البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين

كاتب المقال عبد العزيز كحيل    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 75


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتمادى العدو الصهيوني منذ طوفان الأقصى في بعث رسائل غير مباشرة واضحة المعنى والمقصد إلى العرب والمسلمين ترمي إلى إلحاق الهزيمة النفسية بنا وتكريس معاني العجز والوهن والانسحاب في الأمة كلها، وقد انطلقت فينا صناعة العجز والوهن بأدوات من داخلنا حتى يتأقلم الإنسان العربي والمسلم مع النذالة و الحقارة والذل وصولا إلى اليأس مرورا بقتل الشعور بالمسؤولية تجاه الأحداث وتزويرها لصالح العدو وقتل حتى شعور التعاطف مع الضحية بل وتحميله مسؤولية ما يحدث له وتبرئة الكيان الصهيوني صراحة أو ضمنا وحتى الإشادة بالعدو والانبهار به، كل ذلك بجرعات متتالية ومتصاعدة لينتهي الأمر إلى الموت الحضاري للأمة فينتصب الزمن الصهيوني بكل زهوّ.

هزيمتنا النفسية هي هدف العدو وتتحقق من خلال إقناعنا أن الكيان الصهيوني لا يقهر، لا يمكن منازلته والتغلب عليه، اكتسب قوة البقاء نهائيا، لا جدوى من استفزازه بأي شكل، فهو لا يبالي بالأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا محكمة العدل الدولية ولا الرأي العام العالمي، لا يستطيع أي طرف ثني عزيمته فضلا عن معاقبته، فليس أمام خصومه سوى التسليم بأن التاريخ انتهى بانتصار الصهيونية وأن الكيان الغاصب وُجد ليبقى...وهذه الرسائل من شأنها أن تزيد المنبطحين انبطاحا وتبث اليأس في نفوس الشعوب، أي تريد خلق التصحر الفكري والعاطفي والعملي، فلا نفكر خارج إطار التصهين ولا نتعاطف مع الضحية بل نحمّلها مسؤولية ما يصيبها ونجد الأعذار للعو، وصولا إلى حالة السلبية التامة والانسحاب من الفعل والتسليم بنهاية التاريخ كما تؤصل له الصهيونية.

ويجب الاعتراف أن العدو بلغ بعض هذه الأهداف، فالأنظمة المطبعة وصلتها الرسائل جيدا وفهمتها وانصاعت لها بكل طواعية وها هي قضية السفينة المحملة بالأسلحة التي رست في مصر تؤكد هذه الحقيقة، من جهة ثانية وصلت الرسائل علماء السلاطين وتفاعلوا معها بكل حماس وأصّلوا للزمن الصهيوني بليّ أعناق الآيات الكريمة والأحاديث النبوية، أما الطاقات الحية في الأمة فنريد أن نحسن بها الظن لتتحرك وتحول دون تحقيق الأهداف المتضمنة في رسائل العدو، مع العلم أن الخطوة الأولى والغاية القصوى في التصدي للمشروع الصهيوني هي مقاومة الهزيمة النفسية لأن الهزيمة تنزل بالقلوب قبل دخول ساحة المعركة، والنصر كذلك...ما هي الهزيمة النفسية؟ تشرحها قصة طالوت أحسن شرح وأبلغه، فالقوم الذين حثهم نبيهم على الخروج للجهاد لتحرير أرضهم من الغاصبين تراجعوا في دفعات ومراحل متتالية وهم بعيدون عن ساحة المعركة، كان آخرها رسوبهم في امتحان بسيط أجراه لهم قائدهم، هو امتناعهم عن شرب كمية كبيرة من الماء واكتفاؤهم بالقليل منه لمّا مروا على النهر، أي طلب منهم مقاطعة مادة معينة بنسبة معينة " فشربوا منه إلا قليل منهم "، لِمَ؟ لأنهم كانوا يحملون نفوسا منهزمة أصلا، لا تؤمن بجدوى المنازلة فضلا عن الانتصار على العدو، همّها البقاء على قيد الحياة ولو كان مقابل الذل والهوان...مباشرة بعد رسوبهم في الاختبار البسيط قالوا "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"،، قالوها وهم لم يصلوا بعد ساحة المعركة ولا رأوا جيش العدو ولا قائده، لأنهم كانوا مقتنعين باستحالة الانتصار عليهم...تماما كما هو حال الأنظمة العربية اليوم وأدواتها الدينية والإعلامية...الهزيمة النفسية هي التحدي الأكبر في هذه المرحلة وأفضل علاج لها "قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"...هذه القلة تخلصت إذًا من المعوِقين والمتخاذلين وتسلحت بالإيمان القوي بقضيتها فصنعت النصر بإذن الله:" فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت".

الأمر بالنسبة لنا اليوم أعقد وأسوأ، فقد اجتمعت علينا المآسي التي حلت بالمسلمين زمن التتار والصليبيين وأواخر أيام الأندلس، فيوشك أن تقوم المرأة على رأس ابنها المنهزم تقول له: ابكِ مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال...اجتمعت على هذا الجيل أمارات الوهن وخيانة الحُكام وانحياز بعضهم علنا إلى العدو والتطبيع والهرولة والتنكر لقطعيات الدين ومقتضيات المروءة، وكل هذا يسوّق الهزيمة النفسية لكن...

لكن هذا الوضع المزري محفز لكل من يحب دينه ويحمل همّ أمته ويرفض الاستسلام ويحدث نفسه أن يكون من الفئة القليلة المتغلبة والطائفة المنصورة بإذن الله فينخرط في كل نشاط يقف دون تسرب الهزيمة النفسية إلينا، يكتب، يتكلم، يجادل، يربي...وهذا هو بيت القصيد: إعداد جيل النصر على أنقاض جيل الهزيمة، جيل لا نعلّمه انتظار عمر وخالد وصلاح الدين والمعتصم بل نوجد فيه هذه النماذج الرفيعة، نعلمه كيف يقتفي أثرهم ويكون مثلهم، هذا الجيل يتشرب من أول يوم الاعتزاز بالنفس وبالانتماء الحضاري ويتجاوز الهزيمة النفسية، تتواصى نساؤه بإنجاب أمثال هنية والسنوار ولن يكون هذا إلا بانتهاج العمل التربوي والدعوي الموازي الذي يحرر الجيل من سطوة الإعلام المنحرف والتعليم التغريبي والخطاب الديني المبدّل والنمط العلماني للحياة، فلا تؤثر فيه رسائل العدو بل يردها عليه ويستقل بالرؤية الذاتية التي تعيد التوازن وتحقق النصر.

إذًا السؤال الملح للأمة ونخبتها هو كيف الخروج من حالة الوهن؟ التصهين هو العقبة الأكبر، فهل نحن جزء من الحل أو من المشكلة (كما هو حال الوهابية)؟ السؤال ليس أين أمة الإسلام (فهذا تمييع) بل أين أنا؟



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى، الأنظمة العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، الهادي المثلوثي، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، إسراء أبو رمان، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، عبد الرزاق قيراط ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، نادية سعد، يزيد بن الحسين، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، فتحي العابد، محمد علي العقربي، أحمد ملحم، أحمد بوادي، منجي باكير، د- هاني ابوالفتوح، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح الحريري، أنس الشابي، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، محمد العيادي، العادل السمعلي، د.محمد فتحي عبد العال، مجدى داود، علي عبد العال، محمد الياسين، يحيي البوليني، سلوى المغربي، طارق خفاجي، مصطفى منيغ، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، سعود السبعاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، طلال قسومي، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رمضان حينوني، د- محمود علي عريقات، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، أحمد الحباسي، صفاء العربي، ياسين أحمد، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد يحي، تونسي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. طارق عبد الحليم، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، المولدي اليوسفي، سلام الشماع، فوزي مسعود ، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، عبد العزيز كحيل، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، أبو سمية، عبد الله الفقير، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، بيلسان قيصر، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، محمود سلطان، فتحي الزغل، صلاح المختار، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز