأوروبية والأمريكية- إعادة النظر في الصفقات والتعاقدات التجارية والعسكرية الكبرى مع الغرب وتعليقها إلى حين تحقيق الأهداف الإغاثية- وقف جسور وقوافل الإمداد الغذائي واللوجستي للعدو الصهيوني العابرة من خلال بعض الدول العربية) وغيرها الكثير من أوراق الضغط المؤثرة والمعلومة لدى دوائر صنع القرار.

ثانياً ... أحسب أن أهل غزة الآن هم من أكثر المسلمين احتياجاً للزكاة الشرعية وهذا استحقاق ليس فيه أي تفضل عليهم؛ وجميعنا يعلم أن استحقاق زكاة الأمة الإسلامية في واقعنا الراهن سنوياً يقدر بتريليونات الدولارات، ابتداءً من خمس ثروات باطن الأرض مروراً بزكاة أصحاب المليارات والملايين انتهاءً بكل من بلغ النصاب واكتملت لديه شروط الاستحقاق؛ وتحصيل الزكاة وإنفاقها في مصارفها يمثل مسؤولية شرعية يشترك فيها الراعي والرعية.

ثالثاً ... إطلاق حملات جمع التبرعات الجماهيرية المالية والعينية الموسعة والمستمرة في مصر والسعودية وتركيا وكافة الدول العربية والإسلامية، مع إحداث حالة من التعبئة الشعبية الإغاثية المستمرة في الشارع العربي والإسلامي للتضامن العملي مع أهلنا في غزة، فضلاً عن فتح باب المساهمات الرسمية وعطاءات الأثرياء، مع التوجيه المؤقت لحصص من أموال ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات الكبرى في العالم العربي والإسلامي لصالح الإغاثة في غزة.

رابعاً ... إعلان حالة الطوارئ والتعبئة الإغاثية داخل المؤسسات الخيرية والإغاثية العربية والإسلامية، ويمكن البدء باجتماع إغاثي طارئ يكون في حالة انعقاد دائم بالقاهرة -أو أي عاصمة إسلامية مختارة- يضم منسوبي المؤسسات الإغاثية الكبرى في العالم الإسلامي، لمزيد من تفعيل وتوسيع عمليات الإغاثة القائمة، وطرح كافة الخطط الإغاثية البديلة في ظل المتغيرات العسكرية في ميدان الإغاثة وهو قطاع غزة.

خامساً ... إعلان التعبئة الإعلامية الإغاثية في كافة المساجد والمنابر ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية في العالم العربي والإسلامي من أجل مزيد من الاستنفار والحشد الإغاثي المحلي والدولي لصالح أهلنا في غزة.

أيها الفضلاء الكرام من حكام الدول الإسلامية ورعاياها أذكر نفسي وإياكم بتقوى الله، وإدراك ما تبقى من العمر (أغيثوا غزة بحق لا إله إلا الله)، وفعلوا التعبئة الإغاثية المكثفة لصالح أهلنا في غزة، فالأيام دول، ودوام الحال من المحال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى، الإغاثة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  التعبئة الإغاثية لأهلنا في غزة
  هل سينجح الفلسطينيون في اغتيال نيتنياهو وقيادات الكيان الصهيوني؟
  المخاوف الصهيونية من الحرب الإلكترونية الفلسطينية
  هل تفجر الضفة الغربية الثورة الفلسطينية المسلحة الكبرى؟
  المقاومة المصرية والمقاومة الفلسطينية
  كتائب القسام ومعركة العبرية
  تساؤلات لبايدن قبل توريط أمريكا في حرب فلسطين
  الغرب ومعركة الرحم
  تساؤلات مشروعة حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمة الإسلامية
  وقفة مع اصطلاح "زواج البارت تايم"
  أكذوبة الإلزامية في اتفاقيات المرأة الأممية
   العمل الإغاثي وتقنية الطائرات بدون طيار
  قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم "الإسرائيلية"- دراسة تحليلية (*)
  تربويات المحن
  كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (6)
  العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل!
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (5)
  وقفات مع مصطلح "السينما الإسلامية"
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (3)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (2)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)
  المرأة السورية وفشل الحركة النسوية
  الزكاة والإغاثة ... استحقاق أم َمنّ ؟
  على غرار الرسوم الدنماركية جريدة الأهرام تصدم مشاعر المسلمين برسم كاريكاتوري يسئ للإسلام ويحرف كلام الله
  بيزنس الكتاب الجامعي
  ساويرس وفضيحة التنصت على المحادثات وبثها فضائياً
  أسطورة كسر الضلع !
  التمويل الشيعي والطابور الخامس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، الهيثم زعفان، سلام الشماع، نادية سعد، طلال قسومي، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، فتحي العابد، منجي باكير، د - عادل رضا، د- محمد رحال، صباح الموسوي ، سعود السبعاني، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، أبو سمية، مصطفى منيغ، محمد أحمد عزوز، مجدى داود، صفاء العربي، رافع القارصي، محمد علي العقربي، العادل السمعلي، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، حسن عثمان، علي الكاش، إسراء أبو رمان، المولدي اليوسفي، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- جابر قميحة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، جاسم الرصيف، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، علي عبد العال، أحمد ملحم، د. أحمد بشير، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، عمر غازي، المولدي الفرجاني، عراق المطيري، د.محمد فتحي عبد العال، سامح لطف الله، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، سيد السباعي، فهمي شراب، أحمد النعيمي، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، محمد عمر غرس الله، صلاح الحريري، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، وائل بنجدو، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، صلاح المختار، يحيي البوليني، عواطف منصور، فتحي الزغل، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، د. طارق عبد الحليم، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، فتحـي قاره بيبـان، عبد العزيز كحيل، د. خالد الطراولي ، رمضان حينوني، بيلسان قيصر، د. عبد الآله المالكي، حسني إبراهيم عبد العظيم، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، طارق خفاجي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، فوزي مسعود ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز