البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من الأبارتايد إلى BDS: مسارات المقاطعة العالمية

كاتب المقال محمد علي العقربي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 823


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعد الإمتناع الاقتصادي عن شراء البضائع التي تُسهم في تمويل النزاعات المسلحة واحدة من أبرز الآليات الاحتجاجية السلمية التي يستطيع الأفراد والجماعات استخدامها للتعبير عن معارضتهم للقهر والعدوان. هذا الفعل، الذي قد يُنظر إليه على أنه بسيط، يحمل في جوهره قدرة هائلة، فهو يُجسِّد إرادة جمعية للتأثير في مجريات الأحداث الدولية.

في عصر تتزايد فيه الوعي الاستهلاكي وتأثيره، تتحول المقاطعة إلى فعل شريف يُبرز مبادئ العدل والسلام. تشهد السجلات التاريخية على أن المقاطعة قد تُثمر نتائج فاعلة. فعلى سبيل المثال، كانت المقاطعة الدولية لنظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا، التي انطلقت في الستينات واستمرت على مدى عقود، عاملاً محورياً أسهم في إطاحة هذا النظام الجائر. من خلال رفض استهلاك المنتجات الصادرة من جنوب أفريقيا، أطلق المجتمع الدولي إشارة قوية ضد الفصل العنصري، مما أدى إلى الضغط على الحكومة لإحداث التغيير. وتُعتبر حركة مقاطعة، سحب الاستثمارات، وفرض العقوبات ضد إسرائيل (BDS) مثالاً معاصراً للمقاطعة الاقتصادية والسياسية.

تهدف هذه الحركة إلى وقف الدعم الدولي للاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني من خلال الضغط السلمي. وقد حققت الحركة إنجازات ملحوظة، حيث قامت شركات ومؤسسات دولية بسحب استثماراتها من إسرائيل، وتم إلغاء العديد من العقود، مما أثر سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي وسلط الضوء على قضية الفلسطينيين دولياً. وتُعدُّ المقاطعة التي واجهتها شركة "نستله" بسبب ممارساتها التجارية المُستهجنة في الدول النامية مثالاً آخر على فعالية المقاطعة. فقد وُجهت للشركة انتقادات حادة، مما دفع المستهلكين حول العالم إلى الامتناع عن شراء منتجاتها. ونتيجة لهذه الضغوط، اضطرت الشركة إلى إعادة النظر في بعض سياساتها وتحسين ممارساتها التجارية.

تستند قوة المقاطعة إلى الوعي الفردي والإيمان بالقدرة على التغيير. فكل عملية شراء تُعدُّ تصويتاً بالمحافظة، والمقاطعة تُحوِّل هذا التصويت إلى أداة ضغط ضد العدوان والقهر. إن الامتناع عن شراء بضائع محددة لا يُعبِّر فقط عن موقف أخلاقي، بل يُرسل إشارة قوية إلى الشركات والحكومات بأن الحروب والانتهاكات لا يمكن أن تمر دون رد فعل. في النهاية، المقاطعة ليست فقط تعبيراً عن الذات الفردية، بل هي حركة جماعية تتطلب تكاتف الجهود لتحقيق غاية سامية. إنها وسيلة مؤثرة لإحداث التغيير وتحمل في طياتها الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً، حيث تعلو قيم السلام والعدالة. من خلال المقاطعة، يُمكن للمستهلكين أن يكونوا جزءاً من حل عالمي يُسهم في إنهاء النزاعات وبناء عالم يسوده الإنسانية والأخلاق.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المقاطعة، إسرائيل، التمييز العنصري، الوعي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-06-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رضا الدبّابي، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، طارق خفاجي، د. خالد الطراولي ، صفاء العربي، محمد يحي، د - صالح المازقي، يحيي البوليني، أنس الشابي، الهادي المثلوثي، عزيز العرباوي، مجدى داود، أحمد الحباسي، طلال قسومي، سلوى المغربي، علي عبد العال، عراق المطيري، مراد قميزة، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، كريم السليتي، محمد عمر غرس الله، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، سفيان عبد الكافي، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، محمود طرشوبي، حسن عثمان، إيمى الأشقر، د - الضاوي خوالدية، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، عبد الله زيدان، علي الكاش، نادية سعد، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، د. عبد الآله المالكي، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، خالد الجاف ، د- محمود علي عريقات، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، صفاء العراقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد العزيز كحيل، فتحي الزغل، محمود سلطان، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد النعيمي، فتحي العابد، محمد شمام ، رمضان حينوني، د- جابر قميحة، محمد علي العقربي، سيد السباعي، مصطفى منيغ، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، منجي باكير، رافع القارصي، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، محمد اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، بيلسان قيصر، مصطفي زهران، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صالح النعامي ، تونسي، الناصر الرقيق، جاسم الرصيف، كريم فارق، عمر غازي، رافد العزاوي، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، د. أحمد بشير، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، عمار غيلوفي، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة