البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‌‏الدين والمال للتمكين

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 77


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الدين والمال واحدٌ في وجهيْ عُملة حتى في لفظهما فالله مالك، من أسمائه المليك المقتدر. والمال لله. وأكدَ الإسلامُ حُرمة المال. وهو خير كما يكون فتنة.

سياسة المال متوافقة مع سياسة الدين.

وقيام الدين أو قوام الدين ‏العصبية. ولكن المال هو وجهها الآخر.

وأشهر الصحابة من أغنياء قريش عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام، بشرّهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة لأنهم ناصروه وأطاعوه.

سياسة المال في الإسلام مؤلف فيها الكتب لضبط بيت مال المسلمين من الخراج والجزية والغنائم والفيء والحِسبة.

والمال و العمل كلمتان من مفردات واحدة أو حروف واحدة أو مشتركة. ولها باب طويل وعريض معروف بفقه المعاملات يقابله فقه العبادات.

ومن أشهر الكتب التي ترجمتها الحضارة الأوروبية الحديثة إلى لغاتها كتب الأموال والخراج وما يتصل بها من فقه الأقضية أو النوازل للاستنارة بها في ضبط قوانينها الوضعية ومعالجة المشكلات المستجدة في تصريف الأموال وفرض الضرائب والجبايات.

وليس غير التقدير لوزن المال والأعمال في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية وتاريخها المالي والتجاري، في علاقة بالنهضة الغربية وتطور الصناعات والتكنولوجية زيارة ترامب للسعودية في ولايته الأولى واجتماعه بالقمة العربية الإسلامية في الرياض مع أقطاب رجال المال والأعمال لمساندة سياسته الرامية لقيام عالم جديد تسوده الشراكة والتضامن لحل مشكلاته المعطلة للتنمية المستدامة للجميع فيه، دون حيف أو اهتضامِ حقوق طرف فيه دون بقية الأطراف.

كما أنه ليس غير التقدير لمواقف المجموعة العربية الإسلامية ووزنها السياسي والاقتصادي والطاقي في عالم التهديد النووي وانعكاسه على القضايا التفاوضية المطروحة لوقف الحروب وإيجاد الحلول المقبولة من جميع الأطراف منعا لانتكاسة العالم مجددا في حرب لا يسلم منها أحد.

فلِم لا يتطلّع العالم إلى هذه الزيارة الجديدة المرتقبة للرؤساء ترامب وبوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟

والمشكل ليس في الإعمار الذي عرَضه بل في الإقرار بالتحرير من الاحتلال.. أي الاعتراف بالدولة الفلسطينية أولا، الاعتراف بوجودها حتى على شبر من الأرض من طرف إسرائيل التي كانت تحتلها ‏من 67 أم تُرى يُعاند مثلها في جهلها وإنكارها؟ وإلا فما هو عنوان السيطرة عليها ‏التي يبحث عنها ترامب من يد من يملكها؟ أما الإعمار فكل خراب إلا وبعده تشييد وإعمار وليس المهم شكله ولا تلوينه أو التسابق على من يتولاه قبل خصمه، بتهجير سكانه أو رَكنهم إلى جانب في زاوية الانتظار.

وبإمكان العرب ‏وليسوا بأفقر الشعوب والمسلمين بالخصوص أن تقايض واحدة من دولهم اعترافه بالمال، أو لو عرضها للبيع بعد تعميرها أن تشتريها منه كبعض صفقاتهم معه!

كغنائم الحرب والأسرى و‏مبادلتهم بخدمات أو طلبات كخزائن الكتب وأسرار العلوم ونِطاسيّ الأطباء ومهرة الصنّاع أو غير ذلك مما لهم به رغبة وحاجة للبناء والتعمير.

فالدين والمال عملتان متّحدتان للاستباق إلى التمكين في الأرض. ونستطيع أن نقول اليوم وفي السماء!

قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾.وقال أيضا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

تونس، في ١٧ شعبان ١٤٤٦ هـ / ١٥ فيفري ٢٠٢٥م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الاسلام، الدين، الغرب، العرب، التدين، التقدم،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-02-2025  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الموقف الذي يجب أن يتوضح للفصل بين العمومي والخصوصي
  ‌السلاح الذي يبطل النووي هل يكون في إيران
  عودة إلى ما قبل حماس في غزة
  التهافت على الدين كفرا باتباعه
  الفتن النائمة في أوروبا بين دولها والولايات المتحدة
  التجديد أو الإصلاح بين الإسلام ونواقضه
  ‌‏والعقبى لإسرائيل في العناد وركوب الرأس مع ترامب
  ‌الإبحار في الفلسفة بدون بوصلة مفسدة للطفولة المبكرة
  ‌‏الدين والمال للتمكين
  ‏الأرض للعم سام ومن عليها..
  غزة ولاية أمريكية.. الأولى في قارة آسيا؟
  ترامب وناتنياهو أحدهما في قناع الآخر
  محمد الضيف رمز طوفان الأقصى
  ‏الخشية على ترامب من الصهيونية
  فلسطين : ‏من وراء الغيوم شام نجم الشفق
  الإسلام والمكانة المتميزة في حفل تنصيب ترامب
  كالشعر والسياسة كالشعر والدين
  ‏الاعتبار بالمحن
  الانتصار بغمامة وقف إطلاق النار
  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، رمضان حينوني، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، حاتم الصولي، د - عادل رضا، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، مراد قميزة، صفاء العراقي، بيلسان قيصر، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، محمد علي العقربي، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، محمد يحي، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، عبد الله زيدان، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، عمر غازي، كريم فارق، وائل بنجدو، تونسي، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، العادل السمعلي، أحمد ملحم، فهمي شراب، مجدى داود، سلام الشماع، ماهر عدنان قنديل، جاسم الرصيف، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، طارق خفاجي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، كريم السليتي، فوزي مسعود ، علي عبد العال، د - مصطفى فهمي، محمد شمام ، يزيد بن الحسين، الهيثم زعفان، علي الكاش، د. طارق عبد الحليم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلوى المغربي، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، أبو سمية، سامر أبو رمان ، عبد العزيز كحيل، رافع القارصي، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، نادية سعد، د. خالد الطراولي ، أحمد الحباسي، طلال قسومي، د. أحمد بشير، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، موسى عزوق، فتحي العابد، صلاح المختار، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، المولدي اليوسفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز