أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 550
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ليس من عادتي نشر ثقافة الإحباط و التشاؤم و لكن و كما يقول المثل " وقفت الزنقة للهارب " و ما بدّهاش كما يقول أخواننا المصريون، الوضع كارثى بكل المقاييس و السيد الرئيس يعوم لشوشته في الفشل و حتى خطبه العصماء لم تعد مقبولة و لعلها باتت تثير الإحباط و الأعصاب معا لأنها بدل أن تنفس حالة الاحتقان القصوى تحولت إلى مرثيات تثير الشفقة على صاحبها و ترجو من الله أن يرغث لحال البلاد و لا يؤاخذها بما فعل الفاشلون منا. السيد الرئيس فاشل و غير قادر على إدارة البلاد و لا يملك رؤية و لا يستمع للرأي المخالف و يسوس قطيعا من الوزراء المنزوعى الدسم الغير قادرين حتى على رفع الصوت عند السلام عليه فما بالك بإشعاره بكونه مخطئ في تصوراته و فاقد للتجربة و غير قادر حتى على فرض احترام القانون رغم أنه وضع شخصا معروفا بشدته على رأس وزارة الداخلية.
ستوب، ستوب، ستوب، ما بدّهاش، تونس ماشية للهاوية و الشعب فلتت أعصابه و الوضع لا يبشر بالخير و المسئول الوحيد عن هذا الوضع هو رئيس الدولة و أعوانه الذين يديرهم السيد أحمد الحشانى التي يزعم البعض أنه رئيس حكومة و في الواقع هي مجرد صبّاب ماء على يدي السيد الرئيس. لا شيء يستحق الذكر، لا ماء، لا غذاء، لا لحوم، لا فلوس، لا معلمين خالصين، لا حلول لإضراب المناجم، كوارث في كل لحظة و على كل لون يا كريمة، اغتصاب، جنس، مخدرات، اعتداء على الأقارب، لا قضاء، لا إدارة، لا حلول لمشاكل الفلاحة، لا علف للحيوان، لا حلول لماء السدود، عطش، صابة بطاطا تالفة، إعلام عمومي كارثة، دولة احتكار تتحكم في قوت المواطن، خطب رئاسية هزيلة، استثمارات صفر، تونس تنتحر ببطيء و الرئيس يتفرج أو يتلهى ببعض القشور التي لا تغنى و لا تسمن من جوع.
انتظرنا من سيادته أن يتغيّر، أن يغيّر، أن يقبل بالنقد البناء، أن يصل إلى قناعة أنه فاشل و ليس له رؤيا و لا مشروع و لا اتجاه صائب لإنقاذ البلاد، قلنا لازمو شوية وقت، شوية صبر لكن كل ذلك لم ينفع و تبيّن لكل ذي تفكير أن الرجل فاهم إدارة الدولة بالغالط و يخدم بعلي و رأسه كاسح و معاندى بل أنه يتصرف كأنه لا يزال في ستينيات القرن الماضي حين كان الباكو دخان بمأتى مليم . رئيسنا المحترم يسوس في بلاد ثلاثة أرباعها من أصحاب الشهائد العليا بعقلية صاحب القبيلة و بعقلية لا ترون إلا ما أرى، شيء فوق العقل و فشل فوق العقل و ميزيريا فوق العقل و بلاد للأسف طايحة في البئر و الرئيس لا يرى الحل إلا في أداء زيارة مفاجئة إلى إدارة " الصلح الجزائي " للإيحاء الكاذب بأن الدزّة جاية و المال كثير و لا خوف عليهم من الفقر، تقولو يفدلك ؟ لا، هذيكة نيته، جماعة إدارة الصلح الجزائي قادرون في لحظات على توفير السيولة النقدية التي تحتاجها الدولة لخلاص شهريات الناس التي فقدت الأمل في الدولة و قادرون على توفير المال الضرورى لبعث الاستثمارات ذات العلاقة بالتشغيل. مسكينة تونس.
آخرها تهريب خمسة من كبار الإرهابيين من سجن المرناقية على طريقة مسلسل" بريزون براك " الشهير ( Prison Break )، يقرّ الرئيس في مقابلته لوزير الداخلية أن العملية عملية تهريب ضالعة فيها أطراف أجنبية لكنه لا يقرّ بوجود لخبطة في إدارة الشؤون الأمنية و أن إدارة الاستعلامات التي كانت قادرة على ضبط مثل هذه الأمور في عهد الرئيس زين العابدين بن على قد تحولت منذ الثورة إلى إدارة في خدمة مآرب الأحزاب و في خدمة أجندات خارجية و باتت وثائق أمن الدولة السرية منشورة في الإعلام و على قارعة الطريق. منذ ساعات قليلة بثت إحدى القنوات الخاصة برنامجا اجتماعيا بعنوان " يستحق " للمنشط جعفر القاسمى. ما شاهده المتابعون يغنى عن كل تعليق و يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الشعارات الشعبوية التي يكررها الرئيس على مدار الساعة تصطدم بواقع مرّ كالحنظل و أن هناك من المسئولين من يستحق الجلد في الميادين العامة قبل المحاكمة لما ظهر منهم من لامبالاة و سوء نية و قلة احترام للذات البشرية و عدم اتخاذ التدابير اللازمة لصيانة كرامته. ما شاهدناه له علاقة بالإرهاب و أسبابه و له علاقة بنفور المواطن و إحساسه بالظلم و الحقرة. ما شاهدناه يؤكد أن حكومة الرئيس فاشلة و شعارات الرئيس جوفاء و أن انتظار غد أفضل هو حلم مستحيل لن يتحقق.
----------------
أحمد الحباسى
كاتب و ناشط سياسي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: