د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 91
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعوّد ترامب كلما تقابل مع مسؤولين في بلد من البلدان يزوره أن يذكّرهم بأنهم مدينون لأمريكا بما ينعمون به من أمن واستقرار وازدهار، وعليهم أن يقرّوا بالمعروف ويردّوا الجميل (المساعدات والدعم). وهذا موقفه حين فوجئ بالتقدم الصناعي والاقتصادي والتكنولوجي العظيم في إسرائيل أثناء زيارته الأولى بعيد تولّيه الأوّل للرئاسة في ٢٠١٧.
وفي هذه المرة لم يتردّد في مقابلته الأولى لناتنياهو بعد حرب غزة أن يجعله يُخلي وحكومته المكانَ لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية عليه للمدى الطويل بعد قراره كترامب تهجير الفلسطينيين إلى خارجه في دول الجوار العربي أو غيرها، لقاء ما قدّمته بلاده من مساعدات ودعم مادي ومعنوي وأسلحة متطورة تقدر بمئات المليارات للتغلب على حماس. أليس هو صاحب الصفقات والأخذ والعطاء بمنطق الأقوى كما فعل مع بعض دول اتفاقية أبراهام في الخليج العربي وفي المغرب الأقصى؟
فعاد للبيت الأبيض ليتمّ نعمته عليه وبالمقابل يتلقى ما يدفعه من ثمن يتمثّل في نصب العلم الأمريكي لا على قنصلية في غزة كالسفارة في القدس ولكن على كامل القطاع بعدما تجنّدت إسرائيل لتخريبه بسلاحها و في الأكثر بسلاح أمريكا الأقوى على رؤوس سكانه، الذين سيُلقي بمن تبقّى منهم على قيد الممات في تيه سيناء وفي بادية الأردن حتى ينقطع دابر حماس والقسّام ومن وصَفهم أخيرا بالمعقّدين من آل هنية والضيف والسنوار، يقصد كل المقاومين باسم الدين الإسلامي لاستعادة مقدساتهم على أرضهم. هل هذه حقيقة ترامب أم هي حقيقة أمريكا بعد دكّ أعمدة اقتصادها المتعاظم بالظلم والعدوان في أحداث ١١ سبتمبر 2001 واندحار جيشها العرمرم في أفغانستان ٢٠٢١ عشرين عاما بعدُ من الجهاد؟
سيكتب التاريخ عن ضَديد ترامب وضديد ناتنياهو في معارك النصر الإسلامي القادمة، لأن الحياة لا تحتمل إلا إنتاج الضدّ وضدّه - إذا صح التعبير- لتخليد الحق الذي يغلب الباطل. ولا تقوم للباطل دولة إلا صرعها الحق.
ويبقى امتلاك السلاح النووي بيد ناتنياهو الذي اقترح وزيره للتراث والقدس المتكلم باسم حزب ما يمكن أن نسميه بالعربية العتوّ اليهودي «عوتسما يهوديت» (القوة اليهودية) ضربَ غزة بقنبلة نووية للإراحة من سكانها الفلسطينيين وإن ضحّينا - كما هو ثمن الحرب - بأسرانا بيد حماس، أشبه بتمليك غزة للولايات المتحدة ثمن تأييدها لإسرائيل لإنهاء احتلالها لهذه الأرض المباركة بعدها للعم سام وحده (رمز الشر في المخيال الأمريكي) أبو التهديد النووي بإطلاق من القارة الجديدة.
تونس، في ٧ شعبان ١٤٤٦ هـ / ٣ فيفري ٢٠٢٥م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: