د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 28
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الدين والمال واحدٌ في وجهيْ عُملة حتى في لفظهما فالله مالك، من أسمائه المليك المقتدر. والمال لله. وأكدَ الإسلامُ حُرمة المال. وهو خير كما يكون فتنة.
سياسة المال متوافقة مع سياسة الدين.
وقيام الدين أو قوام الدين العصبية. ولكن المال هو وجهها الآخر.
وأشهر الصحابة من أغنياء قريش عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام، بشرّهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة لأنهم ناصروه وأطاعوه.
سياسة المال في الإسلام مؤلف فيها الكتب لضبط بيت مال المسلمين من الخراج والجزية والغنائم والفيء والحِسبة.
والمال و العمل كلمتان من مفردات واحدة أو حروف واحدة أو مشتركة. ولها باب طويل وعريض معروف بفقه المعاملات يقابله فقه العبادات.
ومن أشهر الكتب التي ترجمتها الحضارة الأوروبية الحديثة إلى لغاتها كتب الأموال والخراج وما يتصل بها من فقه الأقضية أو النوازل للاستنارة بها في ضبط قوانينها الوضعية ومعالجة المشكلات المستجدة في تصريف الأموال وفرض الضرائب والجبايات.
وليس غير التقدير لوزن المال والأعمال في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية وتاريخها المالي والتجاري، في علاقة بالنهضة الغربية وتطور الصناعات والتكنولوجية زيارة ترامب للسعودية في ولايته الأولى واجتماعه بالقمة العربية الإسلامية في الرياض مع أقطاب رجال المال والأعمال لمساندة سياسته الرامية لقيام عالم جديد تسوده الشراكة والتضامن لحل مشكلاته المعطلة للتنمية المستدامة للجميع فيه، دون حيف أو اهتضامِ حقوق طرف فيه دون بقية الأطراف.
كما أنه ليس غير التقدير لمواقف المجموعة العربية الإسلامية ووزنها السياسي والاقتصادي والطاقي في عالم التهديد النووي وانعكاسه على القضايا التفاوضية المطروحة لوقف الحروب وإيجاد الحلول المقبولة من جميع الأطراف منعا لانتكاسة العالم مجددا في حرب لا يسلم منها أحد.
فلِم لا يتطلّع العالم إلى هذه الزيارة الجديدة المرتقبة للرؤساء ترامب وبوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟
والمشكل ليس في الإعمار الذي عرَضه بل في الإقرار بالتحرير من الاحتلال.. أي الاعتراف بالدولة الفلسطينية أولا، الاعتراف بوجودها حتى على شبر من الأرض من طرف إسرائيل التي كانت تحتلها من 67 أم تُرى يُعاند مثلها في جهلها وإنكارها؟ وإلا فما هو عنوان السيطرة عليها التي يبحث عنها ترامب من يد من يملكها؟ أما الإعمار فكل خراب إلا وبعده تشييد وإعمار وليس المهم شكله ولا تلوينه أو التسابق على من يتولاه قبل خصمه، بتهجير سكانه أو رَكنهم إلى جانب في زاوية الانتظار.
وبإمكان العرب وليسوا بأفقر الشعوب والمسلمين بالخصوص أن تقايض واحدة من دولهم اعترافه بالمال، أو لو عرضها للبيع بعد تعميرها أن تشتريها منه كبعض صفقاتهم معه!
كغنائم الحرب والأسرى ومبادلتهم بخدمات أو طلبات كخزائن الكتب وأسرار العلوم ونِطاسيّ الأطباء ومهرة الصنّاع أو غير ذلك مما لهم به رغبة وحاجة للبناء والتعمير.
فالدين والمال عملتان متّحدتان للاستباق إلى التمكين في الأرض. ونستطيع أن نقول اليوم وفي السماء!