أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 624
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لماذا ندفع الضرائب و لماذا نستجيب لأوامر الشرطة و لماذا نشارك فى الانتخابات و نعترف بنتائجها ، لماذا نلتجئ للقضاء و نحكمه في أمورنا و لماذا نعلّم أبناءنا ؟ بطبيعة الحال ، الجواب واضح لان المواطن يعترف بسلطة الدولة و ينفذ قوانينها حتى تحميه و تسهر على سلامته الجسدية و توفر له احتياجاته الحياتية و تعطيه حقوقه و من بينها الحق في الصحة و التعليم و الشغل و حرية التعبير . لكن هل وفّت الدولة بالتزاماتها مقابل وفائنا بالتزاماتنا تجاهها ؟ بطبيعة الحال ، لا بالبنط العريض. الدولة هي من زورت الانتخابات و أدعت حماية المواطن من كل الغشاشين و المحتكرين و الفاسدين و هذا غش سياسي . وقوف الناس يوميا في الطوابير الطويلة بحثا عن رغيف خبز مع أن الحكومة قد وعدت بالكرامة الوطنية هو غش سياسي موصوف . تقديم أرقام و إحصائيات عن عدد الفاسدين من طرف رئيس الدولة نفسه دون أن تتبع ذلك محاكمتهم و محاسبتهم هو غش سياسي .
يدفع المواطن الأموال المقتطعة من فاتورة استهلاك الكهرباء للتلفزيون و يرفض هذا الأخير إنتاج برامج جادة أو بث مقابلات الدوري ، هذا غش حكومي و سياسي و استيلاء على المال العام بدون مقابل . توظف البلديات معلوم " زبلة و خرّوبة " بأعلى سلم التوظيف و ترفض القيام بصيانة الإنارة العمومية و حال الطرقات و رفع الفضلات. هذا غش بلدي و نهب لجيب المواطن و فرض حالة إذعان قبيحة تستدعى المؤاخذة و المحاسبة . تزعم الحكومة أنها توفر الدواء للمرضى و تقتطع المليارات من رواتب العملة و الموظفين و لكنها تراوغهم عند الحاجة و تقدم الذرائع الكاذبة الواهنة لأنها تعلم أنها سلطة مارقة عن القانون و عن المحاسبة . تتحدث الحكومة عن حق المواطن في التشغيل و لكنها لا توفره حتى بالحد الأدنى بل لا توفر تغطية اجتماعية لعائلات الذين ابتلعهم البحر بعد أن يئسوا أو بعد أن وجدوا أنفسهم مخيرين بين حلّين لا ثالث لهما إما البحر أو المستنقع السوري فلماذا لا تسقط حكومة العار و تحاكم بتهمة الغش السياسي .
لكن و بالنهاية يبقى السؤال مطروحا بعد أن بلغ الشكّ مداه حول جدّية الحكومة و حول مدى اهتمام السيد النائب العام بمثل هذه الملاحظات و التدوينات و الخطابات و المناشدات : لماذا نكتب ؟ هل هناك جدوى فعلا من دق الأبواب و مناشدة النائب العام و رفع الأصوات للمطالبة بالمحاسبة ؟ هل أن السيد الرئيس يعير اهتماما و لو واحدا بالمائة من نسبة الاقتراع التي تحصل عليها ليصل للحكم لكل هذه الأصوات التي بحّت و هي تطالبه بمحاسبة الفاسدين و من بينهم وزراء فاشلون في حكومته السلحفاة ؟ أليس من الأفضل لكل هذه الأقلام و الأصوات و المنابر أن تتجه للكتابة عن دواء عرق الأسى و فوائد البصل في علاج الضعف الجنسي و هل صحيح أن الراقصة نجوى فؤاد قد تزوجت المرحوم عبد الحليم حافظ في السر و هل سيعود المنشط نوفل الورتانى إلى برنامج " لاباس " ؟ رجاء ابتعدوا عن الكتابة و تجاهلوا الحكومة و ركزوا فقط على ميركاتو انتقال اللاعبين و لمن سيقدم السيد وديع الجري البطولة هذه السنة و هل سينحني رئيس فريق الشابة و يقدم فروض الولاء و الطاعة لصاحب الكرة في تونس . تذكروا تلك اللحظات التي فرحتم بالثورة ليلة 13 جانفى 2011 و أندبوا حظكم التعيس .
-------------
أحمد الحباسى كاتب و ناشط سياسي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: