مباحث في اللغة والادب/ 92
صفات وكنى النخيل والتمور
ضحى عبد الرحمن - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 65
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نعوت النّخل فِي طولهَا وقصرها
قال ابن سيده: قال أبو عبيد اذا صَارَت للنخلة جذع يتَنَاوَل مِنْهُ المتناول فَتلك العضيد وَجمعه عضدان أبو حنيفة هِيَ العضيدة أبو عبيد فاذا فَاتَت الْيَد فَهِيَ جبارَة فاذا ارْتَفَعت عَن ذَلِك فَهِيَ الرقلة وَجَمعهَا رقل ورقال وَهِي عِنْد أهل نجد العيدانة ابْن دُرَيْد عيدنت النَّخْلَة - صَارَت عيدانة - أَي طَوِيلَة ملساء أَبُو عبيد فاذا طَالَتْ قَالَ ولا أدري لَعَلَّ ذَلِك مَعَ انجراد يكون فَهِيَ سحوق وَجَمعهَا سحق قَالَ أبوعلي فَأَما قَوْله: كأن عيني فِي غربي مقنلة من النَّوَاضِح تَسْقِي جنَّة سحقا فَزعم خَالِد بن كُلْثُوم أَنه سمى جمَاعَة النّخل جنَّة وَقَالَ أَحْمد بن يحيى أَرَادَ نخيل جنَّة سحقا أبو حنيفة السحوق - الَّتِي لا بعدها والجبار - الَّذِي قد ارْتقى فِيهِ وَلم يسْقط كربه وَهِي أفتى النّخل وأكرمه والعيدان - أطول ما يكون من النّخل وَقيل لا تكون النَّخْلَة عيدانة حَتَّى يسْقط كربها كُله وَيصير جذعها أجرد من أَسْفَلهَا إِلَى عسبها وَقيل تكون ودية ثمَّ فسيلة ثمَّ أشاءة وَجَمعهَا أَشَاء عَليّ حملهَا صَاحب الْكتاب على أَن همزتها منقلبة عَن يَاء وَحملهَا أَبُو بكر على أَنَّهَا من بَاب أجأ وَالْقَوْل الأول لأصح لِأَن الْحُرُوف الَّتِي فاءاها ولا ماتها همزَة محصورة لم تسع أشاءة لمَكَان التصريف أَن يردهَا إِلَى غير ذَلِك وَلذَلِك حمل أَبُو عَليّ قَوْلهم أطأ الشاعر على أَنه من أَنَاة أى ان همزتها بدل من الواو كما ذهب اليه أبوبكر فِي همزَة أَسمَاء اسْم اشتقه من الوسامة أبو حنيفة ثمَّ تكون بعد الأشاءة جعلة وَجَمعهَا جعل وَقد تقدّمت أَنه الفسيل ثمَّ جبارَة وانما سمى جبارا لِأَنَّهُ عظم أَن تناله يَد السيرافي الْجَبَّار بِغَيْر هَاء - النَّخْلَة الْفَائِتَة لليد وَالَّذِي عِنْدِي أَنه جمع جبارَة ابْن قُتَيْبَة جمع الجبارة جبابير وَالَّذِي عِنْدِي أَن جبابير جمع جَبَّار أبو حنيفة ثمَّ عضيدة ثمَّ رقلة ثمَّ مَجْنُونَة - وَهِي أطول النّخل وَيُقَال للنخلة الطَّوِيلَة بلغَة أهل الْمَدِينَة رقلة وَفِي لُغَة أهل نجد عيدانة وَفِي لُغَة أهل عمان عوَانَة وَجَمعهَا عوان وَبهَا كنى الرجل ابْن دُرَيْد نَخْلَة عوان وَفِي لُغَة أهل الْبَحْرين صادية وَفِي لُغَة طيء طرق وَالْجمع طروق أبو عبيد الطَّرِيق - الطوَال واحدته طَريقَة أبو حنيفة وَيجمع الطَّرِيق طرائق ابْن دُرَيْد الطَّرِيق من النَّحْل - الَّذِي ينَال بِالْيَدِ وَقيل هِيَ الَّتِي تمْتَنع عَن الْيَد نَخْلَة طَريقَة - طَوِيلَة ملساء ابْن السّكيت نَخْلَة عميقة ونخيل عمٌ - طويلةٌ أَبُو حنيفَة نَخْلَة عَم ونخيل عمٌ بَيِّنَة العمم عَليّ هَذَا يصلح أَن يكون من بَاب جنب فِي أَنه للْوَاحِد والجميع بلفظٍ وَاحِد وَيصْلح أَن يكون من بَابا دلاص وهجان أَعنِي أَن عَمَّا كسرت على عَم فاللفظ مُتَّفق والتوجيهان مُخْتَلِفَانِ فَتكون الضمة الَّتِي فِي عَم الجمعية غير الَّتِي فِي الْوَاحِد كَمَا قَالُوا درع دلاص وأدرعٌ دلاص فكسروا فعالاً على فعال قَالَ سِيبَوَيْهٍ ويدلك على أَنه لَيْسَ من بَاب جنب قَوْلهم دلاصان وهجانان فكسروا كَمَا ثنوا والكلمة أعنى عَمَّا فِي الْوَاحِد وَالْجمع فعل لا فعل لِأَن فعلا يحْتَمل التَّضْعِيف وَلَا يدغم كَقَوْلِهِم فِي الْوَاحِد شلل وَفِي الْجَمِيع جدد وَلذَلِك حمل سِيبَوَيْهٍ رجل جد على فعل دون فعل وَإِن كَانَ فعل أَكثر فِي الصِّفَات لما ذَكرْنَاهُ وَأما سِيبَوَيْهٍ فَجعل عَمَّا جمع عميمة قَالَ وألزموه التَّخْفِيف إِذْ كَانُوا يخففون غير المعتل وَنَظِيره بون وَقد كَانَ يجب عمم كسرر لِأَنَّهُ لَا يشبه الْفِعْل ابْن السّكيت الكتيلة بلغَة طَيء - النَّخْلَة الَّتِي فَاتَت الْيَد وَأنْشد: قد أبْصر سعدي بهَا كطائلي طَوِيلَة الأقناء والأثاكل وَقَالَ نَخْلَة مطلعة - إِذا طَالَتْ النّخل - أَي كَانَت أطول من سائرة صَاحب الْعين الباسقة - الطَّوِيلَة وَقد بسقت تبسق بسوقاً، قال أَبُو حنيفَة البهرزة - النَّخْلَة الَّتِي تتَنَاوَل مِنْهَا بِيَدِك وَأنْشد: جهازراً لم تتَّخذ مأرزا فَهِيَ تسامى حول جلف جاذرا الجلف - الفحال وَيَعْنِي بالمأرز الليف فَإِذا أفرطت النَّخْلَة فِي الطول قيل أهجرت وَهِي مهجر ابْن دُرَيْد القضاضيم - النّخل الَّتِي تطول حَتَّى يجِف ثَمَرهَا الْوَاحِدَة قضامة ابْن السّكيت نخلةٌ سامقة - طَوِيلَة جدا سمقت تسمق سموقاً الْأَصْمَعِي نخلةٌ قرواحٌ - طويلةٌ ملساء" . (المخصص3/215).
بَاب نعوت النّخل فِي اصطفافها ونبتتها
قال ابن سيده" َعن ابي عبيد النّخل المنبق - الْمُصْطَفّ على سطر مستوٍ وَأنْشد: كنخلٍ من الْأَعْرَاض غير منبثق أَبُو حنيفَة كل شيءٍ سويته فقد نبقته ونمقته قَالَ وكل سطر من النّخل إِذا كَانَ منبقاً سكَّة عَليّ وَسميت الْأَزِقَّة سككا لاصطفاف الدّور فِيهَا كطرق النّخل أَبُو عُبَيْدَة مَا بَين السكتين من النّخل غرار وَطَرِيق وَقد تقدم أَن الطَّرِيق الطوَال مِنْهَا أَبُو حنيفَة المحق الْخَفي - النّخل المقارب بَينه والحصر - التضايق فِي النبتة حَتَّى يمس بعض السعف بَعْضًا وَلَا خير فِي هَذِه النبتة لِأَن أفضل الْغَرْس مَا بوعد مِنْهُ حَتَّى لَا تمس جَرِيدَة نَخْلَة جَرِيدَة نخلةٍ أُخْرَى وشره مَا قورب بَينه وَخطأ المرار فِي قَوْله فِي صفة النّخل: كَأَن فروعها فِي كل ريحٍ جوارٍ بالذوائب يتصبنا ثمَّ فسر هَذَا الْبَيْت فَقَالَ وَهَذَا من التقارب حَتَّى ينَال سعف بعضه سعف بعضٍ وَذَلِكَ هُوَ الْحصْر - أَي التضايق وَقَالَ لبيد فِي نعت نخل بِخِلَاف وصف المرار: بَين الصَّفَا وخليج الْعين ساكنةٌ غلبٌ سواجد لم يدْخل بهَا الْحصْر قَالَ المتعقب أما قَوْله أَخطَأ المرار فِي قَوْله: جوَار بالذوائب ينتصينا فالخطأ مِنْهُ وَلَا شَيْء أحسن من هَذَا الْوَصْف للنخل وَأهل الْبَصَر بِالنَّخْلِ من أهل الْحجاز وَأهل الْبَصْرَة مجمعون على أَن النّخل سَبيله أَن يباعد بَين غرسه وَأَن من جيد نَعته أَن يَمْتَد جريدة وَيكثر خوصه ويكثف ويتصل بعضه بِبَعْض يواصيه حَتَّى يمْنَع الطير من أَن تطير من تَحْتَهُ إِلَى أَعْلَاهُ وَهَذَا أَشد اشتباكاً من المناصاة لِأَن المناصاة أَن يَأْخُذ الِاثْنَان كل وَاحِد مِنْهُمَا بناصية صَاحبه وَمن وَصفهم لنخلهم أَن يَقُولُوا لَا تقدر الطير على أَن تشقه وَلَا ترى مِنْهُ الشَّمْس وَقَول أبي حنيفَة إِن النّخل إِنَّمَا يتناصى من الْحصْر غلطٌ وَإِنَّمَا الْحصْر - تقَارب مَا بَين الْأُصُول وَالِاخْتِيَار تباعدها وَقد أكثرت الشُّعَرَاء فِي ذَلِك وحمدت الْعَرَب الجنات بالتفافها فَقَالُوا جنَّة لفاء وَقد وهم فِي بَيت لبيد فَمَا وهم فِيهِ مَا أَنْبَأتك من أَنه جعل الْحصْر تقَارب الرؤوس وَإِنَّمَا هُوَ تقَارب الْأُصُول وَوهم أَيْضا فِي السواجد وَزعم أَنَّهَا الموائل وَزعم أَنَّهَا الثوابت وَاسْتشْهدَ لهَذَا بقول الراجز: لَوْلَا الزِّمَام اقتحم الأجردان بالغرب أَو دق النعام الساجدا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ قَول ابْن الْأَعرَابِي هَذَا حسن وَقد يجوز أَن يكون الساجد المائل على أَن المرجبات من النّخل كلهَا موائل وَلَا يرجب إِلَّا كريم النّخل ثمَّ قَالَ وصعل النّخل كلهَا عوج وَأنْشد: لَا ترجون بِذِي الأظام حاملةً مَا لم تكن صعلة صعباً مراقيها ثمَّ مَال إِلَى أَنَّهَا الموائل وَاخْتَارَ هَذَا القَوْل وَقد أَسَاءَ من جِهَتَيْنِ إِحْدَاهمَا تَغْيِير الرِّوَايَة إِنَّمَا روى الْعلمَاء بَيت لبيد: غلبٌ شوامل لَا يزرى بهَا الْحصْر فَجَعلهَا سواجد ثمَّ اخْتَار شَرّ وَجْهي سواجد لَو كَانَ قَالَه وانما الساجد فِي لُغَة طئ المنتصب وَفِي لُغَة سَائِر الْعَرَب المنحني ابْن دُرَيْد الرزدق - السطر من النّخل وَغَيره فَارسي مُعرب وَقَالَ وقف الْقَوْم رزدقا - أَي صفا أبو حنيفة واذا كَانَت النخلات فِي أصل وَاحِد فَهِيَ أصناء وصنيان وصنيان وصنوان وصنوان الْوَاحِد صنو وأصل الصنو - الْمثل قَالَ أَبُو عَليّ الكسرة الَّتِي فِي صنْوَان لَيست الَّتِي كَانَت فِي صنو كَمَا أَن الكسرة الَّتِي فِي قنوان لَيست الكسرة الَّتِي كَانَت فِي قنو لِأَن تِلْكَ قد حذفت فِي التكسير وَأما من ضم الصَّاد من صنْوَان فانه جعله مثل ذِئْب وذؤبان وَرُبمَا تعاقب فعلان وفعلان على الْبناء الْوَاحِد نَحْو حش وحشان وَكَذَلِكَ صنْوَان وَقد حكى سيبوبه الضَّم فِيهِ وَالْكَسْر فِيهِ أَكثر فِي الِاسْتِعْمَال قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وَعز (وَفِي الأَرْض قطع متجاورات وجنات من أعناب وَزرع ونخيل صنوان وَغير صنْوَان) الصنوان - صفة للنخيل وَالْمعْنَى أَن يكون الاصل وَاحِدًا ثمَّ يتشعب فِي الرؤوس فَتَصِير نخلا ويحملن ابْن دُرَيْد نخل غتل - ملتف وَقد قدمت أَن الغتل كَثْرَة الشّجر" . (المخصص3/217).
من الكنى
قال ابن حجة الحموي" من لطائف الكنايات قول بعض العرب:
ألا يا نخلة من ذات عرق * عليك ورحمه الله السلام
سألت الناس عنك فخبروني * هناة ذاك تكرهه الكرام1
وليس بما أحلّ الله بأس * إذا هو لم يخالطه الحرام
فإن هذا الشاعر كنى بالنخلة عن المرأة، وبالهناة عن الرفث، فإن العرب كانت تكني بها عن مثل ذلك. وأما الكناية بالنخلة عن المرأة من ألطف الكنايات". (خزانة الأدب2/265)
ـ ذكر مرتضى الزبيدي «أم تحفة: النَّخْلَةُ. و ُامُّ رَجِية: النَّخْلَةُ". (تاج العروس16/35)
ـ قال الثعالبي" كنية التَّمْر أَبُو عون ". (ثمار القلوب/253).
ـ قال الثعالبي" ابْن طَابَ: جنس من تمور الْمَدِينَة وَيَقُول أَهلهَا إِذا وَافق الْهوى الصَّوَاب فاللبأ بِابْن طَابَ". (ثمار القلوب/266).
بناتُ بَحْنَة
قال السيوطي" في المجمل لابن فارس: بحنة اسم امرأة نسبت إليه نَخْلات كن عند بيتها وكانت تقول هن بناتي فقيل لها بناتُ بَحْنَة". (المزهر1/408).
قال عبد الله بن الزبير المثل" أكلتم تمري، وعصيتم أمري". (الإعجاز والإيجاز/75).
قال مالك بن دينار " الذكر كالنخلة، لا تزال منها بين رزق ورفق". (الإعجاز والإيجاز/129).
نَخْلَة مَرْيَم
قال الثعالبي" نَخْلَة مَرْيَم: من أمثالهم أعظم بركَة من نَخْلَة مَرْيَم وقصتها مَعْرُوفَة قَالَ الشَّاعِر:
ألم تَرَ أَن الله قَالَ لِمَرْيَم ... وهزي إِلَيْك الْجذع يساقط الرطب
وَلَو شَاءَ أَن تجنيه من غير هزه ... جنته وَلَكِن كل رزق لَهُ سَبَب (ثمار القلوب/590).
قال الهلالي" ذُكِرَ لَنَا أَنَّ ابْنَ الأَنْبَارِيِّ كَانَ يُؤْتَى بِالرُّطَبِ، فَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلا يَمَسُّهُ، وَيَقُولُ لَهُ: مَا أطيبك وأحلاك، وَالْعلم أَطْيَبُ مِنْكَ وَأَحْلَى وَلا يَنَالُ مِنْهُ". (الحث على طلب العلم/66).
قال التوحيدي " كان الناس لا يقولون: عقرب، ويزعمون أنها تعرف اسمها فتهرب، ويقولون: تمرة"، ويقولون: دية نملة تمرة." (البصائر والذخائر9/52).
من امثال العامة" تمره وزنبوره كلما يكبر يدبر". (البصائر والذخائر9/55).
كل التمر على أنه كان مرة رطب". (البصائر والذخائر9/56).
نخلتا حلوان
قال الثعالبي" نخلتا حلوان: كَانَتَا بعقبة حلوان من غرس الأكاسرة فَضرب بهما الْمثل فى طول الصُّحْبَة وَقدم الْمُجَاورَة وَقد أَكثر الشُّعَرَاء من ذكرهمَا فَمنهمْ مُطِيع بن إِيَاس حَيْثُ قَالَ
أسعداني يَا نخلتي حلوان ... وابكيا لى من ريب هَذَا الزَّمَان
واعلما إِن علمتما أَن تحسا ... سَوف يلقاكما فتفترقان
وَقَالَ حَمَّاد عجرد
جعل الله سدرتي قصر شيرين ... فدَاء لنخلتي حلوان
جِئْت مستعدا فَمَا أسعداني ... ومطيع بَكت لَهُ النخلتان
وَأنْشد الصولي لحماد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلي
أَيهَا العاذلان لَا تعذلاني ... ودعاني من الْبكاء دعاني
وابكيا لى فإنني مُسْتَحقّ ... مِنْكُمَا للبكاء أَن تسعداني
وَأَنا مِنْكُمَا بذلك أولى ... من مُطِيع بنخلتي حلوان
فهما يجهلان مَا كَانَ يشكو ... من جواه وأنتما تعلمان
وَلما صَار المهدى في شخوصه إِلَى الري بعقبة حلوان استطاب الْموضع فَنزل بِهِ ونشط للشُّرْب فَأَنْشد بيتي مُطِيع في نخلتي حلوان فتطير مِنْهُمَا وَقَالَ لَئِن رجعت لأفرقن بَينهمَا فَبلغ قَوْله الْمَنْصُور فَكتب إِلَيْهِ يَا بنى أَقْسَمت عَلَيْك أَلا تكون ذَلِك النحس الذى يلقاهما وَيُقَال إِن حَسَنَة جَارِيَته هي التي قَالَت لَهُ هَذَا الْكَلَام فَأمْسك لهَذَا عَن قطعهمَا
ويروى أَن الرشيد في مسيرَة الأول إِلَى الري احْتَاجَ إِلَى الْجمار لحرارة ثارت بِهِ فَأخذ جمار إِحْدَى النخلتين لدوائه فجفت وَلم تلبث صاحبتها أَن جَفتْ أَيْضا وبطلتا جَمِيعًا". (ثمار القلوب/589).
نخلتا حلوان
قال الثعالبي" نخلتا حلوان: كَانَتَا بعقبة حلوان من غرس الأكاسرة فَضرب بهما الْمثل في طول الصُّحْبَة وَقدم الْمُجَاورَة وَقد أَكثر الشُّعَرَاء من ذكرهمَا فَمنهمْ مُطِيع بن إِيَاس حَيْثُ قَالَ:
أسعداني يَا نخلتي حلوان ... وابكيا لى من ريب هَذَا الزَّمَان
واعلما إِن علمتما أَن تحسا ... سَوف يلقاكما فتفترقان
لما صَار المهدى في شخوصه إِلَى الري بعقبة حلوان استطاب الْموضع فَنزل بِهِ ونشط للشُّرْب فَأَنْشد بيتي مُطِيع في نخلتي حلوان فتطير مِنْهُمَا وَقَالَ لَئِن رجعت لأفرقن بَينهمَا فَبلغ قَوْله الْمَنْصُور فَكتب إِلَيْهِ يَا بنى أَقْسَمت عَلَيْك أَلا تكون ذَلِك النحس الذى يلقاهما وَيُقَال إِن حَسَنَة جَارِيَته هي التي قَالَت لَهُ هَذَا الْكَلَام فَأمْسك لهَذَا عَن قطعهمَا. ويروى أَن الرشيد في مسيرَة الأول إِلَى الري احْتَاجَ إِلَى الْجمار لحرارة ثارت بِهِ فَأخذ جمار إِحْدَى النخلتين لدوائه فجفت وَلم تلبث صاحبتها أَن جَفتْ أَيْضا وبطلتا جَمِيعًا". (ثمار القلوب/589).
زُبّ رُبّاحٍ
ـ ذكر مرتضى الزبيدي" أَكَلَ زُبّ رُبّاحٍ: تَمْرٌ؛ قاله اللّيث، وهو من تُمورِ البَصْرة". (تاج العروس4/44).
وردت في أبيات للشمقمق قال:
شفيعي الى موسى سماح يمينه ... وحسب أمرى من شافع بسماح
وشعرى شعر يشتهي الناس أكله ... كما يشتهي زبد بزب رباح
وقال الزبيدي: (هو تمر من تمور البصرة وقال: وقصته في كتب الأمثال (كتاب الأنباء في تأريخ الخلفاء/272)
اقوال مأثورة
قال الأصمعيّ: أخبرني جوسق قال: كان يقال بالبدو: «إذا ظهر البياض قلّ السّواد، وإذا ظهر السّواد قلّ البياض» . علق الأصمعيّ: يعني بالسّواد التّمر، وبالبياض اللّبن والأقط، يقول: إذا كانت السّنة مجدبة كثر التّمر وقلّ اللّبن والأقط!". (كتاب الحيوان3/60)
وقال أبو عبيدة: ما يمكن أن يكون في الدّنيا مثل النّظّام، سألته وهو صبيٌّ عن عيب الزجاج، فقال: سريع الكسر، بطيء الجبر؛ ومدحوا النّخلة عنده فقال: صعبة المرتقى، وبعيدة المهوى، خشنة المسّ، قليلة الظّلّ". (البصائر والذخائر8/185).
قال أعرابيّ" لا يكن بطن أحدكم عليه مغرما، ليكسره بالتّميرة والكسيرة والبقيلة والعليكة".(الإمتاع والمؤانسة3/316).
قال سعيد بن سلمة" شيئان لا تشبع منهما ببغداد: السّمك والرّطب"".(الإمتاع والمؤانسة3/335).
قال أعرابي: النخلة جذعها نماء، وليفها رشاء، وكربها صلاء، وسعفها ضياء، وحملها غذاء". (الإمتاع والمؤانسة21/199).
ـ ذكر السيوطي" قال جالينوس: ما دخل الرمان جوفا فاسدة إلا أصلحها، ولا دخل التمر جوفا صالحة إلا أفسدها". (المحاضرات والمحاورات/162).
ـ ذكر ابن حمدون" نظروا إلى ماني الموسوس يأكل تمرا ويبتلع النوى. فقيل له: لم لا ترمي بالنوى، قال: كذا وزنوه عليّ". (التذكرة الحمدونية9/458).
ـ قال ابو الْفضل الهمذاني:" يَا لعباد الله الْقَرْض وَلَا هَذَا الرحض والزاد وَلَا هَذَا الكساد أمرض وَلَا أعَاد إِذا شبع الزنْجِي بَال على التَّمْر وَهَذَا بَوْل على الْجَمْر ويوشك أَن يكون لَهُ دُخان". (يتيمة الدهر4/302).
ـ ذكر وكيع" حَدَّثَنَا الأصمعي؛ قال: قَالَ: إياس بْن معاوية: النخل إنما يطول في كل أرض بطنها عذب، فأما الأرض الملح؛ فإذا وصل العرق إِلَى الملح كف". (أخبار القضاة1/366)
ـ ذكر وكيع" عن أَبُي عُمَر الضرير، عَن حماد بْن سلمة؛ قال: دخلت على إياس بْن معاوية وبين يديه رطب سكر، وهو يأكل، فقال: إذن فكل فإنه يزيد في العقل". (أخبار القضاة1/355)
ـ قال ابن عبد ربه" قال أعرابي. تمرنا خنس فطس، يغيب فيهن الضرس، كأن فاها ألسن الطير، تقع التمرة منها في فيك، فتجد حلاوتها في كعبك.". (العقد الفريد4/78).
ـ قال ابو نصر بن أبي زيد، وزير الرضى ناصر الدين" في استهانة بعض الأعداء: ما عسى أن يبلغ عض النملة، ولسع النحلة، ووقوع البقّة على النخلة". (الإعجاز والإيجاز/108).
ـ قال ابن السماك" الذكر كالنخلة، لا تزال منها بين رزق ورفق". (الإعجاز والإيجاز/123).
ـ قال ابو العلاء الربعي" عن الأصمعي: سمعت الرشيد يقول: نخل البصرة مثل نخل الدنيا مرارا، ولقد أحصيناه، فلم نجد على وجه الأرض درهما ولا دينارا يبلغ ثمنه وقيمته". (كتاب الفصوص4/105)
ـ قال ابو العلاء الربعي" عن الأصمعي عن بعض مِلاح المدينة يصف تمرا، قال : تدع التمرة في فيك، فتجد حلاوتها في كعبك". (كتاب الفصوص4/86).
ـ ذكر احمد زكي صفوت" سأل ابو هند بنت الخس أبنته يومًا: أي المال خير؟ قالت: النخل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل". (جمهرة خطب العرب1/70).
ـ قال العاملي" كل ولد عظيم أوله شعبة صغيرة، وكل نخلة سحوق (عالية)، اولها فسية حقيرة". (المخلاة/419)
ـ قال الزمخشري" يقول أهل البدو: إذا ظهر البياض قل السواد، وإذا ظهر السواد قل البياض.
السواد: التمر، والبياض اللبن".( ربيع الأبرار1/211).
ـ قال الزمخشري" مدحوا عند النظام النخلة، فقال: صعبة المرتقى، بعيدة المهوى، خشنة المس، قليلة الظل".( ربيع الأبرار1/213).
ـ قال الغزولي" قيل لبعضهم التمر يسبح في البطن فقال على هذا التقدير اللوذنج يصلى التراويح".(مطالع البدور ومنازل السرور/181)
ـ قيل لأعرابي: صف لنا النخلة. فقال: صعبة المرتقى، بعيدة المهوى، مهولة المجتنى، رهيبة الِّسلاح، شديدة المؤونة، قليلة المعونة، خشنة الملمس، ضئيلة الظل". (بهجة المجالس/14).
ـ قال أبو القاسم علي بن حمزة البصري من وصف النخل قولهم " لا تقدر الطير على أن تَشُقَّهُ، ولا ترى منه الشمس". (التنبيهات على أغاليط الرواة/31).
ـ قال الأبشيهي" بدوي مقروح لقي التمر مطروح، أين يخلي ويروح". (المستطرف/45)
ـ قال أعرابي. تمرنا خنس فطس، يغيب فيهن الضرس، كأن فاها ألسن الطير، تقع التمرة منها في فيك، فتجد حلاوتها في كعبك".(العقد الفريد4/78)
ـ قال الهمداني" الأبيضان: الماء واللبن. والأسودان التمر والماء. وسواد العراق، ماؤه". (كتاب البلدان للهمداني/467)
ـ قال أبو حنيفة: حدثنا الرياشي عن محمد بن سلام قال: يقال: الخاطب أحلى شيء لساناً، وعلى لسان كل خاطب تمرة". (البصائر والذخائر9/185).
ـ قال رجل لشيخ بدوي: تمرنا أجود من تمركم، قال: تمرنا جرد فطس عراض كأنها ألسن الطير، تضع التمرة في شدقك فتجد حلاوتها في عنقك". (البصائر والذخائر4/218).
ـ قيل لمدينيه: أيهما أحب غليك الجماع أم التمر؟ قالت: التمر ما أحببته قط". (البصائر والذخائر3/161).
ـ قال ميمون بن هارون: ثلاث غلاّتٍ في ثلاثة بلدانٍ متساويات: الزيتون بفلسطين، والتّمر بالبصرة، والأرز بالأهواز". (البصائر والذخائر7/186)
ـ قال جالينوس: ما دخل الزّمّان جوفاّ فاسداً إلا أصلحه، ولا دخل التّمر جوفاً صالحاً إلا أفسده". (البصائر والذخائر7/91)
ـ قال خالد بن صفوان في وصف النخل: هن الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، تخرج أسفاطاً عظاماً وأوساطاً، كما ملئت رياطاً، ثم تتفرى عن قضبان اللجين منظومة باللؤلؤ الأبيض، وتصير ذهباً أحمر منظوماً بالزبرجد الأخضر، ثم تصير عسلاً في نحاء، معلقاً بالهواء، ليس في مسك ولا سقاء، بعيداً من التراب، لا يقربه الذباب، دونه الحراب، ثم يصير ورقاً في كيس الرجال، يستعان به على العيال". (البصائر والذخائر3/37).
ـ وصف الخليل بن أحمد أرضاً
ترفعت عن ندى الأعماق وانخفضت … عن المعاطش فاستعنت بسقياها
فاعتم بالطلح والزيتون أسفلها … ومال بالنخل والرمان أعلاها
(البصائر والذخائر3/129).
-----------
ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
أيلول 2024
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: