البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من الأبارتايد إلى BDS: مسارات المقاطعة العالمية

كاتب المقال محمد علي العقربي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 784


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعد الإمتناع الاقتصادي عن شراء البضائع التي تُسهم في تمويل النزاعات المسلحة واحدة من أبرز الآليات الاحتجاجية السلمية التي يستطيع الأفراد والجماعات استخدامها للتعبير عن معارضتهم للقهر والعدوان. هذا الفعل، الذي قد يُنظر إليه على أنه بسيط، يحمل في جوهره قدرة هائلة، فهو يُجسِّد إرادة جمعية للتأثير في مجريات الأحداث الدولية.

في عصر تتزايد فيه الوعي الاستهلاكي وتأثيره، تتحول المقاطعة إلى فعل شريف يُبرز مبادئ العدل والسلام. تشهد السجلات التاريخية على أن المقاطعة قد تُثمر نتائج فاعلة. فعلى سبيل المثال، كانت المقاطعة الدولية لنظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا، التي انطلقت في الستينات واستمرت على مدى عقود، عاملاً محورياً أسهم في إطاحة هذا النظام الجائر. من خلال رفض استهلاك المنتجات الصادرة من جنوب أفريقيا، أطلق المجتمع الدولي إشارة قوية ضد الفصل العنصري، مما أدى إلى الضغط على الحكومة لإحداث التغيير. وتُعتبر حركة مقاطعة، سحب الاستثمارات، وفرض العقوبات ضد إسرائيل (BDS) مثالاً معاصراً للمقاطعة الاقتصادية والسياسية.

تهدف هذه الحركة إلى وقف الدعم الدولي للاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني من خلال الضغط السلمي. وقد حققت الحركة إنجازات ملحوظة، حيث قامت شركات ومؤسسات دولية بسحب استثماراتها من إسرائيل، وتم إلغاء العديد من العقود، مما أثر سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي وسلط الضوء على قضية الفلسطينيين دولياً. وتُعدُّ المقاطعة التي واجهتها شركة "نستله" بسبب ممارساتها التجارية المُستهجنة في الدول النامية مثالاً آخر على فعالية المقاطعة. فقد وُجهت للشركة انتقادات حادة، مما دفع المستهلكين حول العالم إلى الامتناع عن شراء منتجاتها. ونتيجة لهذه الضغوط، اضطرت الشركة إلى إعادة النظر في بعض سياساتها وتحسين ممارساتها التجارية.

تستند قوة المقاطعة إلى الوعي الفردي والإيمان بالقدرة على التغيير. فكل عملية شراء تُعدُّ تصويتاً بالمحافظة، والمقاطعة تُحوِّل هذا التصويت إلى أداة ضغط ضد العدوان والقهر. إن الامتناع عن شراء بضائع محددة لا يُعبِّر فقط عن موقف أخلاقي، بل يُرسل إشارة قوية إلى الشركات والحكومات بأن الحروب والانتهاكات لا يمكن أن تمر دون رد فعل. في النهاية، المقاطعة ليست فقط تعبيراً عن الذات الفردية، بل هي حركة جماعية تتطلب تكاتف الجهود لتحقيق غاية سامية. إنها وسيلة مؤثرة لإحداث التغيير وتحمل في طياتها الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً، حيث تعلو قيم السلام والعدالة. من خلال المقاطعة، يُمكن للمستهلكين أن يكونوا جزءاً من حل عالمي يُسهم في إنهاء النزاعات وبناء عالم يسوده الإنسانية والأخلاق.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المقاطعة، إسرائيل، التمييز العنصري، الوعي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-06-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صباح الموسوي ، جاسم الرصيف، بيلسان قيصر، د. أحمد بشير، حسني إبراهيم عبد العظيم، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، محرر "بوابتي"، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، منجي باكير، الهيثم زعفان، محمد أحمد عزوز، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، نادية سعد، أحمد النعيمي، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، محمود سلطان، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، حسن الطرابلسي، صفاء العراقي، د - عادل رضا، فتحي الزغل، صفاء العربي، عبد العزيز كحيل، د. مصطفى يوسف اللداوي، ضحى عبد الرحمن، عراق المطيري، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، محمد العيادي، د- جابر قميحة، محمد عمر غرس الله، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، العادل السمعلي، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، د - الضاوي خوالدية، صلاح المختار، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، سعود السبعاني، تونسي، فهمي شراب، طارق خفاجي، مجدى داود، رافد العزاوي، محمد علي العقربي، طلال قسومي، محمد يحي، علي الكاش، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سيد السباعي، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، سامح لطف الله، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، سلوى المغربي، خالد الجاف ، محمد شمام ، رمضان حينوني، كريم فارق، فوزي مسعود ، أنس الشابي، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، محمود فاروق سيد شعبان، مراد قميزة، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، أحمد ملحم، كريم السليتي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة