أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1049
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فكرت كثيرا و في الأخير استعنت على الشقاء بالله و قلت في نفسي ما بدّهاش كما يقول الإخوة في مصر رغم علمي و تأكدي بأن ما سأنشره لن يعجب الكثيرين ، المختصر المفيد أنني لا أفرّق بين الحكومة و الشعب بل هما بالنسبة لي من صنف واحد و لا أحد منهما بريء من مسؤولية الانهيار الحاصل على كل المستويات و هنا لن أحيل أوراق جرائم الشعب إلى فضيلة المفتى قناعة بأن سماحته لن يجد حلا باعتباره فردا من أفراد الشعب . يقال و العهدة على الراوي أن الشعب هو مصدر كل السلطات لكن الواقع الذي نعيشه للأسف يؤكد أن الحكومة هي سلطة تنفيذية مكونة من أفراد من الشعب و كذلك بالنسبة لمجلس النواب و لمنظومة القضاء و طبعا الرئيس في المقام الأول. لذلك تتفقون معي أنه يصعب التفريق بين الحكومة و الشعب مثلا و أن من يفعلون ذلك يعلمون جيدا أن هذا محض هراء يقصد منها إبعاد الشبهة و المسؤولية عن الشعب في محاولة بائسة.
لو تحالفنا قليلا مع المنطق و الحقيقة لوجدنا أن الحكومة متكونة من أشخاص تونسيين من أكبر إلى أصغر موظف ، كل من يسوسون البلاد و يتحكمون في رقابنا و في اللي خلفونا و يوسوس لهم الشيطان بنهب خزائن الدولة و ودائع البنوك و الصناديق الاجتماعية و التعاونيات و لا يتورعون عن توريث مناصبهم لأحفاد أحفادهم كما لا يختشون من أن يجاهروا بأنهم من أفضل رعاة الشعب و الساهرين الأوفياء على مصالحه ، كل هؤلاء الذين جاؤوا من كل حدب و صوب بمجرد سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن على ممن أدعوا النضال و المعارضة و المظلومية رافعين شعارات براقة من بينها اسمعوا منّا و لا تسمعوا عنّا و الإسلام هو الحل و حان وقت الخلافة و نعدكم برغيف خبز بخمسين مليم و لا فقير بعد اليوم و جهاز "ويفى " لكل مواطن و ستأكلون لحم الخرفان على مدار العام و ثمرة القرع الأحمر بسعر منخفض هؤلاء تونسيون دما و شحما و لحما لم نأت بهم من بلاد الواق واق.
إنها كذبة كبرى نعيشها يوميا و نحن من صنعها و يروجها علنا دون حمرة خجل ، نحن من نلقى باللائمة في كل الانهيار الحاصل على كل المستويات و بالذات في الصحة و الاقتصاد و التعليم على الحكومة متجاهلين عمدا و عن سوء نية مسبقة أن الحكومة ما هي إلا مجموعة أفراد منبثقين من طبقات الشعب الكريم ربما حصلوا على مناصبهم في نطاق المحاصة الحزبية أو بالرشاوى أو المحسوبية أو عبر علاقات و سهرات تذبح فيها الفضيلة و تنهار كل القيم إلى الدرك الأسفل. لعل الملاحظة الأهم أن ما يحصل من انهيار فى كفاءة هؤلاء الذين يحكمون البلد دون حسيب أو رقيب يجعلنا نقف على مغزى المقولة الشائعة " كيفما تكونوا يولّى عليكم " . أرجوكم لا تصدقوا هؤلاء السياسيين الذين ينتقدون الفساد لان السياسة كبيت العاهرات لا تنتج أئمة مساجد ، إنهم فاسدون بالفطرة و الرضاعة و التبني و بجهاد النكاح إن اقتضى الأمر وإن حقيقة انتقادهم الخبيث للفساد هو محض حسد على مكانة الفاسد و منصبه و هو انتقاد يحمل في طياته كثيرا من الرغبة المفضوحة في احتلال مكانه . لنسأل فى النهاية هل الشعب هو أصل البلاء.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: