الهيثم زعفان - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3478
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
· التطبيقات العملية للأفكار التحررية في دول الخلافة الإسلامية
----------------
أخذت الأفكار التحررية التغريبية المتعلقة بالمرأة في البلورة العملية بصورة شديدة السرعة داخل المجتمعات العربية والإسلامية؛ فنزعت زوجات من عُرفن بالزعماء والوجهاء حجابهن حيث دعا "سعد زغلول" النساء اللاتي يحضرن خطبه، أن يُزحن النقاب عن وجوههن "فهو الذي نزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمد سلطان والتي اشتهرت باسم هدى شعراوي، وذلك عند استقبال حشد كبير من النساء له في الإسكندرية بعد عودته من المنفى، ثم ألقت بحجابها في مياه البحر ". ويمجد أدعياء التحرر في العالم الإسلامي هذه الحادثة ويعتبرونها "إيذانًا بدخول المرأة عصر النور".
وخرج علينا "كمال أتاتورك" بعد إعلانه سقوط الخلافة الإسلامية ليجبر نساء أنقرة على نبذ الحجاب، وخرجت زوجته سافرة ترتدي مثل ثياب الرجال، وتحرض نساء أنقرة على المطالبة بمساوتهن بالجنس الآخر. كما أمرت حكومة "كمال أتاتورك" بإزالة الحواجز الفاصلة بين مقاعد الرجال والنساء في الترامات والسفن وسائر المراكب فأزيلت!!. ثم جاء مشروعه الناهي عن تعدد الزوجات، وقد أحله الله في كتابه (مثنى وثلاث ورباع). ومشروعه الناهي عن الزواج لأقل من سبع عشرة أو ثماني عشر حتى اقتفت الحكومة المصرية أثر هذه السنة السيئة.
· أدوات نشيطات الحركة النسوية
-----------------
أخذت نشيطات الحركة النسوية ودعاة الأفكار التحررية بعد ذلك في تأسيس الاتحادات النسائية المروجة لتلك الأفكار مثل ( الاتحاد النسائي والذي أسسته هدى شعراوي، واتحاد بنت النيل لمؤسسته درية شفيق وغيرها من المؤسسات النسوية) وسعين عبر القوافل والأنشطة المجتمعية في نشر قضايهن التحررية الهادفة إلى تغريب المرأة المسلمة في ربوع مدن وقرى المجتمعات الإسلامية.
وانتشرت كذلك الصحافة النسائية المروجة للأفكار التحررية مثل ( الفتاة، مجلة السيدات، مجلة فتاة الشرق، مجلة ترقية المرأة، مجلة الجنس اللطيف وغيرها).
وكثرت فيها المقالات الهوائية والانحلالية المتحررة من أية ضوابط شرعية تضبط مسارها الفكري والعملي.
وبحسب كتاب "الحركة النسائية الحديثة" تحددت أهم أهداف هذه الصحف والمجلات النسائية في:
---------------------
1- مداد المرأة الشرقية بالوسائط الأدبية كي تكون في يوم ما في مستوى واحد مع المرأة الغربية.
2- تفهيمها حالة الوسط الناشئة فيه ومركزها بالنسبة للرجل.
3- السعي لتحرير المرأة المصرية من قيود العادات والتقاليد الضارة بنظرهم.
4- السعي لنشر السفور " المحتشم!!" وتعضيده.
5- السعي لتقرير تمتع المرأة باستقلالها الشخصي وحريتها كالرجل.
6- السعي لاستصدار قانون بتعديل شروط الزواج والطلاق، ثم قانون آخر لمنع تعدد الزوجات.
7- السعي لإشراك المرأة في جميع المجتمعات والحفلات العامة الرسمية وغير الرسمية.
· ثمرات الأفكار النسوية التحررية التغريبية
---------------------
على الرغم من تعلم المرأة المسلمة في هذه الأثناء لبعض العلوم النافعة، وعملها في بعض القطاعات طيبة المطعم- وهو أمر معقد لا يمكن أن ينسب الفضل فيه كلية للحركة النسوية كما يدعون- إلا أنه قد كان للجهود التحررية التغريبية ثمرات فاسدة كثيرة في المجتمعات الإسلامية، وكان هناك الكثير والكثير من المفاسد المصاحبة لدعوات تحرير المرأة، حيث انتشر السفور والاختلاط، واندثرت كثير من معالم مصطلح الخلوة والأجنبي، وماتت الغيرة لدى الكثير من رجال الأمة، ودخلت المرأة قطاع السينما والمسرح والمراقص وما صاحبه من مفاسد انعكست على الواقع المجتمعي والأخلاقي بين الرجال والنساء والشباب والفتيات.
واختل ميزان المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة، فعُدلت القوانين التي تضبط إيقاع الأسرة، فجُرِّم الحلال وزُينت الشهوات، فاهتزت قوامة الرجل، واعوجَّ على أثرها البنيان الأسري لكثير من الأسر المسلمة. "يتبع"
---------------------------
من دراسة: " ظهور الحركات النسوية في العالم العربي- مشروع تحرير المرأة في مائة عام"؛ للباحث: الهيثم زعفان- التقرير الاستراتيجي السنوي الحادي عشر - مجلة البيان- 1435 هـ.
----------------
الهيثم زعفان
رئيس مركز الاستقامة للدراسات الاستراتيجية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: