أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3246
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
‘ المحشورون في الزاوية ‘ هكذا سماهم الكاتب نورالدين العلوى في مقال بنفس العنوان منشور على جدار هذا الموقع، يقصد سى نور الدين بالمحشورين طبعا و بالذات جماعة النداء الذي يتبجح بكونه يحمل أفكار الإرث البورقيبى الذي يراه سى نورالدين من العــــــورات و الآثام التي لا ينفع معها لا استغفار و لا غفران، هذا ما يريد أن يصل اليه سى نورالدين العلوى و هذا شأنه و شأن كثير من الأقلام المنتمية فطريا إلى الإسلام السياسي رغم عوراته و كل المأخذ المنطقية التي يراها الجانب الأخر المعارض لهذا الفكر، ما شدني لمقال سى نورالدين لا فض فوه أنه بدأ بالصلاة على النبي و انتهى تلك النهايات المكررة التي لا علاقة لها بالصلاة على النبي بل هى نهايات طالما تكررت و تبلدت و تهرت حتى أصبحت لا تطاق و كان على سى نورالدين نظرا لتوارد الفصول و الأعياد و المناسبات أن يتخلى عنها و يتغطى بلباس جديد يسر السامعين و الناظرين و حتى ذوى الإعاقة العضوية أعانهم الله على محنتهم، يريد سى نورالدين مثلا أن نصدق أنه مع الإعلام النزيه الحر في حين أن ما يردده يوميا لا يخرج عن الإعلام الحزبي الموجه لذلك نسأل ما هو الفرق بين إعلام سى نورالدين و إعلام برهان بسيس .
يقول السيد الكاتب المحترم أن الإسلاميين كانوا دائما في مقدمة صف التغيير لكنه يتجاهل سهوا أو عمدا الاستدراك المطلوب ليشير بوضوح تغيير ماذا و لماذا و إلى أين، لا يريد الرجل أن يوضح هذه النقاط المهمة لأنها بيت القصيد التي طالما تجنبتها قيادة حركة النهضة من باب التقية ربما أو من باب انتظار التمكين أو من باب السمع و الطاعة حتى يفعل الله أمرا كان مفعولا، في روايته الصوتية المصورة في الفيديو الشهير يجيب الشيخ راشد الغنوشى لماذا تعذر التغيير و في شماتة السيد محمد بن سالم عند إقالة وزير الداخلية لطفى براهم هناك شبه جواب لان الشخصية المقالة قد وقفت ضد هذا ‘ التغيير ‘ الذي طالما وقفت الحركة في مقدمة الصف لانجازه، ماذا تريد حركة النهضة أن تغير و من كلفها بهذا التغيير و إلى أين تريد الحركة جر البلاد و إذا كانت الحركة كما يقول سى نورالدين في مقدمة صف التغيير فلماذا بقيت طيلة عقود و هي تصارع طواحين الهواء لتقفز بقدرة قادر و دون مقدمات من قارب الدعوى الذي كان سببا في تقسيم التونسيين إلى صف المدنية التي أحبت الحركة أم أبت هو اختزال للإرث البورقيبى الذي طالما حاربته الحركة بكل الوسائل اللئيمة و الافتراء لتعود إليه مترنمة ما أحلى الرجوع إليه على رأى الأغنية الشهيرة للفنانة نجاة الصغيرة .
من عيب التشبث بنفس الأفكار أنها تؤدى إلى نفس النتائج و لكن هذه المرة كان واضحا أن سى نورالدين يعيش حالة من التخبط و انعدام الرؤية و لعل الانتقال من الدعوى إلى المدني ليس بالأمر الهين لقلمه المتعود على نفس الخطاب المؤدى إلى نفس الاتجاه و النتيجة، يتساءل سى نورالدين كيف يقبل قلمه الدفاع عن حكومة الشاهد و هي عنوان الفشل المعلن لكنه يبرر هذه ‘ السقطة ‘ الأخلاقية أو الفكرية على حد سواء بان الضرورات تبيح المحظورات و هو الموشح المكرر ذاته الذي طالما التجأ إليه الإخوان لتبرير ما لا يبرر و لإضفاء ‘ الشرعية الدينية’ على أفعالهم السلبية، لكن من حقنا أن نتساءل و نذكر هذا القلم الجاف الذي طالما ذهب في الاتجاه المعاكس للحقيقة أليس أنت يا سيدي من نظمت قصائد المدح و الثناء على حكومات فاشلة سابقة حكمت البلاد بعد الثورة، و حتى إن صمت يا صديقي عن النقد و الكلام المباح طيلة الأيام العجاف لحكومتي الجبالى و العريض ألا يعتبر هذا الصمت خيانة لأوجاع الوطن و خيانة لما تتحدث عنه من وقوف الحركة في صف التغيير ثم و هذا الأهم لماذا تركت هذه الحكومات تغرق البلاد في حالات الانقسام و الخطاب التكفيري دون أن تقف موقف التنديد لان الفشل لا يؤدى بل يعطل التغيير .
عفوا سيدي الكاتب نحن لا نرى الإسلاميين عدوا و لا شرا كما تحاول الإيحاء به من باب تضليل الحقائق بل نحن نتساءل هل أنتم تمثلون فعلا الإسلام و هل أنكم تملكون تكليفا بحجة عادلة تبيح إليكم التصرف في مخلوقات الله تكفيرا و رفضا و قبولا و إذا كان الشيخ راشد الغنوشى و هذا كبيركم الذي اقسم قسم البيعة لمرشد الإخوان في مصر يرى في كل الإرهابيين الذي سحلوا و مزقوا الأجساد البريئة و ذبحوا المسلمين و نشروا أفلام الرعب إياها أنهم يذكرونه في صباه و أنهم يمثلون يا للويل الإسلام الغاضب فكيف تريد منا أن نقبل بمثل هذا التصور للإسلام و المسلمين الذي تتحدث عنه هكذا شيلة بيلة و دون بيان أو تبيين، كيف تريد أن نقبل ‘ بمسلم ‘ يتحدث في فيديو أنه ينتظر ‘ الإمساك ‘ بالجيش و الشرطة لتنفيذ غايات دنيئة تقشعر لها الأبدان، عفوا سى نورالدين نحن لا نريد حقا من يمثل الإسلام الغاضب و لا الضاحك و لا المتفائل و لا المتشائم بل نحن نقف في نفس بيت الله و نقرأ نفس القرآن و نركع نفس الركعات و نسجد نفس السجود و نصوم نفس الشهر و نذبح نفس الذبائح و نحج إلى نفس البيت المعمور فلماذا تصرون إلحاحا و بهتانا على أن غيركم لا يحمل الإسلام الصحيح و أنكم أوصياء الله على خلقه، نصيحة لوجه الله، انبذوا هذه النظرة السلبية لغيركم و سترون أن تونس ستعيش بخير .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: