البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   رأي القُرعة

لبن، سمك، تمر هندي

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 209


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اخترت هذا العنوان عمدا لأجزم من البداية أن الأمور في ذهني قد وصلت حدّ اللخبطة . لا شيء واضح في هذا البلد و لا شيء مفهوم و لا شيء يريح النفس . لعل السؤال المعاد و المكرر حدّ الملل : " وين ماشين " و " آشنية آخرتها " و من يخرج تونس من عنق الزجاجة ؟ . بطبيعة الحال و بعد أن أنعم علينا سيادة الرئيس المبجل بالمرسوم عدد 54 أو ما يسميه البعض بقانون الخمسة و الخمسين ، خمسة سنوات سجن و 50 مليون خطية ، لم يعد لهذا القلم و كثير من الأقلام شهية الكتابة و بات الواحد منّا يضع كل كلمة يروم كتابتها في عشرة أكواب من الماء حتى تتحلل و ينزع منها كل رائحة يمكن أن تلفت قانون الخمسة و الخمسين و تثير رغبته الجامحة في تحويل الكاتب المتهور على قلم التحقيق بتهم كثيرة ترمى به وراء الشمس .

هل أن حرية التعبير مهددة جديّا في تونس ؟ هل من مصلحة النظام الحاكم المسّ من هذا المكسب الثوري الوحيد ؟ هل هناك انفلات مضرّ بحرية التعبير و هل تجاوز البعض الخطوط الحمراء و هل هناك من يدفع النظام إلى تشديد قبضته على وسائل الاتصال حتى يخلق من ذلك سببا وجيها لإثارة الرأي العام الدولي و بالذات بعض الدكاكين الأجنبية المشبوهة التي تريد بنا شرا ؟ . أكاد أجزم أنه لا أحد في تونس موالاة و معارضة يملك واحد بالمائة من الردود على بعض هذه الأسئلة لكن من اللافت هذه الأيام أن هناك حملة منظمة تقودها حكومة السيدة نجلاء بودن لتكميم الأفواه و دفع بعض الأقلام إلى ما يشبه حالة " ضبط النفس " التي تعنى التخفيف أكثر ما يمكن من عبارات النقد أو الانتقاد الصريح و المربك لهذه الحكومة . الأخطر من هذا ما صرح به السيد بسام الطريفى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من أن هناك تسريبات تتحدث عن قائمة تعدها الأجهزة الأمنية تضم مجموعة كبيرة من الناشطين و المدونين سيتم استهدافهم بالمحاكمات و التضييق عليهم بكل الطرق.

تصريح مثير للقلق خاصة و أنه آت من رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان المعروفة برصانتها و جدّيتها لكن هناك عدة إيقافات قد طالت عديد المدونين هي من تثير الريبة خاصة أن هناك من يشير إلى صدور المرسوم عدد 54 و يؤكدون أنه لا دخان بدون نار و أن هذا المرسوم قد تم وضعه خصيصا على المقاس لاستباق و تحجيم ردود الأفعال الشعبية الغاضبة بعد تدهور المقدرة الشرائية للمواطن بشكل غير مسبوق و تلهّى حكومة السيدة نجلاء بودن و وزير داخليتها بالخصوص بتحجيم المظاهرات مستعملا بإفراط كبير ما يسميها قوة الدولة بدل الإجابة عن سؤال كبير يتمثل في كيفية تسرب أطنان الأغذية و المواد التموينية إلى مخازن المهربين بدل محلات و فضاءات البيع للمواطن . صحيح أن حرية التعبير لا تعنى الفوضى و لكن الأنظمة الحاكمة لا يمكنها ممارسة فوضى تقييد الحريات أو إطلاق العنان إلى نزواتها القمعية بعلة المحافظة على النظام أو السلم الاجتماعية . لذلك نتساءل لماذا لا يتم وضع ميثاق شرف تلتزم به كل الأطراف يبيّن حدود حرية التعبير و حدود مساحة تدخل النظام للحفاظ على السلم الاجتماعية .

لا يمكن للسلطة الحاكمة أن تتجاهل دور حرية التعبير في كشف المجرمين و المهربين و المسئولين الفاسدين فضلا عن أن هذه المساحة قد خلقت متنفسا للكثيرين لممارسة حق الاختلاف دون تشنج مما يساهم مع الوقت في دربة المواطن على كيفية التفكير السليم دون مساس بحقوق الآخرين . إن سنّ القوانين الرادعة هو إعلان واضح عن ضيق في الرؤية السياسية و تضايق معلن من كل قلم معارض و هي إشارات لا تحجب حجم فشل الحكومة و انعدام الرؤية لدى القائم على رأس النظام . لعله من المفارقات المذهلة و الخطيرة أن يهاجم السيد رياض جراد المحلل السياسي المحسوب على النظام و المدافع الشرس عنه الأداء الضحل و المثير للسخرية لحكومة السيدة نجلاء بودن متجاهلا أن الرئيس هو من قام بتسميتها و أنه من يتحمل تبعات هذه التسمية من فشل و ضبابية رؤية و ارتباك يؤكد أنها حكومة لا تصلح حتى لإدارة نصبة خضرة . من المفارقات أيضا أن يظن الشيخ راشد الغنوشى أنه الحل رفقة السيد نجيب الشابى مع أن الجميع على قناعة بأنهما المشكلة . ألم نقل من البداية أن الأمور قد اختلطت و أن المشهد قد بات ضبابيا لأبعد الحدود .

--------
أحمد الحباسى كاتب و ناشط سياسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، إنقلاب قيس سعيد، قمع الحريات، حرية التعبير،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-11-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم
  تونس : موت عمر العبيدى و كذبة افريل..
  اليد الكبيرة تكذب ...عبد الحميد الجلاصى مثالا
  عقاب صقر، ليك وحشة
  بن سدرين ، الغنوشى ، المافيا التونسية
  تونس : ماذا تريد المخابرات الروسية ؟
  الموساد فى لبنان، اللعب بالنار
  تونس : انهم يزورون نتائج الانتخابات البلدية
  سجن الافكار و سجن الانسان
  تونس، هذه التجاعيد السياسية
  السادة القضاة المحترمون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، د. عبد الآله المالكي، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، رافع القارصي، يحيي البوليني، خالد الجاف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان، سلام الشماع، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، رمضان حينوني، منجي باكير، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، عواطف منصور، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمر غازي، أحمد ملحم، أحمد الحباسي، الهادي المثلوثي، محمد يحي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- جابر قميحة، د. أحمد بشير، د. مصطفى يوسف اللداوي، عزيز العرباوي، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، نادية سعد، محمد الياسين، صباح الموسوي ، أحمد النعيمي، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي، عراق المطيري، محمد العيادي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، وائل بنجدو، محرر "بوابتي"، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، صفاء العربي، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، عبد الغني مزوز، أنس الشابي، عبد الله الفقير، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، مراد قميزة، سيد السباعي، حسن عثمان، د - عادل رضا، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، تونسي، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، سامح لطف الله، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، رافد العزاوي، كريم السليتي، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، أبو سمية، سلوى المغربي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مقال ممتاز...>>

لغويا يجب استعمال لفظ اوثان لتوصيف مانحن بصدده لان الوثن ماعبد من غير المادة، لكني استعمل اصنام عوضها لانها اقرب للاذهان، وهذا في كل مقالاتي التي تتنا...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

واضح أن الكاتب يعاني من رؤية ضبابية، وهو بعيدٌ عن الموضوعية التي يزعم أنه يهتدي بها..
نعم، وضعت الأنظمة القومية قضية تحرير فلسطين في قائمة جدول...>>


الأولى أن توجه الشتائم التي قدمتها لما يُسمى بالمعارضة الذين هم في الحقيقة تجار الوطن والشرف.. ارتموا كبائعات الهوى في حضر التركي والأمريكي والقطري وا...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة