البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تجنيد الحريديم ملف خلافي متجدد بعد طوفان الأقصى

كاتب المقال محمود الرنتيسي   
 المشاهدات: 415



حسب ما تم نشره، فإن عدد اليهود المتدينين أو المتشددين الذين انضموا لجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي هو 3 آلاف، وبينما يعد هذا العدد قليلا مقابل قرابة 400 ألف من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال، إلا أنه بالرغم من ذلك لم تلق مشاركة 3 آلاف من المتدينين في الجيش دعم الحاخامات، حيث إنها ستؤسس لفكرة إلغاء إعفاء المتدينين من الانضمام للجيش. لطالما كان هذا الملف خلافيا في دولة الاحتلال، حيث إن الشباب في دولة الاحتلال يخدمون لمدة 32 شهرا، بينما يعفى الحريديم من هذه الخدمة العسكرية، ومن ثم كان هناك استياء متزايد، وخاصة عندما تحصل عمليات كبيرة للمقاومة توقع خسائر كبيرة في الأرواح، حيث يفتح النقاش حول غياب المتدين ودفاع العلماني أو غير المتدين فقط عن الدولة وتضحيته بدمائه، وكان المتدينون يردون بأن الدعاء والصلاة من أجل إسرائيل وأمنها لا يقل أهمية عن الخدمة في الجيش.

بين هذين السجالين، هناك رؤية ثالثة تريد تكريس انضمام 3000 شاب متدين الذين انضموا لجيش الاحتياط، ضمن تغلغل أكبر للمتدينين بالجيش، وترى أن الجيش والمؤسسة الأمنية لا بد أن يكون بها حضور لهذا التيار، ولا تترك للتيار الليبرالي أو العلماني القريب من الولايات المتحدة. ويمثل هذه الرؤية وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي قال: نؤمن بحل قضية التجنيد من خلال التفاهم، والخدمة في الجيش امتياز كبير لليهودي الذي يدافع عن نفسه وبلده. ولكن هذه الرؤية ترتطم بالرؤية الحاخامية التي عبر عنها بطريقة أحدثت سجالا كبيرا الحاخام يتسحاق يوسف، الحاخام الأكبر لليهود السفارديم وهم اليهود الشرقيون، حيث قال؛ إنه إذا تم إجبار المتدينين على الخدمة العسكرية، فإنهم سيسافرون جميعا للخارج، وبكل سهولة سيشترون تذاكر الطيران وسيغادرون. كما اتهم العلمانيين بأنهم يضعون الدولة على المحك.
صحيح أن الخلاف حول التجنيد ليس جديدا، لكن تصريح يتسحاق يوسف غير مسبوق من حيث الحديث عن المغادرة، في وسط حرب بقاء يعيشها الكيان الصهيوني، تفجر حقيقة حاول قادة الاحتلال إخفاءها، هي إمكانية المغادرة وبكل سهولة، ولذلك كان الرد سريعا من وزير الحرب غانتس الذي قال إن كلمات كبير حاخامات السفارديم تمثل ضررا أخلاقيا على الدولة والمجتمع الإسرائيلي. كما كان وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان أكثر وضوحا بالقول؛ إن تصريح الحاخام يعرض أمن إسرائيل للخطر.

قريبا، ستكون هذه القضية من القضايا المتفجرة في ظل وجود سعي من الحكومة لإقرار مشروع قانون يستثني الحريديم من الخدمة العسكرية، ويزيد في الوقت نفسه الخدمة العسكرية من 32 إلى 36 شهرا. ومن جهة أخرى، فإن تصريح حاخام السفارديم في إحدى دلالاته يظهر بشكل غير مباشر الاحتجاج على عنصرية اليهود الأشكناز تجاه السفارديم الذين يمثلون أقلية، وهذا يشير إلى الخلاف داخل المجتمع الصهيوني.

وعلى كل حال، فيما يزداد عدد الحريديم كمكون في المجتمع الصهيوني، سيكون لهذا الملف وقعه في إضفاء مزيد من الخلافات بين مكونات المجتمع التي ساهمت عملية طوفان الأقصى في إبرازها. ولا ننسى أن هذا المكون قبل عند إنشاء دولة الكيان في 1948 فكرة الدولة بصعوبة بالغة، وكان قبولهم بوجود الدولة التي رفضوها من منظور ديني، هو إعفاؤهم من التجنيد الإجباري كأحد الشروط، وكان هذا عندما كان عددهم محدودا. ولكنهم منذ عام 1998 ومع تزايد أعدادهم، عادت هذه القضية للحضور، وتم إيجاد بعض الحلول التي رآها الحريديم ضغطا عليهم، كما أن الانضمام من الحريديم لحكومة نتنياهو كان شرطه هو الإعفاء التام لهم من الخدمة العسكرية، والآن هم يضعون الحكومة والدولة أمام الاختبار، فهذا الملف يدخل في سياق ما يسمى العقود الاجتماعية للكيانات.

----------
(الشرق القطرية)


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-03-2024   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سليمان أحمد أبو ستة، صباح الموسوي ، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، د - المنجي الكعبي، محمد علي العقربي، سيد السباعي، كريم السليتي، طلال قسومي، علي الكاش، د- محمد رحال، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، محمد يحي، محمد الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، عبد العزيز كحيل، د - عادل رضا، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، بيلسان قيصر، أحمد بوادي، د. صلاح عودة الله ، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، محمد العيادي، رضا الدبّابي، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، أحمد الحباسي، د - محمد بن موسى الشريف ، سامر أبو رمان ، عراق المطيري، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، صلاح المختار، الهيثم زعفان، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، رافع القارصي، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، نادية سعد، محمد الياسين، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، منجي باكير، فتحي الزغل، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، حميدة الطيلوش، عبد الغني مزوز، عبد الله زيدان، تونسي، د. عبد الآله المالكي، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، المولدي الفرجاني، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، د - الضاوي خوالدية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، عبد الله الفقير، ماهر عدنان قنديل، علي عبد العال، صفاء العراقي، حسن عثمان، مجدى داود، د- جابر قميحة، محمود سلطان، سعود السبعاني، حسن الطرابلسي، يحيي البوليني، د - صالح المازقي، د. أحمد بشير، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، خالد الجاف ، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، أبو سمية، صلاح الحريري، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، عواطف منصور، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، إياد محمود حسين ، المولدي اليوسفي، ياسين أحمد، د. خالد الطراولي ، سلام الشماع، طارق خفاجي، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، حاتم الصولي، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، فوزي مسعود ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز