البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

صمدت غزة وانتصرت

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 168


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


السؤال عن المآلات السياسية للاتفاق سابق لأوانه بل لا يكتسي أهمية كبيرة الآن، فقد أدى أهل الرباط ما عليهم وصبروا وصابروا وجاهدوا وأبلَوا البلاء الحسن وسجلوا للتاريخ أن في الأمة قلة من المؤبنين من بقية السلف الصالح كثّر الله عددهم وسدد رميتهم ونكأ بهم عين عدوهم وبارك تلك الأرض بدماء شهدائهم، رجال من طراز نادر خاضوا معركة الأمة نيابة عنها بكل اقتدار، لم يضرهم خاذل أو مخذّل ولم يلتفتوا لناعق أو مثبط ، فمـنْ في الدنيـا كجندنـا الميامين؟ هم جند الله على خيرة أرضه، بعد عام وثلثه كأنهم للتو انطلقوا، جندوا من الجند ما يفوق عدد من قضى، ألحقوا بالعدو هزيمة لا غبش فيها وتركوه امام فشل لا ريب فيه، كان هدفة الأكبر القضاء على حماس فإذا به يتفاوض معها ويرضخ لشروطها بعد أن تيقن أن هزيمة المقاومة أمر مستحيل، وها هم الأبطال على أرضهم وبين حاضنتهم أصلب عزيمة وأقوى شكيمة...انتصرت غزة رغم الداء والأعداء ورغم الدماء و الأشلاء ورغم الخيانة والعملاء ورغم الحرب العالمية ضدها...فيا سبحان الله، رغم كل تلك الترسانة العسكرية والإعلامية والمالية ورغم كل خيانات الجوار و ضغوط الخارج إلا أن تحرير الأسرى لم ولن يتم إلا عبر المفاوضات، وقد كان رجال حماس في عملية التفاوض رجالا بحق، أقوياء، يتحلون بالذكاء والحنكة والفطنة إلى جانب القوة والشهامة، يكفيهم أنهم نجحوا في حفظ ماء وجه أمة مغلوبة على أمرها، وقد كانت براعتهم في التفاوض مثل براعتهم في القتال... فطوبى لأهل غزة، جمعوا شرف الأرض وعز السماء، وستبقى هذه الأسماء (جباليا، بيت حانون، رفح، خان يونس) شاهدة على تضحيات جسيمة وثبات عجيب واستمساك لا نظير له بالأرض والدين، وتبقى هاجسا يلاحق جنود العدو وساسته الذين كانوا يراهنون على تركيع غزة في ظرف أسابيع قليلة من القصف فخابوا وخسروا وعوضوا عن ذلك بتدمير القطاع تدميرا همجيا انتقاما من الفئة التي واجهتهم مواجهة الند للند ومن الشعب الذي تحمل ما يصعب تصوره من المصائب ولم يستجب لرغبة العدو في تهجيره من أرضه.

تابعت الأمة الحرب من بعيد لأن الأنظمة حالت بينها وبين الاقتراب من فلسطين، لكن غزة لم تترك مكانا داخلنا إلا مزَّقَته، قلوبنا صارت كخرَق ممزقة من شدة الألم، فيا ليتها تسامح ضعفنا وتتجاوز عن هواننا وتشهد لنا يوم القيامة أمام الله بأننا كنا معها بقلوبنا وألسنتنا وأقلامنا وبجهد المقل وإن عجزت الايدي والأجساد، وحسبنا أننا وإن لم نكن من المجاهدين فإننا لم نكن في طابور المنافقين والمعوقين والمخذلين والمصطفين مع العدوان، مع هذا يطارد فرحَتنا بانتهاء الحرب أن غزة جاءها الفرج أما الأمة فإن العار سيلاحقها طول الدهر بسبب المطبعين والمتواطئين، هؤلاء الذين سيخرج فيلقهم من سباته هذه الأيام ليحاول جلد الرجال والتذاكي عليهم متناسيا أنه كان من الخوالف بل من أنصار العدو، أما أولئك المتدينون المنضوون تحت لواء الوهابية فلا يحق لأحد منهم بعد هذه اليوم أن يتكلموا عن التوحيد أو العمل بالقرآن و الثبات و الجهاد و الرجولة أو الشجاعة والسلف الصلح وقد خانوا كل هذه المعاني وخذلوها منذ انطلاق طوفان الأقصى، فالوهابية لم يزدها طوفان الأقصى إلا تصهْينا.

وفي معركة الطوفان سقطت كل المؤسسات السياسية والعسكرية والدينية والحقوقية الإقليمية والدولية، ولم تنجح سوى تلك الثلة المباركة من المجاهدين الذين صدقوا الله فصدقهم الله وجعلهم حجة على المسلمين وأهل الأرض جميعا، وهذا من عاجل بشرى المسلم.

مضى من القادة إسماعيل هنية ويحي السنوار وصالح العاروري إلى ربهم شهداء لكنهم خلفوا جيلا من القادة و مشروعات القادة رأيناهم في أطفال وشباب عجنتهم الحرب وأخرجت المحنة أحسن ما فيهم وصقلتهم فكانوا كالذهب الإبريز لا يبدلون ولا يغيرون، لا شك أنهم سيواصلون المقاومة والنضال ويستحدثون من أساليب البقاء ودحض العدوان ما عودتنا عليه حماس، فأهل غزة وحدهم من صدقوا – في هذا الزمان التعس - في انتمائهم لأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أراد العزة والرجولة والشهامة فهي في غزة، غزة هزمت الجميع واسقطت الأقنعة، إنها صاحبة 466 يوما من الثبات والبطولات، نقول لأصحابها "سَلامٌ عَلَيكم بِما صَبَرتُم"، فطوبى لغزة وأهلها... وإذا كان هناك أمر يسعد أهل غزة فهو يسعدنا مهما كان، فهم الرجال ونحن المخلفون مع الأسف، وعسى ميل قلوبنا وكلماتنا حيث مالوا تشفع لنا عند ربنا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، إسرائيل، انتصار حماس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-01-2025  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، المولدي اليوسفي، فوزي مسعود ، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، يحيي البوليني، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، د- محمود علي عريقات، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، فهمي شراب، عبد العزيز كحيل، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، د. عبد الآله المالكي، طارق خفاجي، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، مصطفى منيغ، د - صالح المازقي، أحمد النعيمي، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، المولدي الفرجاني، د- هاني ابوالفتوح، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - مصطفى فهمي، أحمد الحباسي، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، مجدى داود، محمود طرشوبي، تونسي، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، أحمد بوادي، موسى عزوق، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بنيعيش، أ.د. مصطفى رجب، محمد علي العقربي، علي الكاش، خالد الجاف ، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، رشيد السيد أحمد، عراق المطيري، طلال قسومي، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، حسن عثمان، عواطف منصور، محمود سلطان، محمد أحمد عزوز، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، عمر غازي، بيلسان قيصر، رافد العزاوي، منجي باكير، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحي العابد، سلوى المغربي، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، د.محمد فتحي عبد العال، محمد يحي، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، د - عادل رضا، نادية سعد، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، علي عبد العال، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، محمد شمام ، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفي زهران، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز