البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الموقع الجغرافي للصومال وأثره على الصراع السياسي في منطقة القرن الإفريقي (*)

كاتب المقال قراءة: الهيثم زعفان - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 73


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان الصومال الكبير يضم تاريخياً كلاً من الصومال، جيبوتي، شمال شرقي كينيا، وأجزاء من إثيوبيا، وقد تسبب الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي في تفتيت الصومال الكبير، فاستقطعت جيبوتي والتي كانت تسمى (أرض الصومال الفرنسية)، وفي عام 1954م قام الاحتلال البريطاني بتسليم (إقليم الغرب الصومالي) أو ما يعرف باسم (إقليم أوجادين) إلى إثيوبيا على عكس رغبة أهل الإقليم، فيما ضُمت إلى كينيا المقاطعة الشمالية الشرقية التي تسمى (إقليم أنفدي) والتي يسكنها صوماليون.

وقد ظلت الخواص الإستراتيجية لموقع الصومال الجغرافي على مر التاريخ عامل جذب لقوى مختلفة متصارعة تسعى لتحقيق أهداف إستراتيجية وعسكرية لبلادها، فالصومال من منظور جغرافي يعتبر موقعاً حيوياً واستراتيجياً ،فإضافة إلى موقع الصومال الاستراتيجي ضمن دول القرن الإفريقي، يشرف الصومال على ممرات مائية هامة تربط العالم الغربي بالعالم الشرقي فهو يطل على جبهتين بحريتين يبلغ طولهما نحو(3330 كلم) وهما (البحر الأحمر والمحيط الهندي)، ويقع الصومال في نقطة التقاء قارتي آسيا وإفريقيا، ويشرف على نقطة الاختناق في جنوب البحر الأحمر.

كما أن الصومال يملك جميع مقومات الدولة الطبيعية والبشرية، حيث تشير الأطروحة إلى أن الثروة الطبيعية في الصومال كالنفط والمعادن المختلفة واليورانيوم الذي يوجد في الصومال بكمية كبيرة وحتى الجانب الزراعي والسمكي لم تستغل بالطريقة المثلى. فأصبحت كل هذه العوامل سبباً للصراع الجيوبوليتيكي والتدخلات الخارجية من القوى العظمى، والدول المجاورة مما تسبب في حدوث المشكلات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي للدولة الصومالية.

والصومال مجتمع قبلي، الديانة الرسمية فيه هي الإسلام، وهو عضو في جامعة الدول العربية، ويتحدث الصوماليون اللغة الصومالية، وهي من اللغات الكوشية التي تضم بضعاً وثلاثين لغة ولهجة وتنتشر في شرق إفريقيا، واللغة العربية في الصومال لغة رسمية. ويعتمد النشاط الاقتصادي الصومالي على الرعي وتربية الحيوانات حيث تمثل نسبة الأراضي الصالحة للرعي قرابة نصف مساحة البلاد تقريباً، وتقدر ثروة البلاد من الإبل بنحو (6,8 ملايين رأس)، ومن الأبقار بنحو (5,1 ملايين رأس) ومن الأغنام بنحو (13,5 مليون رأس) ومن الماعز بنحو (20 مليون رأس).

وترى الأطروحة أن الشعب الصومالي يمتلك الصفات التي تؤثر في قوة الدولة وهي وحدة الدين واللغة والعرق، فهو عبارة عن أسرة واحدة، وأن هذه الصفات إذا ترابط معها قيادة رشيدة ونظام حكم رشيد واستقرار سياسي فإن هذا يقوي الدولة ويفرض هيبتها أمام العالم.

وقد دأبت الدول الكبرى على التدخل في الشأن الداخلي الصومالي كي تحافظ على مصالحها حيث يرى بعض المراقبين أن التمزيق الدولي المتعمد والمستمر لوحدة الشعب الصومالي لكون الصومال يقع في هذه المنطقة الاستراتيجية من القرن الإفريقي، وكونه يمثل تهديداً حقيقياً للوجود المسيحي في منطقة القرن الإفريقي، وكذلك بسبب انضمام الصومال لجامعة الدول العربية. وقد دخل الصومال في صراعات ونزاعات مع إثيوبيا وكينيا منذ الاستقلال بسبب ضم الاستعمار إليهما أراض صومالية؛ وقد أدت هذه الصراعات المرتبطة بالصومال في منطقة القرن الإفريقي لكثير من الكوارث وانتشار نقص الغذاء والمجاعات وصناعة مناخ من عدم الاستقرار السياسي وانتشار الحروب الأهلية والإقليمية، الأمر الذي أسهم في تبرير تواجد القوات العسكرية الأجنبية في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وقد أوصت الأطروحة بضرورة إنشاء الصومال لعلاقات طيبة وتحالفات دولية وإقليمية مع دول تريد الاستقرار والأمن للصومال، مع العمل على إيجاد الحلول لمنع التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية والمزعزعة لاستقرار الصومال، وضرورة وضع خطط إستراتيجية بناءة للاستفادة من الموقع المتميز للصومال، مع التوصية بإجراء مسح جغرافي شامل لاكتشاف الموارد والثروات الطبيعية الموجودة في البلاد، وكيفية استثمارها بما يحقق التنمية ويقوي الدولة الصومالية.

-------------
(*) خلاصة بحثية
العنوان لأطروحة دكتوراه من إعداد الباحث: أحمد موسى عثمان؛ تخصص الجغرافيا السياسية- كلية الآداب- جامعة إفريقيا العالمية – الخرطوم- السودان، تقع الأطروحة في 225 صفحة، وقد رجع الباحث فيها لـ 139 مصدراً بحثياً، ونوقشت الأطروحة وأجيزت في العام 2017م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الصومال، افريقيا، مصر، البحوث،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-02-2025  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الموقع الجغرافي للصومال وأثره على الصراع السياسي في منطقة القرن الإفريقي (*)
  التعبئة الإغاثية لأهلنا في غزة
  هل سينجح الفلسطينيون في اغتيال نيتنياهو وقيادات الكيان الصهيوني؟
  المخاوف الصهيونية من الحرب الإلكترونية الفلسطينية
  هل تفجر الضفة الغربية الثورة الفلسطينية المسلحة الكبرى؟
  المقاومة المصرية والمقاومة الفلسطينية
  كتائب القسام ومعركة العبرية
  تساؤلات لبايدن قبل توريط أمريكا في حرب فلسطين
  الغرب ومعركة الرحم
  تساؤلات مشروعة حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمة الإسلامية
  وقفة مع اصطلاح "زواج البارت تايم"
  أكذوبة الإلزامية في اتفاقيات المرأة الأممية
   العمل الإغاثي وتقنية الطائرات بدون طيار
  قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم "الإسرائيلية"- دراسة تحليلية (*)
  تربويات المحن
  كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (6)
  العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل!
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (5)
  وقفات مع مصطلح "السينما الإسلامية"
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (3)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (2)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)
  المرأة السورية وفشل الحركة النسوية
  الزكاة والإغاثة ... استحقاق أم َمنّ ؟
  على غرار الرسوم الدنماركية جريدة الأهرام تصدم مشاعر المسلمين برسم كاريكاتوري يسئ للإسلام ويحرف كلام الله
  بيزنس الكتاب الجامعي
  ساويرس وفضيحة التنصت على المحادثات وبثها فضائياً
  أسطورة كسر الضلع !

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، سعود السبعاني، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، صفاء العربي، العادل السمعلي، صفاء العراقي، د - عادل رضا، فتحـي قاره بيبـان، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، وائل بنجدو، رافع القارصي، كريم السليتي، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، د. صلاح عودة الله ، الناصر الرقيق، مجدى داود، رمضان حينوني، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، محمد يحي، بيلسان قيصر، طارق خفاجي، كريم فارق، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، محمود سلطان، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، مراد قميزة، محمد علي العقربي، موسى عزوق، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، د- محمود علي عريقات، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامح لطف الله، طلال قسومي، عبد العزيز كحيل، د- هاني ابوالفتوح، عمر غازي، محمد الياسين، حسن الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، د - المنجي الكعبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، المولدي اليوسفي، إسراء أبو رمان، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، د. أحمد محمد سليمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، صلاح المختار، د. أحمد بشير، أحمد الحباسي، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، رضا الدبّابي، د - الضاوي خوالدية، د- محمد رحال، مصطفي زهران، محمد الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلوى المغربي، أنس الشابي، فهمي شراب، يحيي البوليني، د.محمد فتحي عبد العال، صلاح الحريري، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفى منيغ، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، نادية سعد، الهادي المثلوثي، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، أحمد النعيمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، حميدة الطيلوش، تونسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز