البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هذا هو معاوية بن أبي سفيان

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 71


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الصحابة رضي الله عنهم خط أحمر بالنسبة لمن يحرص على سلامة دينه خشية أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم خصمه يوم القيامة، فهم الجيل القرآني الفريد والرعيل الذي لولاه ما وصلنا الإسلام، هم بشر لكن الله تعالى اصطفاهم لصحبة نبيه وتبليغ دينه فكانوا هم خير البشر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وبما أنهم بشر فهم عرضة للخطأ لذلك أُمرنا أن نستغفر لهم: " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" – سورة الحشر 10، لكن قوما بدل أن يستغفروا لهم انقادوا خلف شبهات الشيعة والمستشرقين فراحوا يسيئون إلى بعضهم بذرائع شتى فلم ينج منهم الخلفاء الراشدون ولا أمهات المؤمنين ولا غيرهم ممن ماتوا والرسول صلى الله عليه وسلم راض عنهم، ومن هؤلاء معاوية رضي الله عنه فقد ناله قسط كبير من الإيذاء والظلم، وقد كثف الشيعة شبهاتهم حوله بالكتابة والصوت والصورة منذ أن ارتفع قرنُهم وأصبحت لهم دول وهيئات ثقافية تدميرية نافذة، وفي أهل السنة سماعون لهم لا يتورعون عن الوقوع فيه وكأنه مجرم مستباح العرض، وهذه لعمري طامة كبرى تعرض صاحبها للردى بين يدي الله تعالى، ويجب التفريق بين هذا الطعن المجاني وبين التحقيق العلمي التاريخي الذي يتولاه من يملك الأدوات اللازمة للبحث بمهنية وتجرد، أي يجب التمييز بين الموقف الانفعالي المتشنج وبين استخدام العقل والتسلح بأدب الاختلاف.

لفهم قضية معاوية – لأنها أصبحت قضية بفعل شيطنة الشيعة والمستشرقين له – لا بد من استحضار ظروف نشأتها وهي الفتنة الكبرى التي عصفت بالدولة الإسلامية أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه وامتدت زمن علي رضي الله عنه فتسلل منها كل متربص بالإسلام وأهله، وقد كانت تلك الأحداث فتنة بالفعل ودليل ذلك أن الصحابة أنفسهم – ومنهم بعض العشرة المبشرين – تفرقوا فيها بحسب اجتهاداتهم فشارك بعضهم في الاقتتال مع هذا الصف أو ذاك، ولزم بعضهم بيوتهم أي أن الأمور لم تكن واضحة جلية كما أصبحت لنا اليوم، والصحابة بشر، والخلاف كان سياسيا وليس دينيا، ومعاوية لم يكن ملاكا ولا شيطانا، وإذا اختلط الأمر على أصحاب بدر فكيف به هو؟

نعم، لا يمكن دفع حقيقة أنه – باجتهاده الذي وجد له بعد مرور الزمن كثير من كبار علماء الأمة تأصيلا شرعيا قويا – حوّل الخلافة إلى ملك، كما أنه ولّى ابنه يزيدا والصحابة متوفرون بكثرة – وهذه هنة كبرى – على ثقة أنه كان يقصد الحق ولا يضيره بعد ذلك أن يكون أصاب الحق أم أخطأه، أما أنه كان يعرف أنه على باطل ويقاتل عليه فهذا كلام مرفوض، لكن يجب التنبيه إلى أن الملك العضوض الوارد في الحديث النبوي لم يكن في عهد معاوية لأن هذا الملك هو الذي يصيب فيه الناس الظلم والجور ولم يكن عهد معاوية كذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومعاوية رضي الله عنه كان أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك، كان ملكه ملكا ورحمة كما جاء في الحديث: "يكون الملك نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم ملك وجبرية، ثم ملك عضوض" ـ وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرا من ملك غيره، وأما من قبله فكانوا خلفاء نبوة فإنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ثم تصير ملكا ـ وكان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ـ هم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين".

وقال شيخ الإسلام أيضا: جرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداقُ ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "سيكون نبوة ورحمة...".

وقال الذهبي رحمه الله: "ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببريء من الهَنَات، وحسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم ـ هو ثغرـ فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه".

وقال ابن كثير رحمه الله "وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين، فلم يزل مستقلا بالأمر، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم تَرِد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو...وكان حليماً وقورا رئيسا سيدا في الناس كريما عادلا شهما".

رضي الله عن معاوية وجميع الصحابة.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

معاوية بن أبي سفيان، الدولة الاموية، التاريخ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-03-2025  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هذا هو معاوية بن أبي سفيان
  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، سلوى المغربي، محمد العيادي، العادل السمعلي، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، طلال قسومي، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، محمد يحي، محمد علي العقربي، حاتم الصولي، فوزي مسعود ، د - صالح المازقي، سامر أبو رمان ، المولدي الفرجاني، إيمى الأشقر، الهيثم زعفان، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، عمر غازي، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، بيلسان قيصر، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رمضان حينوني، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، جاسم الرصيف، المولدي اليوسفي، محمد الياسين، ماهر عدنان قنديل، كريم السليتي، فهمي شراب، أبو سمية، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، مجدى داود، سيد السباعي، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، د- محمد رحال، سامح لطف الله، أحمد ملحم، عواطف منصور، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العربي، أحمد النعيمي، فتحي الزغل، محمود سلطان، الهادي المثلوثي، إسراء أبو رمان، محرر "بوابتي"، خالد الجاف ، سلام الشماع، د - شاكر الحوكي ، أنس الشابي، أشرف إبراهيم حجاج، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي، طارق خفاجي، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، د - مصطفى فهمي، فتحي العابد، فتحـي قاره بيبـان، موسى عزوق، محمد أحمد عزوز، نادية سعد، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، تونسي، عبد العزيز كحيل، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، منجي باكير، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، سفيان عبد الكافي، محمد عمر غرس الله، د - الضاوي خوالدية، د - عادل رضا، مراد قميزة، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، صالح النعامي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز