ضحى عبد الرحمن - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 568
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
امتاز الجمال العربي بصفات قلما تجدها عند بقية الشعوب، والحالة ليست عامة بالطبع، لكن الجمال العربي امتاز بالأنوثة المتدفقة. ورقة الجمال كالغصن اليانع، والجسم المصقول.
قال ابو الفرج" قال عبد الله بن عمر العمري خرجت حاجاً فرأيت امرأة جميلة تتكلم بكلام أرفثت فيه فأدنيت ناقتي منها ثم قلت لها يا أمة الله ألست حاجة أما تخافين الله فسفرت عن وجه يبهر الشمس حسنا ثم قالت تأمل يا عم فإنني ممن عنى العرجي بقوله
أماطَتْ كِسَاءَ الخَزِّ عن حُرّ وجْهِها * وأدْنَتْ على الخَدَّيْن بُرْداً مُهَلْهَلاَ
مِن اللاء لم يَحْجُجْنَ يَبْغِينَ حِسْبـــةً * ولكِنْ لِيقتُلْنَ البَرِيءَ المُغَفَّلاَ
قال فقلت لها فإني أسأل الله ألا يعذب هذا الوجه بالنار. وبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال أما والله لو كان من بعض بغضاء العراق لقال لها أعزبي قبحك الله ولكنه ظرف عباد أهل الحجاز". (الاغاني1/390).
لبابة بنت عبد الله بن عباس
كانت لبابة بنت عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم من أجمل الناس وجها، وكانت عند الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فكانت تقول: ما نظرت وجهي في مرآة مع إنسان إلا رحمته من حسن وجهي، إلا الوليد، فكنت إذا نظرت إلى وجهي مع وجهه رحمت وجهي من حسن وجهه". (المستطرف/262).
عائشة بنت طلحة
قال المبرد" كان يقال: لم يرُ أزواج قطّ أحسن من ثلاثة: عائشة بنت طلحة ومصعب بن الزبير، ولبابة بنت عبد الله والوليد بن عتبة، وجعفر بن أبى طالب وأسماء بنت عميس". (الفاضل/117).
نظر ابن أبي ذيب إلى عائشة بنت طلحة تطوف بالكعبة، فقال لها: من أنت؟ فقالت:
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن التقي المغفلا
مثلك أبا عبد الله، قال: صان الله ذلك الوجه عن النار، قيل: أفتنتك أبا عبد؟ قال: لا، ولكن الحسن مرحوم". (حدائق الأزهار/25)
قال ابو الفرج" زعم بكر بن عبد الله بن عاصم مولى عرينة عن أبيه عن جده أن عائشة نازعت زوجها إلى أبي هريرة فوقع خمارها عن وجهها فقال أبو هريرة سبحان الله ما أحسن ما غذاك أهلك لكأنما خرجت من الجنة". (الاغاني11/194).
قال ابو الفرج" هي عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ، أخبرني الحسين بن يحيى قال قال حماد قال أبي قال مصعب . كانت فريدة بين نساء عصرها ، كانت عائشة بنت طلحة لا تستر وجهها من أحد ، فعاتبها مصعب في ذلك فقالت: إن الله تبارك وتعالى وسمني بميسم جمال أحببت أن يراه الناس ويعرفوا فضلي عليهم فما كنت لأستره ووالله ما في وصمة يقدر أن يذكرني بها أحد . وطالت مرادة مصعب إياها في ذلك وكانت شرسة الخلق . قال وكذلك نساء بني تيم هن أشرس خلق الله وأحظاه عند أزواجهن . وكانت عند الحسين بن علي صلوات الله عليهما أم إسحاق بنت طلحة فكان يقول والله لربما حملت ووضعت وهي مصارمة لي لا تكلمني ، قال نالت عائشة من مصعب وقالت علي كظهر أمي وقعدت في غرفة وهيأت فيها ما يصلحها ، فجهد مصعب أن تكلمه فأبت . فبعث إليها ابن قيس الرقيات فسألها كلامه فقالت كيف بيميني فقال ها هنا الشعبي فقيه أهل العراق فاستفتيه فدخل عليها فأخبرته فقال: ليس هذا بشيء!
فقالت: أتحلني وتخرج خائبا فأمرت له بأربعة آلاف درهم؟
وقال ابن قيس الرقيات لما رآها
جِنِّيَّةٌ بَرَزتْ لتقتلنا * مَطْلِيَّةُ الأقراب بالمِسْك
(الاغاني11/180).
ـ قال التيجاني" عن اسحق بن ابراهيم: قيل لنعمان المخنث: كيف رأيت عائشة بنت طلحة؟
فقال: تناصف وجهها في القسامة، وتجزأ معتدلا في الوسامة، إن تكلمت تغنت، وإن مشت تثنت (مخطوطة تحفة العروس).
قال إسحاق بن إبراهيم: قيل لنعيمان المخنَّث: كيف رأيت عائشة بنت طلحة؟ قال: أحسن البشر، قيل له: صفها، قال: تناصف وجهها في القسامة، وتجزّء معتدلاً في الوسامة. علق حيدر الحلي: قوله: تناصف وجهها في الوسامة أي أخذ كلّ موضع منه حظّه من الحسن، لم ينفرد بالحسن موضع دون الآخر فيغبن أحد الموضع حظّه. والقسامة الحسن، وهذا أيضاً معنى الفقرة الثانية أي إنّ وجهها أجزاء متساوية في الحسن لا يزيد جزء على جزء، ولقد وصف فأجز وبالغ".( العقد المفصل/30).
أم أياس
كان عمرو بن حجر ملك كندة- وهو جد أمرئ القيس- أراد ان يتزوج ابنة عوف بن محلّم الشيباني، الذي يقال فيه: «لا حرّ بوادي عوف» لإفراط عزه، وهي أم إياس، وكانت ذات جمال وكمال؛ فوجه إليها امرأة يقال لها عصام، لتنظر إليها وتمتحن ما بلغه عنها: فدخلت على امها امامة ابنة الحرث: فأعلمتها ما قدمت له، فأرسلت إلى ابنتها فقالت: أي بنية، هذه خالتك أتت إليك لتنظر إلى بعض شأنك؛ فلا تستري عنها شيئا ارادت النظر اليه، من وجه وخلق، وناطقيها فيما استنطقتك فيه. فدخلت عصام عليها، فنظرت إلى ما لم تر عينها مثله قطّ، بهجة وحسنا وجمالا، وإذا هي أكمل الناس عقلا، وأفصحهم لسانا؛ فخرجت من عندها وهي تقول: «ترك الخداع من كشف القناع» . فذهبت مثلا، ثم اقبلت إلى الحرث، فقال لها: «ما وراءك يا عصام» ؟ فأرسلها مثلا. قالت: «صرّح المخض عن الزبد» . فذهبت مثلا. قال: أخبريني: قالت أخبرك صدقا وحقا: رأيت جبهة كالمرآة الصقيلة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل المضفورة، إن أرسلته خلته السلاسل، وإن مشطته قلت عناقيد كرم جلالها الوابل، ومع ذلك حاجبان كأنهما خطّا بقلم، أو سوّدا بحمم، قد تقوّسا على مثل عين العبهرة التي لم يرعها قانص ولم يذرعها قسورة، بينهما أنف كحد السيف المصقول، لم يخنس به قصر، ولم يمعن به طول، حفّت به وجنتان كالأرجوان، في بياض محض كالجمان، شق فيه فم كالخاتم، لذيذ المبتسم، فيه ثنايا غرّ، ذوات أشر، وأسنان تبدو كالدر، وريق كالخمر، له نشر الروض بالسحر، يتقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان، يقلّبه به عقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي دونه شفتان حمراوان كالورد، يجلبان ريقا كالشهد، تحت ذاك عنق كإبريق الفضة، ركّب في صدر تمثال دمية يتصل به عضدان ممتلئان لحما، مكتنزان شحما، وذراعان ليس فيهما عظم يحس، ولا عرق يجس، ركبت فيهما كفان دقيق قصبهما، ليّن عصبهما، تعقد إن شئت منهما الانامل، وتركّب الفصوص في حفر المفاصل، وقد تربع في صدرها حقان كأنهما رمانتان، يخرقان عليها ثيابها، من تحته بطن طوي كطيّ الطباطيّ المدمجة، كسى عكنا كالقراطيس المدرجة، تحيط تلك العكن بسرّة كمدهن العاج المجلوّ، كسى عكنا كالقراطيس المدرجة، تحيط تلك العكن بسرّة كمدهن العاج المجلوّ، خلف ذلك ظهر كالجدول ينتهي الى خصر لولا رحمة الله لا نخزل، تحته كفل يقعدها إذا نهضت، وينهضها إذا قعدت، كأنه دعص رمل، لبّده سقوط الطل، يحمله فخذان لفاوان، كأنهما نضيد الجمان، تحملها ساقان خدلّجتان كالبردى وشّيتا بشعر أسود، كأنه حلق الزرد، ويحمل ذلك قدمان كحذو اللسان، تبارك الله، مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما، فأما ما سوى ذلك فتركت أن أصفه غير أنه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو نثر". (العقد الفريد7/120).
سكينة بنت الحسين
قال شمس الدين المرداوي" فرَّقَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بَيْنَ الْجَمِيلَةِ وَالْمَلِيحَةِ، فَقَالَ الْجَمِيلَةُ هِيَ الَّتِي تَأْخُذُ بِبَصَرِك عَلَى الْبُعْدِ، وَالْمَلِيحَةُ هِيَ الَّتِي تَأْخُذُ بِقَلْبِك عَلَى الْقُرْبِ. وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ فِي الْأَغَانِي: قَالَتْ سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ يَوْمًا لِعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ: أَنَا أَجْمَلُ مِنْك، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلْ أَنَا أَجْمَلُ مِنْك، فَاخْتَصَمَتَا إلَى عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، فَقَالَ: لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا، أَمَّا أَنْتِ يَا سُكَيْنَةُ فَأَمْلَحُ، وَأَمَّا أَنْتِ يَا عَائِشَةُ فَأَجْمَلُ، فَقَالَتْ سُكَيْنَةُ: قَضَيْت وَاَللَّهِ لِي عَلَيْهَا".( غذاء الألباب1/420). (الأغاني16/100).
قال ابو الفرج" تزوج مصعب بن زبير سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة، فأمهر كل واحدة ألف ألف درهم، فبلغ أخاه عبد الله ذلك فقال: إن مصعبا قدم أيره وأخر خيره، وكتب اليه يؤنبه على ذلك، ويأمره بالشخوص، ويقسم عليه ان لا ينزل بمكة والمدينة، وأن يكون نزوله بالبيداء، فصار اليه مصعب وترضاه. فقال: ويحك يا مصعب، هل رأيت من صنع ما صنعت؟ أتعمد الى مال الله فتمهر منه عائشة ألف ألف؟ أتراك تغرف من بحر؟ فاعتذر له مصعب، وقال قد كان ما كان، فتغافل عنه، وعاد مصعب الى عمله ودخل بها، ولما بلغ عبد الملك بن مروان قال: إن مصعبا قدم أيره، وأبعد خيره، تعجب منه وقال: أرأيتم هذا اللئيم كيف عيٌر أخاه بما فعل، ولكنه والله أخر أيره، وأخر خيره بما فعل فلا منفعة لأحد فيه". (الأغاني11/173).
قال المدائني" نظرت سكينة بنت الحسين (ع) إلى العرجي وهو يطوف بالبيت فبعثت اليه جارية لها تقول له: أنشدني مما قلت في الطواف حول البيت؟ فقال: إقرئيها السلام وقولي لها قد قلت:
يقعدن في التطواف آونة ... ويطفن أحياناً على فتر
ثم أسلمن الركن في أنف ... من ليلهن يطلن في أزر
فنزعن عن سبع وقد جهدت ... احشاؤهن موائل الخمر
فقالت سكينة للجارية: قولي له ويحك! لو طاف الفيل بهذا البيت لجهدت احشاؤه". (بلاغات النساء/164).
في حين نسب اسحاق الموصلي الحادثة الى عائشة بنت طلحة بقوله" نظر الحارث بن خالد بن العاص إلى عائشة بنت طلحة في الطواف فقال فيها:
ويقفن في التطواف آونة ... ويطفن أحياناً على بهر
ففزعن من سبع وقد جهدت ... أحشاؤهن موائل الخمر
فبلغها ذلك فقالت قبحه الله لو طافت الجمال سبعاً لجهدت أحشاؤهن". (بلاغات النساء/190)
ام الفضل
قال الزمخشري" لزمت داود بن قحذم العبدي، وكان عامل مصعب مائة ألف درهم، فأخذ بها، فأرسل امرأته أم الفضل بنت غيلان بن خرشة الضبي إلى عائشة بنت طلحة امرأة مصعب لتشفع له. فجاء مصعب فسأل أم الفضل ومازحها ساعة، وكانت من أجمل نساء زمانها، ثم قال لعائشة: ما حاجتها؟ فذكرت ذلك، فقال: تحط عنه المائة، ونجيزه بمثلها، وكتب بذلك. فجاءت بالكتابين إلى زوجها".( ربيع الأبرار3/91)
الثريا
قال ابو الفرج" أخبرني حبيب بن نصر قال حدثنا الزبير بن بكار عن عمه أن بعض المكيين قال: كانت الثريا (معشوقة عمر بن أبي ربيعة) تصب عليها جرة ماء وهي قائمة فلا يصيب ظاهر فخذيها منه شيء من عظم عجيزتها ". (الاغاني1/225). نسبت الى عائشة بنت طلحة.
-------------
ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
نيسان 2024
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: