أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 540
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حين نتحدث عن أنظمة عربية جبانة و بلا ضمير فنحن لا نتحدث إلى المجهول فيكفى اليوم أن تستوقف أي شاب أو شابة عربية و تسألها عن أسماء الأنظمة العربية الجبانة و التي لا تمتلك أي ضمير ليأتيك الرد سريعا بدون تفكير ، النظام الفلاني و النظام الفلاني هكذا بدون ترتيب و دون استرجاع الأنفاس . هناك أنظمة " عربية " بعينها تمارس الخيانة و تنام في مضاجع الصهاينة و تحميها قوات المارينز الأمريكية و أعوان الموساد الصهيونية و هذه الأنظمة المارقة تمارس الدعارة السياسية دون خجل و على عينك يا تاجر و من لم يعجبه فليشرب من ماء البحر . أنظمة " عربية " خائنة بلا ذرة حياء و علاقات مشبوهة و مساهمة فاعلة و نشطة في تنفيذ كل المخططات الصهيونية الأمريكية الرامية لتدمير الأمة العربية . هذا هو زمن الخيانة و هذه هي الحقبة الأكثر سوادا و انحطاطا في تاريخ الأمة العربية .
من الذي يدفع نظاما عربيا لخيانة أمته و لماذا كل هذا الانحناء إلى الولايات المتحدة الأمريكية الراعية الرسمية للإرهاب في العالم و لماذا كل هذه الهرولة للتطبيع مع الصهاينة و لماذا كل هذا العداء المستفحل للمقاومة و لكل من يحمل البندقية أو يقف بشهامة ضد الغطرسة الصهيونية الأمريكية ؟ بطبيعة الحال الجواب عن كل هذه الأسئلة ليس سهلا كما يتصور البعض لكن الثابت أن غياب الديمقراطية و التداول على السلطة و الانتخابات الشفافة و عدم القبول بحرية التعبير و الرغبة العنيفة في البقاء في السلطة و توريثها هم من بين الأسباب الكثيرة التي تؤدى بكثير من الحكام العرب إلى مضجع ممارسة الرذيلة السياسية و بيع الأوطان و خيانة الأمة . بطبيعة الحال لا يمكن أن يتصور عاقل أن بطانة حاكم عربي يحمل مثل هذه الجينات الفاسدة هي بطانة صالحة تؤدى له مشورة نافعة أو تؤدى واجب النصيحة دون خوف و لذلك دائما ما تكون البطانة على نفس مقاس الحاكم و طوع بنانه .
ربما هناك من يظن عبثا أن ما يحدث في غزة من دمار و قتل على يد النازية الصهيونية الأمريكية هو من كشف تآمر كثير من الأنظمة العربية العميلة و سقوطها في بئر الخيانة و مساندة العدو الصهيوني ، هذا غير صحيح بالمرة ، لان تاريخ عمالة هذه الأنظمة قديم و موثق و لا يحتاج إلى بيان لكن الجديد الذي كشفته عملية طوفان الأقصى هو تداعى عديد البلدان و المنظمات الغربية إلى نجدة الشعب الفلسطيني و خروج الشعوب الحرة في مظاهرات عارمة للدعوة إلى وقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعب أعزل في حين صمتت دول عربية كثيرة بمن فيهم ما يسمى اصطلاحا بالسلطة الفلسطينية صمت الخذلان و أدانت الضحية الفلسطينية و حملتها كل شرور الجيش الصهيوني و فيها من نطق بأن المقاومة هي مجرد تهريج و عبث و أن مواجهة رابع قوة عسكرية في العالم هو حالة انتحار معلن ضحيته الشعب الفلسطيني ، هكذا بكل وقاحة و دون حمرة خجل ، الجديد أيضا تعبير بلدان معينة عن استعدادها لمد الكيان الغاصب بكل ما يحتاجه من مؤن و معدات لمواجهة تبعات ضربات حلفاء المقاومة في لبنان و اليمن و العراق .
لقد تعرت كثير من الأنظمة العربية و لم يعد هناك ما يستر عوراتها و سقوطها في المحظور لكن المشكلة ليست في الحكام بل فئ الشعوب أو لنقل في بعض الشعوب التي لا ترفع صوتها بالشكل الكافي مثل بقية الشعوب التواقة للحرية و الإنعتاق من هذه الأنظمة المتكلسة الفاقدة للشرعية للمطالبة بفتح الأفاق نحو الانتخابات الحرة و الشفافة ، هذه الشعوب لا تزال تظن عبثا أن حالها سيتغير للأفضل و أن الثروات ستوزع بالعدل و أن الخروج على حكامها المتآمرين هو خطيئة كبرى و أن الصبر عليهم غير من القيام بمغامرة نحو المجهول لكن الحقيقة مغايرة تماما لان دروس التاريخ ناطقة بأن الشعوب التي تقبل الهوان و الإذلال تبقى ذليلة خائرة تعانى الاستبداد و أن الحقوق تنتزع انتزاعا . لقد حان وقت سقوط أنظمة الخيانة و التآمر و حان وقت التغيير و حان وقت الوقوف مع القضايا
--------------
أحمد الحباسى
كاتب و ناشط سياسي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: