أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2528
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أنا شخص متألم تعبت من حمل الأماني و مناداة الأنظمة العربية لنصرة فلسطين، فلسطين نفسها تعبت من مناداة العرب و نالت منها خيبة الأمل حتى أشاحت بوجهها المنهك عن هؤلاء القادة العرب الغارقين في الخيانة و بيع الضمائر ، لا أحد مطلقا يثق بحاكم عربي بل فلسطين لم يعد همها أن يخاطبها حكام العرب بتلك الخطب الرنانة الفاقدة للمعنى، اليوم ارتفع منسوب اليأس لدى الشعب الفلسطيني و تتوالد المقالات و التصريحات الإعلامية المعبرة عنه و صار الحديث عن الجامعة العربية أو ما سمي اصطلاحا من طرف وزير الخارجية القطري السابق لا فض فوه بجامعة النعاج العربية يثير الغثيان ، ربما صرخت فلسطين من فرط الوجع لكن من الثابت أن صياح فلسطين و استغاثتها و طلب النجدة لم يبلغ الأسماع المريضة للحكام العرب، سقطت فلسطين من قاموس السياسيين العرب و صار الحديث عنها غير مرغوب فيه و من العار اليوم أن لا تخرج المظاهرات العارمة في كل الأقطار العربية رفضا للقرار الأمريكي و تنفيذا لكل الوعود السابقة بمواجهة هذا القرار الفاجر .
يقول حكام العرب أن القضية قضيتهم و أن العار عارهم و أن من يرمى فلسطين بالماء يرمونه بالدم ، هذا في النظري طبعا و لكن في التطبيق هم أول من يخاف على صحة و مصير الشعب اليهودي و أول المعتذرين للصهاينة و الأمريكان و الغرب على ‘ طيش ‘ و عبثية المقاومة الفلسطينية، على الأقل هذا ما يخرج دائما من لسان السيد محمود عباس رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية، كل قضايا التحرر في العالم انتهت لان هناك من خطط للانتصار و النهايات السعيدة فلماذا لم تستقل فلسطين إلى حد الآن ، فهل العيب في القيادات أم في الشعوب و هل قام حكام العرب على مدى أكثر من نصف قرن من تاريخ وعد بلفور المشئوم بخطط عسكرية من شأنها انتزاع الانتصار و طرد الغزاة و إرجاع الحقوق المسلوبة إلى أهلها ؟ ما حصل على مدى هذه السنوات العجاف هو إسهال في الشعارات و فعل منعدم و خطط مفلسة و أسلحة صدئة و إعلام كاذب و لعب على الذقون و بيع ضمائر و خيانات عربية متبادلة و ضرب تحت الحزام و بيع أسرار للعدو و دعوات للمهادنة و الهدنة بل دعوات للتطبيع جهارا نهارا .
لقد سئمت الشعوب العربية المغلوبة على أمرها الخروج في المظاهرات نفسها و رفع الشعارات نفسها و التغني بفلسطين و لبس الكوفية الفلسطينية، أصبح المشهد العربي عبثيا و مثيرا للسخرية لأنه لا أحد فكر في الدعم بالسلاح و بالمال و بالإعلام و لم لا بالجنود المستعدين لنصرة فلسطين و الشهادة من اجل تحريرها من الاغتصاب الصهيوني، عندما يشاهد المواطن العربي طائرات حكام السعودية تقصف أبناء الشعب اليمنى و تفتك بالمواطنين العزل و إعراض هذا النظام العميل على نصرة أبناء فلسطين ربما يطرح كثيرا من الأسئلة و لكن بلا جدوى، ربما تساءل البعض لماذا كان من السهل جدا أن تتحالف بعض الدول العربية مع حكام السعودية لضرب شعب عربي مثل الشعب اليمنى و لم تسخر كل هذه القوات العسكرية المدججة بأحدث الطائرات لمواجهة العدو الصهيوني، لماذا أعطت الجامعة العربية الضوء الأخضر للرياض لاستنفار تحالف مجرم لتدمير اليمن و لم توفر نفس الغطاء السياسي لمن يرد العدوان الهمجي الصهيوني على الشعب الفلسطيني، بطبيعة الحال لم يعد خافيا على أحد وجود التحالف الصهيوني السعودي التركي لضرب الأمة العربية في كل المجالات و لم يعد هناك من يصدق ‘ النوايا الحسنة ‘ لقيادات هذه الدول المتآمرة على القضايا العربية .
ربما يحاول الصبي التركي إيهام المتابعين بكونه يأسف لما حصل في فلسطين، لكن هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين و منذ ما حصل في مؤتمر دافوس الشهير مرورا بحادثة إذلال السفير التركي في تل أبيب مرورا بحادثة سفينة ‘ مرمرة ‘ التركية لم تر الشعوب العربية ما يثلج الصدر أو يشير إلى أن سليل القتلة العثمانيين صادق في وعوده و على كل حال فحزب الإخوان لم يصدق العرب و المسلمين منذ أن سطع نجمه في سماء السياسة و المجال السياسي التركي بل لنقل أن عدم سقوط المعاهدة الإستراتيجية التركية الصهيونية إضافة إلى وجود القواعد العسكرية الصهيونية الأمريكية في قاعدة انجرليك هو البرهان الساطع على أن الأقوال ليست في مستوى الوعود و الأفعال و أن الجعجعة التركية و الإشارات المتواردة بالإصبع الأربعة لن تصنع انتصارا للقضية الفلسطينية، سليل العثمانيين القتلة هو أحد أعداء الأمة العربية الذين يجب أن تحذرهم الشعوب العربية و فلسطين على كل حال لن تنتصر بالوعود الكاذبة و بنفخ الأوداج و الصدور، ربما سيصر قاتل السوريين الرئيس التركي المجرم على مواصلة نهج البغاء السياسي و النفاق التركي لكن شعب الجبارين لن يفقد الأمل و هو الذي يقف حائلا دون بلوغ السلطات الصهيونية لأهدافها منذ عشرات السنوات .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: