كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
الهيثم زعفان - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3668 alistiqamacenter@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تأليف الباحث الهيثم زعفان -رئيس مركز الاستقامة للدراسات الاستراتيجية؛
الكتاب من القطع الكبير ويقع في 163 صفحة؛ وهو صادر عن مركز الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية بالقاهرة.
عرض الكتاب:
تعنى هذه الدراسة بالمصطلحات الوافدة؛ وهي التي نشأت في بيئات مختلفة عن البيئة الإسلامية المشكِّلة لشخصية المسلم ومجتمعه، هذه المصطلحات وفدت إلى المسلمين في ظروف احتكاكية معينة؛ فزاحمت وأقصت مفردات شرعية كانت لها اليد العليا والمتفردة في المجتمع الإسلامي؛ فحدث اللبس والالتباس بتلك المصطلحات الوافدة إلينا.
وحينما يراد لمضامين المصطلح أن تهيمن على ثقافتنا، بزعم أنه مصطلح عولمي يصلح للبشرية جمعاء، وإذا ما مس بمفاهيمه ومضامينه البنيان العقدي والنظام التشريعي للمجتمع الإسلامي ـ بل قد يستهدفه أحياناً ـ فإن الحكم على المصطلح بأدواتنا من خلال أثره على هويتنا يصير أمرًا وجوبيًا.
لهذا كان الكتاب الذي بين أيدينا والذي حاول الاقتراب من قضية المصطلح الوافد وأثره على الهوية الإسلامية بصورة منهجية وموضوعية، يدرس من خلالها مفهوم المصطلح، ويقرر أدوات تفكيكه، ويعرف بمنهج الإسلام في التعامل مع المصطلحات الوافدة، وكيف تعامل علماء المسلمين معها، والشروط التي وضعوها لقبول المصطلح الوافد، ويتأمل في استخدام الغرب المصطلحات كآلية من آليات نشر ثقافته. ليحاول بعد ذلك تفكيك وتحليل أبرز مصطلحات الحقيبة العولمية وهي :
(حقوق الإنسان- تحرير المرأة - المجتمع المدني- الأصولية)
وذلك بتبيان ظروف نشأة كل مصطلح في بيئته الغربية، وتفكيك المصطلحات للتعرف على مضامينها، وتوضيح أثرها على الهوية الإسلامية، وذلك وفق المصادر البحثية والوثائق الدولية التي تتناول المصطلحات من وجهتها الغربية.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى خمسة فصول:
, تضمن الفصل الأول الإطار المنهجي للتعامل مع المصطلحات الوافدة قبولاً ودفعاً, حيث وضع المؤلف بين يدي القارئ رؤية تأصيلية يمكن أن يبنى عليها معالجة بقية فصول الكتاب.
ليتناول الباحث في الفصل الثاني مصطلح حقوق الإنسان؛, فبين نشأة مصطلح حقوق الإنسان الذي ارتبط بالثورة الفرنسية لإزالة سلطان الكنيسة,، كما بين الأساس الذي قامت عليه وهي العلمانية. ثم تناول تفصيلاً أثر مصطلح حقوق الإنسان على الهوية الإسلامية.
وفي الفصل الثالث تناول الباحث مصطلح تحرير المرأة؛ من حيث نشأته وتطوره؛ والأفكار التحررية المكونة له؛ واستعرض موجات استخدام مصطلح تحرير المرأة قديماً وحديثاً، وآثاره المدمرة على المرأة، على أصعدة العقيدة والسلوك الشخصي، لاسيما الجنسي المنفلت، والضوابط الشرعية وأحكام الشريعة، وبخاصة قضية المواريث، والهوية الإسلامية. وحذر الباحث من مغبة إلزام الحكومات بتطبيق مضامين تحرير المرأة وعدم التذرع بأية موانع شرعية، بما يترتب عليه من مفاسد متنوعة.
وفي الفصل الرابع والذي تناول مصطلح المجتمع المدني؛ أوضح الباحث ارتباط هذا المصطلح مع حقوق الإنسان وتحرير المرأة ونشر الليبرالية, مبيناً نشأة هذا المصطلح الغربي, الذي أريد له أن يكون منافساً ومضاداً للديني المسيحي. وبعد تفكيك مصطلح المجتمع المدني، بين الباحث التوظيف الغربي لهذا المصطلح في مواجهة الإسلام, من خلال منظماته التي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتحظى بالتمويل الغربي الممتد. كما أوضح المؤلف الفرق بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الخيري الإسلامي,؛ فرغم التشابه في الشكل وفي بعض الممارسات, إلا أنهما يختلفان كلية في المنطلقات,، حيث يعتبر نشطاء المجتمع المدني مؤسسات العمل الخيري منافساً يجب القضاء عليه أو تذويبه في منظومته الليبرالية.
وفي الفصل الخامس والأخير تناول الباحث "الهيثم زعفان" مصطلح الأصولية؛ مبيناً ظروف نشأة المصطلح في البيئة الغربية, واقترانه بالكنيسة، كما أوضح الباحث دلالات المصطلح الكنسي, والتي تؤكد فساد معتقدات الأصوليين الغربيين وتعصبهم، كما بين الباحث ارتباط مصطلح الأصولية بمصطلحي الراديكالية والتسامح,؛ مبيناً مساعي الغرب لتوظيف مصطلح الأصولية في محاولات تذويب الهوية الإسلامية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: