البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   رأي مأزق هنية

آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 395


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


شملت الحركة القضائية الأخيرة إبعاد القاضية السيدة آسيا العبيدى رئيسة المحكمة الابتدائية بمنوبة مع التخفيض في رتبتها بتعيينها مستشارة بالدائرة الجنائية بمحكمة الكاف ( قاض رتبة ثالثة ) و الحال أن أقدميتها و مسارها المهني المشرف يجعلها تستحق خطة رئيسة دائرة تعقيبية. كل الأدلة و الوقائع تشير أن السيدة آسيا العبيدى لم تطلب النقلة كما أنه لا شيء يفيد أن هناك شغورا بالمحكمة المذكورة دفع السيدة وزيرة العدل و بعد التشاور مع رئيس الدولة السيد قيس سعيد إلى الالتجاء إلى مثل هذا التعيين الفضيحة و الذي يجمع الملاحظون أنه جاء في شكل عقوبة تأديبية قاسية و غير مبررة بسبب ما نسب إليها من كونها قد قضت بترك سبيل المرشح الرئاسي السيد العياشى الزمال . من يعرف السيدة القاضية يدرك أنه فعلا أمام قاضية بالفم و الملا كما يقال و أن هذه السيدة التي أقسمت على احترام شرف المهنة لا تخاف في الحق لومة لائم و أنها سيدة صعبة المراس مستعدة دائما لتحمل تبعات مسؤوليتها في القضاء بما يجود به وجدانها و هي من القضاة المعروفين بكونهم لا يخضعون للتعليمات.

حين استقالت السيدة آسيا العبيدى من عضوية الهيئة العليا للاتصال السمعي و البصري سنة 2019 اكتشف المتابعون شخصية وطنية فذة جديرة بكل الاحترام لم يكن باستطاعتها مواصلة العمل مع فريق طالته كثير من الانتقادات الجوهرية و أصبح مجرد هيكل يحتاج إلى الترميم و المحاسبة. هذه الاستقالة تؤكد أن المناصب لا تستهوى هذه السيدة بقدر ما يستهويها حجم ما يمكنها تقديمه من خدمة للصالح العام كما أنها مقتنعة تمام الاقتناع بأن دور الهيئة مهم و جوهري للنهوض بالقطاع السمعي البصري و أن المعارك البيزنطية لا تهمها إطلاقا و لذلك خسرت الهيئة عضوا فاعلا كان بإمكانه أن يفيد و لو بالحد الأدنى . لعل المتابع للمسيرة المهنية القضائية للسيدة القاضية آسيا العبيدى يلاحظ أنها تعرضت دائما و بسبب مواقفها المبدئية إلى عديد " المناوشات " مع سلطة الإشراف بل أنها تعدّ من بين القضاة الذين يمثلون وجع رأس لكل سلطة تسعى للاستفراد بالمنظومة القضائية لخاصة نفسها و تبعدها عن دورها كسلطة قضائية همها تكريس دولة القانون لا غير .

حين يصرح السيد الرئيس و يقسم و يلحّ على كونه لا يتدخل أبدا في القضاء و حين نعلم أن الحركة القضائية لا تتم إطلاقا إلا بعد إطلاعه و غربلته و موافقته و حين يتم تقرير نقلة قاضية برتبة رئيسة محكمة إلى رتبة أقل كمستشارة و دون طلبها إلى محكمة نائية و حين تتزامن " النقلة " مع إصدار القاضية المبعدة لحكم بترك سبيل خصم سياسي للسيد الرئيس فهنا تكمن الخطورة و يبدر التساؤل المرعب حول ماذا يحدث و إلى أين نحن سائرون و إلى متى ستظل الأسئلة معلقة و هل حان وقت مصارحة المواطن حول الدور الفعلي للقضاء و هل باتت هذه المؤسسة التي تحولت من سلطة مكتملة الشروط إلى مجرد هيكل إداري بيروقراطي خاضع لكل الرياح و العواصف السياسية لصاحب السلطة قادرة على الاضطلاع بدورها ؟ . من الواضح أنه فيه حاجة غلط و أن الحسابات السياسية الضيقة قد طغت على كل شيء بحيث يتم استباحة كل شيء لفرض واقع ملوث جديد يضر بالجميع لان استعمال القضاء و مهما كانت النيات غير محبذ في كل الأزمنة و العصور .

إن عملية إحناء ظهر القاضية السيدة آسيا العبيدى بمثل هذه القرارات الغير الصائبة عملية مضرة على المدى القصير و الطويلة بمرفق العدالة و القضاء و التاريخ سيشهد أنه كما دافع كم هائل من القضاة على شرف المهنة و القسم فان هناك من حاول لأسباب شتى تطويع هذا الجسم ليبقى في السلطة متجاهلا أن المس بالقضاء كما المسّ بالمؤسسة العسكرية هو مسّ بخيط كهربائي غير معزول بإمكانه أن يخلف آثارا دامية و لو بعد حين . لقد قضت السيدة آسيا العبيدى بما حمله وجدانها القضائي النظيف و لم تنظر لهوية المضنون فيه و لا ما يمثله موقعه السياسي على غيره من خصومه من خطر محتمل و قد كان في ظنها أن قيامها بدورها فيه تأكيد صريح على أن ما يقوله رئيس الدولة من عدم التدخل في القضاء حقيقة ساطعة لكن يظهر أن هذه القاضية قد فهمت الأمر خطأ و لذلك دفعت ثمن سذاجتها إن لم نقل غباوتها فنزلت عليها العقوبة بنفس السرعة التي صدقت فيها أقوال السياسيين. في كل الأحوال سجلت السيد آسيا العبيدى صفحة في تاريخ صراع القضاء الملتزم بالسلطة منذ الاستقلال و باتت رمزا شامخا للقضاء المستقل .

------------
أحمد الحباسى
كاتب و ناشط سياسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، قيس سعيد، انقلاب قيس، المعارضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-09-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الطرابلسي، سامح لطف الله، رافع القارصي، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، محمد علي العقربي، سيد السباعي، مجدى داود، محمود سلطان، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، د. طارق عبد الحليم، وائل بنجدو، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، محمد الياسين، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، عمر غازي، ياسين أحمد، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله الفقير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، أحمد النعيمي، خالد الجاف ، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد شمام ، عواطف منصور، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، حاتم الصولي، مراد قميزة، د - عادل رضا، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد أحمد عزوز، علي الكاش، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، جاسم الرصيف، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، عبد العزيز كحيل، سعود السبعاني، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أبو سمية، صفاء العربي، عبد الرزاق قيراط ، محمد العيادي، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، صلاح الحريري، د. صلاح عودة الله ، د - مصطفى فهمي، خبَّاب بن مروان الحمد، يزيد بن الحسين، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، بيلسان قيصر، إسراء أبو رمان، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، صلاح المختار، د- جابر قميحة، د - صالح المازقي، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، نادية سعد، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، سلوى المغربي، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، د - المنجي الكعبي، د - الضاوي خوالدية، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة