أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3136
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كررنا دائما انه مع الوطن و مصلحة الوطن لا شيء يدفعنا إلى الصمت و المواربة، نكرر اليوم مجددا و أمام ما نشاهده و نسمعه أنه لا يمكن أن نكون شاهد زور على أهم فترة مستعصية صعبة تعيشها البلاد و يعانيها الشعب المسكين، نقولها بمنتهى الاختزال و الصراحة أن هذا القلم لن يكون مع أحد نشتم منه رائحة خيانة الوطن أو بيع الضمير أو الاستنجاد بقوى خارجية و نجدد القول اليوم أنه ليس متاحا أن نصمت باسم البراغماتية و المسايسة و غطى عين الشمس بالغربال و ‘ بربي نقص شوى من النقد لفلان ‘ بل نعلن صراحة أن كأس الصبر قد فاض و أن القلم إذا فقد مصداقيته فمآله زبالة التاريخ و بالتالي فنحن ننقد و ننتقد من باب مصلحة الوطن و لن نكون الحطب الذي يشعل الأزمات أو يعمق الانقسامات ، بهذا المعنى من حقنا المجاهرة بأن ما يحدث بالذات في الساعات الأخيرة من نقاشات و مداخلات و تحاليل حول خطاب الرئيس بعد ساعات أو حول كيفية و أسباب إقالة وزيري الداخلية السابقين الهادي المجدوب و لطفي براهم أو ما حدث في اجتماع الرئيس ببعض نواب حركة نداء تونس أو بالانقلاب على ابنه إلى آخر القائمة لم يكن إلا مجرد صيد في الماء العكر و محاولة لتضليل الرأي العام .
الاختلاف رحمة و حرية التعبير مضمونة و تستحق الدفاع عنها و لكن ما نسمعه و نراه و نقرأه مثير للغثيان حقا و هو يدخل في نطاق حملة مغرضة و قليلة الحياء و غير صحية تستهدف موقع الرئيس و موقع الرئاسة و لا تبعد في خفاياها و مضامينها عن بقية الحملات التي استهدفت موقع الرئاسة و هيبة الدولة، المثير في هذه الحملات التي استهدفت الرئيس أنها جاءت بنا على الطلب و بناء على إذاعة قالوا و تحت ضغط الحاجة الملحة لضرب حزب النداء في عنوانه المتعلق بابن الرئيس بعد أن بلغت الحرب المعلنة بين المدير التنفيذي و رئيس الحكومة مداها حتى وصفها البعض خاصة اثر كلمة السيد يوسف الشاهد التي هاجم فيها ابن الرئيس بالاسم و العنوان بليلة السكاكين الطويلة في تشبيه مرعب يعلمه المؤرخون والمتابعون لما حصل في تلك الليلة الظلماء في عهد الزعيم النازي أدولف هتلر، في هذه المواجهة المثيرة و في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها البلاد لا يمكن لعاقل محنك يعمل في مجال السياسة و خبر منزلقاتها و تضاريسها أن يقف مع شق دون آخر لان معركة الطرفين هي معركة على الحكم و ليست معركة الشعب و معركة مصالح الشعب.
لا بد من الإقرار اليوم أن وجود ابن الرئيس على راس حركة النداء لم يعد مطلوبا من فئة كبيرة من أبناء الحزب و لا بد من الإقرار أيضا أن ابن الرئيس يتحمل بمفرده مسؤولية انهيار الحزب في انتخابات ألمانيا و في الانتخابات البلدية الأخيرة و ما سبقها و تبعها من أحداث أكدت تهلهل و هوان هذا الحزب، هذا الفشل المعلن يعبر بصراحة و دون لف أو دوران عن عدم كفاءة الرجل و قلة بل انعدام خبرته السياسية إضافة إلى عدم قدرته على التفاعل و التعامل مع كل المستجدات و الإرهاصات و الارتدادات التي تعرض إليها الحزب منذ رحيل الأب المؤسس إلى قصر قرطاج، نحن لسنا بصدد إدانة الرجل و لكن بصدد معاينة الواقع الذي يعيشه الحزب منذ انتصاب ابن الرئيس على رأسه في تعد كبير على منطق الجاذبية السياسية و منطق انتظر حتى يأتي دورك و منطق القدرة على اللعب مع الثعابين، اليوم فقد الحزب ‘ الحاكم ‘ مواقعه و لم يعد قادرا حتى على إبعاد بعض ‘ الذباب ‘ عن وجهه و حين ننتبه إلى أن هذا الحزب قد جاء ليشكل الجهة الرافضة للإسلام السياسي و مشاريع تقسيم تونس و بيعها بالقطعة لدول الخليج و أن هذه المشاريع الخبيثة التي تنفذها حركة النهضة قد نجحت في ضرب مؤسسات الدولة في غياب وعى ابن الرئيس بهذه المشاكل المهمة و خروجه عن النهج المطلوب فمن المؤكد انه لا مكان حقيقة لابن الرئيس في كامل المشهد السياسي .
يجمع المتابعون أن السيد يوسف الشاهد ليس و لم و لن يكون ابن المرحلة، لعل اضطرار الرئيس إلى تعديل الأوتار أكثر من مرة و تدخله المباشر أكثر من مرة في سير العملية السياسية و الاقتصادية و معالجته الشخصية لملف نقابة التعليم الذي كاد أن يؤدى إلى حرب أهلية و رضوخ رئيس الحكومة المتزايد لضغوط النقابات لإقالة أهم و انجح وزراء حكومته و هو دليل على عدم وجود حماية شخصية لهؤلاء الوزراء أو ما يعبر عنه بالتضامن الحكومي هي ابسط الدلائل الكثيرة و المتعددة الوجوه على ضعف شخصية القائم على أهم منصب في البلاد، إن الهجوم اللاذع الذي انتهجه السيد يوسف الشاهد ضد ابن الرئيس قد مثل الحلقة المثيرة التي أكدت للجميع عدم قدرته على ضبط النفس و حسن إدارة شؤون البلاد بل كان هناك من تحدث عن فشل اتصالي حكومي مشيرا إلى فشل طاقم الرجل في تلميع صورته أو على الأقل تجنيبه مثل هذه السقطات السلبية، من المهم اليوم أن نتساءل كيف يبقى في هذه الحكومة شخص فاتر و ممل و غير فاعل مثل السيد المهدي بن غربية التي تدور حوله كثير من الشكوك و الشبهات و الاتهامات المباشرة و يسقط من غربال السيد يوسف الشاهد وزراء مثل ناجى جلول و سعيد العايدى و لطفي براهم ؟ .
إن محاولة بعض كتاب القطعة و محللي آخر زمن الإجهاز على مسيرة و تاريخ و خبرة السيد لطفي براهم هي محاولات قذرة بكل المقاييس و تخرج من خانة حرية التعبير إلى خانة المس بأعراض الناس و من يتولى مثل هذا العمل الشائن عليه أن يخجل و يخجل كثيرا لان ضرب الدف و الشطح و الردح المهني الإعلامي بأعراض الناس لم يكن و لن يكون يوما سلعة مطلوبة من أحرار و شرفاء هذا البلد ، إن تجريح بعض الأقزام و الموتورين في كفاءة الرجل التي شهد بها العام قبل الخاص لا تنطلي على المتابعين و كان الأحرى بهؤلاء أن يعتبروا من التاريخ و أن لا يرجعوا مجددا إلى ما يسمى ‘ بإعلام العار ‘ و ‘ إعلام المجارى ‘ فهذه الأقلام الراقصة على كل الحبال و التي تريد من المتابع أن يصدق نفاياتها و سمومها لا بد إليها أن تدرك في مثل هذه اللحظات الحاسمة أن وقت النفخ في المزامير و قرع الطبول و الرقص مع الذئاب قد ولى و انتهى، لقد قيل الكثير في كفاءة و نظافة يد الرجل من رئيس الحكومة نفسه و من وزير الدفاع و من كثير من الشخصيات المهمة و الوازنة في هذا البلد و بالتالي فان شهادة كل ناقص تبقى ناقصة و معدومة الأثر .
لا أدرى صراحة ‘ الرابط ‘ بين عملية التصويب و الإجهاز على تاريخ السيد لطفي براهم و إيقاظ تاريخ سلفه السيد الهادي المجدوب، لا ادري من أوحى لبعض الأقلام أن تستعيد هذا الماضي لتجد ما تلوكه تحت ألسنتها المشبوهة و من دفع بهذه الأقلام لتنصب المشانق للسيد لطفي براهم على خلفية أن استعادة الثقة الأمنية قد كان انجازا حصريا و غير مسبوق للوزير السلف السيد الهادي المجدوب ، كان على هؤلاء القوم أن يبنوا آراءهم على معطيات صحيحة و ليس على مجرد خواطر مبطنة للشر تجاه الوزير براهم و كان على هؤلاء الأقلام التي مللنا ترهاتها و عبثها بشرف الآخرين أن تمدنا بإسرار لا نعلمها و ليس الاكتفاء ببعض العبارات المموهة و الفضفاضة بل كان على هؤلاء أن يجيبوا عن السؤال المهم لماذا تمت إقالة الوزير المجدوب و تعويضه و هل أن قبول رئيس الحكومة بتعليمات الرئيس لإقالة الوزير لا يعد دليلا قاطعا على عدم قدرته على إدارة البلاد و الإصداع بالرأي الصحيح و معارضة نزوات رئيس الدولة كما تم توصيفها، ربما لم ينتبه صاحب هذا الرأي المشبوه إلى انه بتصويبه على رئيس الدولة قد أصاب مركز و هيبة و قدرة رئيس الحكومة و هذا ما يعبر عنه بالنيران الصديقة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: