د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 196
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لبنان يا ضفة المتوسط الحالمة ومنفذ الشرق الساحر،
يا أرز الشموخ والعظمة،
يا كاسر صليبية الإفرنج وصهيونية إسرائيل،
أعد على أعدائك الكرة فالله معك وملائكته والمؤمنون.
وسيكون بالإمكان توصل المسلمين إلى صناعة منتج يزلزل الأرض تحت منصة انطلاق الصواريخ العدوانية ويعطل ممرات الطيران تحت عجلات حاملات القنابل النووية، ويكون بإمكان العلم إنتاج مادة تغشى المناطق المستهدفة بالصواريخ النووية وسيكون ما تحتها مأمونا من سقوطها عليه تمثّلا بقوله تعالى ﴿فأغشيناهم فهم لا يبصرون﴾.
فهناك اليوم أنظمة (منظومات) إلكترونية للتعرف على الشيء قبل وصوله إلى الأرض، ويحطمه ويعطل انفجاره أو يقلل من وقعه. وأجهزة الكمبيوتر العادية فما بالك بالعسكرية والهواتف الذكية وغيرها أن تتعرف على ملامح وجهك للتصرف على حد المطلوب. فلذلك تخشى إسرائيل من تطور العلوم الإلكترونية في بلاد الإسلام ومن استخدام الطاقة النووية لتوليد الأغراض السلمية التي يحتمل أن تكون أكثر ردعا، إذا امتلكتها الدول، من القنابل النووية بأيدي أمثال أمريكا وإسرائيل المتحقق اليوم من استهانتهما بالقوانين البشرية والشرائع الدينية.
فكم أشاد العارفون بصناعات دمشق الحربية واليمن وغيرهما من عواصم الإسلام من سيوف وسهام وحراب لنقاوة معدنها وطرْق حديدها وتقانتها العالية وفنون نقشها وزخرفتها، ما تشهد به متاحف العالم ولم يبلغ سره أرقى الصناعات الحربية لوقتنا الحالي.
***
لبنان العرب وحزب الله، أي سوريا والمسلمين في تركيا وإيران وجزيرة العرب بأشملها، شيعة سنة.
إن تخلية إسرائيل للبنان بعد حربها على غزة هو تخلية للنفوذ الفرنسي والأمريكي، كسابق صراعه مع هذه الأطراف الأجنبية ليكون مرتعا لأطماعهم الإمبريالية، وكرافعة لإسرائيل في الوقت نفسه والهيمنة من خلاله على الشرق الأوسط، وجعله بمنأى من التأثير المصري والإيراني والعراقي والتركي والخليجي. وكلها دول تعتبر لبنان ركنا من أركان القومية العربية والطوائف المسيحية المتناغمة مع الإسلام بمختلف مذاهبه وتنوع تراثه الفكري والحضاري ونسيجه الاجتماعي والثقافي.
إسرائيل بعد قضائها المزعوم على حزب الله وكل ما بناه عبر عقود من تحرير لجنوب لبنان من المطامع التوسعية للكيان الغاصب وخلْق قاعدة من التوافق الطائفي الإيجابي الذي يحصنه من كل تدخل أجنبي مخل بتوازناته السائدة من قديم. ها هي إسرائيل في خطوة رمزية إكراما لحليفها بايدن المغادر قريبا للرئاسة، ليظهر في صورة المبادل بالموافقة بالأمس التي حباها في مجلس الأمن بالفيتو لعدم وقف إطلاق النار في غزة وحبَته إسرائيل اليوم بالموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان، لتغمض عينه على جرائم حميمه ناتنباهو، في الوقت نفسه الذي فتحت فيه الجنائية الدولية عيون العالم كله على مخازيه وجرائمه التي تقشعر لها جلود شعوب الأرض كافة، وفي مقدمتها الشعب الأمريكي الذي نسيجه من نسيج غزة ولبنان، حتى لا نعدد كل مهاجرة أوروبا وآسيا وإفريقيا وما وراء الأنهار والأبحار من شعوب تواقة للحرية ورافضة للاحتلال.
فتوشك صيحات الشعوب من أجل نصرة فلسطين أن تمزق طبْلات آذان زعماء الجمهوريين والديمقراطيين لوقف الحرب على غزة وإنقاذ أمة من الإبادة الجماعية، التي تمارسها إسرائيل جهارا نهارا بمنكأة من القانون الدولي والإجماع العام.
سيعود لبنان أنصع مما كان عليه بطوائفه المتحابة، لا كالولايات المتحدة الأمريكية المتباغضة شعوبها مع حكومتها الموالية للصهيونية بإدارة بايدن من أجل إبادة فلسطين.
سيعود لبنان في ظل حكومة وطنية تمثله على حقيقته الطائفية الخاصة في دنيا العالم العربي والإسلامي، لا كما تريده أمريكا وإسرائيل في كوكبتهما العنصرية الاستعمارية، يخدم الفرقة والتشتيت في الشرق الأوسط ونكران الحق الفلسطيني.
فلتذهب حكومة الإبادة في البيت الأ... كما ستذهب إسرائيل الصهيونية وناتنياهو، ما استشهد أجلهما هنية والسنوار وفؤاد شكر وحسن نصر الله وغيرهما من القادة العظام.
--------------
تونس في ٢٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ ه / ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: