البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فن الرواية بين السنوار وهوارية

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 730


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وهو في سجنه ألف القائد يحي السنوار رواية عنواها "الشوك والقرنفل"، عندما يطالعا القارئ يجدها جميلة المبنى والمعنى، مكتوبة بلغة راقية تٌمتعه وتأخذ بلبّه، مضمونها يلخص معاناة شعب مشرد مظلوم متآمر عليه يرفض ترك أرضه ونسيان حقوقه...هي من روائع أدب السجون.

استحضرت هذه المعاني بعد الضجة التي أحدثتها رواية "هوارية" هذه الأيام فعقدت ما يشبه مقارنة بين العمليْن رغم قول الشاعر: ألست ترى أن السيف يُزرى بقدره***إذا قيل هذا السيف أمضى من العصا.

بمجرد مطالعة المقاطع التي تم نشرها يلاحظ القارئ أن "هوارية" مكتوبة بلغة الجرائد أي بلغة ركيكة لا ذوق فيها ولا جمال بل بعربية تلعنها العربية، أما المحتوى فهو غث لا إبداع فيه يتلخص – كعادة "الحداثيين"- في تمجيد الرذيلة وتسويق بضاعة مزجاة كلها خلاعة ومجون وسفه.

أنا لست أديبا ولا ناقدا أدبيا لكني قارئ ومتابع للشأن الثقافي لذلك أريد إبداء ملاحظات بمناسبة الجدل حول هذه الرواية.

أولا: نسمع كلاما من قبيل "اقتلوا الباطل بعدم الحديث عنه": موقف التجاهل في مثل هذه المواطن هو أقرب إلى الحياد في معرك التدافع بين الحق والباطل، وهو موقف مشين لأنه لو سكت أهل الحق لظن أهل الباطل أنهم على حق ولتمادوا في باطلهم، وهذا هو القرآن الكريم يرد على الشبهات ويفحم أصحاب الشهوات ويشن حربا على المنكرات، وهو عين المطلوب ممن يؤمنون بكتاب الله وسنة رسوله، أما التجاهل فيشبه مزاعم ترك الخمارات مفتوحة والناس ليسوا مجبرين على ارتيادها.

ثانيا: في مثل هذه المواطن يجب على العلماء والدعاة أن يتكلموا وبقوة لينهوا عن المنكر ويخرسوا أهله، وينصروا الفضيلة والأخلاق بالدفاع عنها، ونحن نعيش عجبا...ففي العام الماضي منع شيخ كبير من الخطابة لأنه نهى عن المنكر في مدينته، وهذا العام تكرّم إنعام لأنها تنشر المنكر !!!

وسكوت العلماء هنا يذهب بهيبتهم ويصيب مصداقيتهم في الصميم، فواجبهم الأمر والنهي في المنابر والفضائيات التي يظهرون فيها وفي الجرائد والوسائط الاجتماعية، وإلا فقد خانوا الأمانة وأسلموا الساحة إلى السفهاء...أفلا يرون كيف يعطي المعاقر للخمر دروسا في الاخلاق والالتزام والوطنية ويتهم أصحاب الدين بالإرهاب الفكري والتخندق الأيديولوجي، ويروّج "أدبا" مستوحى من الادب الفرنسي المتخصص في العهر مثل روايات مارجريت دوراس، جورج بطاي، ميلان كونديرا...؟

ثالثا: ملذا جائزة باسم آسيا جبار؟ هذه المرأة لا علاقة لها بالجزائر، فهي فرنسية اللسان والروح والرؤية والهوى والإقامة...وعندما ماتت في فرنسا دفنوها في الجزائر !!!وحوّلوها إلى صنم ووثن يستحق التقديس...لماذا كل هذا؟ لأن الساحة الأدبية يتحكم فيها منذ زمن طويل خصوم الثوابت الوطنية، وهم أقرب إلى الميليشيا الفكرية المسلحة التي تمارس الإرهاب الفكري والتصفية المعنوية لكل من يخرج عن النسق الحداثي العلماني التغريبي، فلا يكرّم إلا من يطير في هذه الأجواء كما صرح كبيرهم هذه الأيام بنفسه وعظمة لسانه.

رابعا: الأمر ليس جديدا محدثا، فأدب هؤلاء كله ثورة على الدين والأخلاق والذوق الرفيع، هو عالم وطار وبن هدوقة وبوجدرة والزاوي ولعرج وأمثالهم، الذي يعج بالكفر الصريح والإباحية والفضائح الجنسية.

خامسا: أهم سؤال هو: أين أصحاب الأدب الرفيع؟ تلك هي المسألة...كفاهم التحجج بالتضييف الممارس ضدهم من طرف الأقلية الإيديولوجية المتحكمة، الحل يكمن في اقتحام أبواب القصة والرواية والقصيدة وكل أنواع الإبداع بقوة ونشاط وحيوية لإنتاج الأدب بدل سوء الأدب.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الرواية، الأدب، الجزائر، الكتابة، رواية هوارية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-07-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هذا هو معاوية بن أبي سفيان
  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، رافد العزاوي، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - مصطفى فهمي، كريم السليتي، محمد شمام ، عبد العزيز كحيل، الهادي المثلوثي، بيلسان قيصر، طلال قسومي، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، فتحي الزغل، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رمضان حينوني، محمد الياسين، خالد الجاف ، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفى منيغ، د - صالح المازقي، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، عبد الله الفقير، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، أحمد ملحم، د- هاني ابوالفتوح، طارق خفاجي، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، عراق المطيري، صفاء العراقي، عواطف منصور، يحيي البوليني، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، نادية سعد، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، العادل السمعلي، عمر غازي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، د. خالد الطراولي ، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد الحباسي، علي الكاش، د - المنجي الكعبي، أبو سمية، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إيمى الأشقر، موسى عزوق، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، محمود سلطان، ياسين أحمد، حسن عثمان، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، الهيثم زعفان، كريم فارق، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، د. أحمد بشير، محمود فاروق سيد شعبان، وائل بنجدو، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، مراد قميزة، أحمد بوادي، الناصر الرقيق، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، صالح النعامي ، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، المولدي اليوسفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز