البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3532


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الشعور السائد اليوم لدى أغلبية المواطنين و بالذات أغلبية ناخبي حركة نداء تونس أن الرئيس يسعى بقوة لتوريث ابنه حكم البلاد، هذا المسعى خطير و خطير جدا لأنه يتنافى مع مقاصد الثورة التي أتاحت لشخص مثله الفرصة التاريخية لرئاسة البلاد و السهر على إنجاح مطالبها التي نالتها بتضحيات الدم و الصبر سنوات الجمر ، ربما نجح الرئيس في إقصاء حركة النهضة من الحكم بإنشاء كيان اسمه حركة نداء تونس و ربما ساهمت كما يقول عديد المراقبين كل جرائم و أخطاء و هفوات و نزوات حركة النهضة و طفولتها السياسية في نجاح حركة النداء في الانتخابات التشريعية و الرئاسية سنة 2014 كما ساهم سقوط التجمع في صعود حركة النهضة سنة 2011 لكن من المؤكد أن مجيء ابن الرئيس لحلبة هذا الحزب قد افقده أولا و قبل شيء مصداقية الناخب و تأكد ذلك في الانتخابات الجزئية بألمانيا و التي سمحت بصعود احد كبار المتطرفين الفكريين ليحتل مقعدا بمجلس نواب الشعب ثم في التراجع المرعب و المعبر أثناء الانتخابات البلدية الأخيرة و التي مكنت حركة النهضة من ‘ احتلال ‘ عدة بلديات مهمة من بينها بلدية تونس يضاف إلى ذلك طبعا حالة من التشرذم الغير المسبوقة داخل الحركة و نشوب حرب إعلامية و كلامية أساءت للحركة و بعثت في التونسيين كثيرا من علامات الاستفهام و الحيرة .

الرئيس يريد توريث ابنه بالقوة و مهما كان الثمن، هذا باختزال شديد ما يقوله الشارع و ما تقوله المعارضة و ما يخرج من أفواه كثير من السياسيين و المفكرين و الإعلاميين، حتى نؤكد هذا علينا بالرجوع إلى تصريح الرئيس الأخير لقناة نسمة، لقد كان لافتا أن الرئيس لم يتعرض لابنه و لما يحصل في حركة النداء بسبب ابنه و لما تعيشه البلاد من تخبط على كل المستويات بسبب إذكاء ابنه للصراع الحاد مع رئيس الحكومة مما دفع بهذا الأخير لرد الفعل بصورة عنيفة و مباشرة، هذا الخلاف المعلن بين ابن الرئيس و رئيس الحكومة يدوم الآن ما يقارب السنة و هو احد الأسباب المهمة في ارتباك عمل هذه الحكومة المتعثرة أصلا لكن رئيس الدولة تجاهل الأمر و لم يشف غليل المتابعين كل ذلك حتى لا يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع عبث ابنه و سوء تقديره السياسي و جهله التام و المدقع لكيفية التعامل مع الأحداث السياسية و افتقاره للكاريزما الأخلاقية و السياسية القادرة على لم الشمل، في السياسة يمثل صمت الرئيس و تجاهله موقفا سياسيا يصب في مصلحة ابنه كما يمثل دعما قويا ضد معارضيه و يكشف بالنهاية أن الوالد قد قرر وضع كل ثقله و خبثه و حنكته السياسية ليكون الرافعة التي ستنجح مسعى الابن في الصعود إلى كرسي الرئاسة .

لعل الرئيس قد سقط هذه المرة في الفخ الذي نصبته حركة النهضة حين أعلنت تمسكها بعدم رحيل يوسف الشاهد كل ذلك لتسقط وثيقة قرطاج أو ما يسمى بوثيقة 64 بندا بحيث تعطى لرئيس الحكومة فرصة ربح كثير من الوقت على حساب منافسه ابن الرئيس و تضع هذا الأخير في موقف لا يحسد عليه و قد تبين ذلك من تصريح ساكن قرطاج حين عبر عن ارتباكه حول الطريقة التي سيتم بها عزل رئيس الحكومة فاكتفى بمطالبته بطرح نفسه على ثقة مجلس نواب الشعب و هي نصيحة خبيثة يراد من وراءها تعريض الرجل إلى هزيمة ثقة بحكم عدم توازن القوى داخل المجلس و رفض كثير من النواب من بينهم نواب المعارضة إعطاءه الثقة لأسباب مختلفة و التخلص منه بأسهل الطرق دون دفع ثمن سياسي لحركة النهضة، لعل الرئيس بتمسكه بإنجاح مشروع التوريث لم ينتبه إلى حالة الاحتقان و سوء الظن التي يشعر بها الناخبون ضده مباشرة بسبب نكثه لكل وعوده الانتخابية التي لها تأثير مباشر على معيشته اليومية و بسبب فشله المعلن في اختيار رئيسي حكومة تبين بالكاشف أنهما السبب في مزيد انهيار الوضع الاقتصادي و تصاعد حده الاحتقان، هذا الأمر تبينه آخر الاستطلاعات التي تكشف تدنى نسبة الثقة في الرئيس و في رئيس الحكومة .

لعل الرئيس لم يكتف بنكث وعوده الانتخابية و كان رده على هذا الأمر مثيرا لكثير من السخط لدى متابعي تلك المقابلة الشهيرة التي أسالت كثيرا من الحبر و التعاليق بل كان من العبث أن يصر على نكث وعد مهم أخر و هو الحرص على تنفيذ مطالب الثورة من بينها عدم التوريث، يقول الكثيرون من القيادات المؤسسة لحركة النداء أنهم تجمعوا حول شخصية الرئيس و لم يأتوا ليتجمعوا حول شخصية ابنه الفاقدة لجميع الأدوات السياسية بل ذهب السيد الأزهر العكرمى في تصريح أخير لإذاعة موزاييك إلى المطالبة بعرض ابن الرئيس على الفحص الطبي للتثبت من صحة مداركه العقلية، بهذا المعنى يعتبر هؤلاء الرافضون المعارضون لما يحدث في حركة النداء أن الرئيس قد نكث وعده بتكوين حزب للوقوف سدا منيعا ضد المشاريع المشبوهة لحركة النهضة بعد أن سمح لابنه بالاستحواذ على الباتيندة دون ذرة خجل و تنصيب نفسه زعيما طامحا للرئاسة و لو على جثة الحركة التي تحولت إلى مصب زبالة لكل طامع و خبيث يريد التقرب من هذا الرئيس المفترض ، بالنهاية نكث الرئيس وعده بعدم التحالف مع النهضة كما نكث وعده بتحسين القدرة الشرائية للمواطن و المساهمة في تراجع البطالة و كشف حقيقة اغتيال الشهداء و بالنهاية يريد اليوم تنصيب ابنه الفاشل بقوة الألاعيب السياسية الخبيثة على راس ما تبقى من وطن مغتال و تلك قمة الوقاحة السياسية في زمن شاهدنا فيه كل الخيانات و بيع الضمائر .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، حافظ قائد السبسي، حركة النداء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-07-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - الضاوي خوالدية، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، العادل السمعلي، محمد الطرابلسي، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، أنس الشابي، فوزي مسعود ، جاسم الرصيف، كريم فارق، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، حميدة الطيلوش، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، عبد الله الفقير، حاتم الصولي، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، كريم السليتي، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، فهمي شراب، د- هاني ابوالفتوح، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلوى المغربي، أحمد الحباسي، محمد شمام ، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، عمار غيلوفي، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، سيد السباعي، الهيثم زعفان، إسراء أبو رمان، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، صفاء العربي، عمر غازي، محرر "بوابتي"، عزيز العرباوي، طارق خفاجي، حسن عثمان، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، محمد علي العقربي، بيلسان قيصر، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، منجي باكير، صالح النعامي ، عبد العزيز كحيل، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، طلال قسومي، فتحي العابد، محمود طرشوبي، المولدي اليوسفي، رمضان حينوني، د - محمد بنيعيش، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، عواطف منصور، ياسين أحمد، المولدي الفرجاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - مصطفى فهمي، د - المنجي الكعبي، د - عادل رضا، محمد عمر غرس الله، عبد الله زيدان، الهادي المثلوثي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، خالد الجاف ، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفي زهران، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، عراق المطيري، سليمان أحمد أبو ستة، محمد العيادي، رافد العزاوي، أحمد بوادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز