البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العراق قبل وبعد الاحتلال الأمريكي عام 2003
دراسة مقارنة 1ـ 2

كاتب المقال علي الكاش - العراق / النرويج    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 571


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قال أبو محمد الموحِّد بن محمد التُّستَريّ
ولا خيرَ في قومٍ يَذِلُّ كِرامُهم ... ويعظُمُ فيهم نَذْلُهم ويَسود
(دمية القصر).

الجزء الاول
من خلال دراسة حركة التأريخ نجد ان الأنظمة الجديدة تضع في أول عتبة من سلم اولياتها القضاء على رجالات المرحلة السابقة بالقتل او النفي او السجن، وملاحقتهم مع عوائلهم وفق القانون او بدونه بذرائع شتى قد يصح بعضها ولا يصح الآخر. العتبة الثانية تشويه سمعة النظام السابق وتسقيط رموزه والتركيز على الأخطاء التي ارتكبها او التهويل والمبالغة فيها، وتجنب الحديث عن الإيجابيات على اعتبار انها من المهام الطبيعية لأي نظام وهي لا تستوجب المدح او الثناء. العتبة الثالثة هي تلميع النظام الجديد والإيحاء بأنه سيعالج جميع سلبيات النظام السابق ويصحح أخطائه، وستكون رفاهية الشعب واحترام حرياته وتعزيز حقوقه من الأهداف الرئيسة وأوليات النظام الجديد. وهذه الأولويات عامة في تأريخ الأمم، وربما تتوضح الصورة أكثر في بلدان العالم الثالث، مع انها غالبا ما تكون مشوهة، او لا تعكس الواقع برمته.
لو رجعنا الى الثورات قديما وحديثا ستتبين تلك الظاهرة بوضوح، من التأريخ القديم على سبيل المثال ثورة العباسيين وما فعله ابو العباس السفاح بالأمويين، وكيف لاحقهم في كل أرجاء المعمورة ليقتلهم، وفي العهد الأقرب الثورة البلشفية وما فعلة الشيوعيون بالقياصرة، وربما في التأريخ الحديث يمكن ملاحظة الانقلابات الدموية التي صاحبت الثورات في ليبيا ومصر وسوريا والعراق، وقد انجلت في العراق بعد الغزو الامريكي الصورة البشعة من خلال ملاحقة القادة البعثيين وعوائلهم، ومصادرة بيوتهم والاستيلاء علي ممتلكاتهم من قبل الزعماء الجدد المتشدقين بالإسلام والزهد والتقوى، بل وصل الأمر الى السيطرة على ممتلكات الدولة ومصادرتها لحساب عناصر في الأحزاب الحاكمة، ولو بحثت عن اوضاع السياسيين المعارضين للنظام السابق وكيف كانوا يعتاشون على مهن بسيطة وعلى منح بالكاد تسد رمقهم من اجهزة المخابرات المعادية للعراق باعتبارهم جواسيس وعملاء، وكيف اصبحوا اصحاب مليارات بعد الغزو الغاشم على حساب الشعب الفقير، لتبين زيف الشعارات التي طرحت بعد الغزو جملة وتفصيلا. الأقوال شيء والأفعال شيء آخر، وما يعزز مصداقية القول هو العمل به.
من منا لا يستذكر قول رئيس الوزراء السابق، ووزير الخارجية ، ومنظر حزب الدعوة الخبل (إبراهيم الجعفري)، عندما وصف حكومة حزب الدعوة بأنها (حكومة ملائكية)، والله الذي لا اله إلا هو لو كانت (حكومة شيطانية) ما فعلت ما فعلته حكومة الجعفري الملائكية ولا من خلفوه في رئاسة مجلس الوزراء من حزب الدعوة. عندما أكد ليٌ صديق يعيش في بريطانيا يعرف الجعفري عن قرب، وقال انه مخبول ويعاني من الزهايمر وفق تقارير طبية صادرة في لندن، فكرت مليا مع نفسي: كيف تسمح الولايات المتحدة وبريطانيا ان يحكم العراق رجل مخبول وهما الاعرف بحالته الصحية؟ أليس الأمر بحاجة الى وقفة؟

السؤال المطروح: هل يمكن لمن يريد الخير للعراق، ان يسلمه بيد مخبول؟

لقد فجر هذا المخبول الحرب الأهلية عام 2006 ـ2007 وكان بقرار واحد يمكنه ان يوقف المجازر بإعلان حالة الطوارئ ومنع التجول فقط، لكنه لم يفعل، وقد اعترف (باقر صولاغي) عندما كان وزيرا للداخلية أنه طلب من الجعفري ان يشن عملية ضد وكر ارهابي للقاعدة، فقال له: سنأخذ خيرة بالسبحة، وبعدها اجابت خرز السبحة سلبا، فمنع العملية. بهذه العقول الفاسدة حُكم العراق، وكانت النتيجة واضحة للعيان، القتل على الهودية، وتدمير وسرقة المئات من مساجد أهل السنة، وقتل اكثر من 200 خطيب وإمام من أهل السنة، وقتل (4000) من أهل السنة ممن يحملون أسماء بكر وعمر وعثمان ومروان واغتصاب العشرات من النساء والفتيات ممن يحملن اسم عائشة. عندما تسلم إدارة البلد الى مخبول فلا تتوقع الخير مطلقا، كأنك تسلم مجنونا بندقية محشوة بالرصاص.

أرجو أن لا يفهم من هذا المقال انه مدحا لقيادة العراق قبل الاحتلال الامريكي الايراني للعراق عام 2003، فقد توخينا الحقيقة في الرؤية والمقارنة المنطقية بعيدا عن الميول والأهواء، وعدم الانجراف لما يتقول البعض من أكاذيب وتدليس عن الحقائق في محاولات يائسة وبائسة لتشويه التأريخ القريب والتعتيم على الأحداث الماضية، والتغاضي عن الوضع الحالي الذي يمر به العراق من جهة، والأمة العربية من جهة ثانية. نستذكر في ذلك قول شاعرنا الكبير معروف الرصافي:
وما كتب التأريخ في كل ما روت * لقرائها إلا حديث ملفق
نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا * فكيف لأمر الغابرين نصدق

لم يكن الحكم الوطني السابق ديمقراطيا بما لا يقبل النقاش، والسلطة الحقيقية بيد رئيس الجمهورية فقط، وغزو الكويت كان الطامة الكبرى التي ارجعت العراق الى عقود ماضية، والمعركة الأخيرة مع أمريكا وحلفائها ارجعت العراق الى عصر ما قبل الثورة الصناعية كما وعد وزير الخارجية الامريكية، هذه هي الحقيقة ومن ينكرها لا يمكن ان يكون محايدا في طروحاته، اما الحرب مع ايران، فقد كان للعراق كل الحق في مقاومة نظام الملالي الذي جرم البعث واعتبر تحرير القدس يمر عبر كربلاء، وتدخل بشكل سافر في شؤون العراق الداخلية، وحرك جواسيسه في العراق ودعاهم الى الثورة على البعث، علاوة على الاعمال التخريبية والتفجيرات في مبنى الإذاعة والتلفزيون ووزارة التخطيط والجامعة المستنصرية وغيرها، زمن أراد تحميل العراق مسؤولية شن الحرب فهو على وهم كبير، فقد تمت الغارات الإيرانية على المخافر الحدودية العراقية قبل ان يعلن العراق دخوله الحرب، واسر طيار إيراني قبل اعلان الحرب من قبل نظام الملالي يؤكد هذه الحقيقة، وقد تحفظ العراق على الأسير الطيار الى نهاية الحرب باعتباره دليل ثابت على من بدأ العدوان، ولو افترضنا جدلا بأن العراق هو من بدأ الحرب، فمن الذي أطال امدها الى أكثر من 8 سنوات؟ وقد وافق العراق على وقف الحرب بعد شهر من إعلانها، ووافق على كل المساعي الحميدة والوساطات الدولية لوقفها لكن تعنت الخميني هو سبب استمرارها، الى ان شرب كأس السم لينهيها. لذا ايران مسؤولة عن استمرار الحرب لمدة تزيد عن ثماني سنوات.

ولنعد الى صلب موضوعنا، من المضحك المبكي ان يعمم وزير التعليم العالي مزور الشهادة (ميليشيا عصائب أهل الحق) نعيم العبودي كتابا حول جرائم البعث، مركزا على تجفيف الأهوار، وقتل المعارضين للنظام، والمقابر الجماعية، لماذا مضحك ومبكي، لأن هناك تماثل بل هو اشر، فقد انتهت اهوار العراق بفعل النظام الإيراني الذي يتشدق بعطش الحسين، لكن لا ما نع عنده من عطش العراقيين. اما المقابر الجماعية، فالمغيبين بالآلاف من أهل السنة في مقابر جماعية لا يعرفها الا القتلة من عناصر الميليشيات، وهذا مسجل في تقارير الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومراقب حقوق الانسان، اما الموقف من المعارضة العراقية قبل عام 2003 (جميعهم عملاء وجواسيس ولصوص) كما وصفهم نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز، فنظام المنطقة الخضراء تناسى قتل ثوار تشرين السلميين، وتعويق الآلاف واعتقال المئات بجريرة مطالبتهم بالديمقراطية الحقيقية، والتخلص من الميليشيات الرسمية التي تحكم العراق، علاوة على عمليات الاختطاف والاغتيالات، والاعتقالات في السجون السرية العائدة الى الميليشيات الحاكمة، ولابد من الإشارة الى سجن الجادرية السري الذي كان يديره وزير الداخلية الأسبق باقر صولاغي، صاحب عقوبة الثقب بالدريل الكهربائي، والذي كشفته القوات الامريكية. أما الأنكي منه فهذا الكاتب سيء الصيت عمم على جميع الجامعات، وباركه الإرهابي المجرم مؤسس الحشد الشيعي نوري المالكي اعتى إرهابي في العصر الحديث وطلب إعمامه على المدارس. لعل ما يثير الدهشة ان هذا الكتاب يدرس في جامعات ومدارس أسسها النظام السابق، ولم يؤسس نظام العملاء واللصوص أي جامعة او مدرسة، بل انعم النظام العميل على العراقيين بمدارس الطين والكرفانات.

بما لا يقبل الشك لكل نظام في العالم إيجابيات وسلبيات، واحيانا تطفوا السيئات على الحسنات أو العكس، وعندما نتحدث عن النظام فإننا نقصد الحاكم او منظومة الحكم بجملتها، سواء كان الحاكم دكتاتورا او ديمقراطيا، ومهما كان الإنسان واعيا ومثقفا ومطلعا على الحدث من خلال قراءاته او مسموعاته، فأن حكمه على أحداث لم يشهدها قد لا يصح كليا او جزئيا، لأن بكل بساطة التأريخ يكتبه وعاظ السلطة والمستفيدون من الحكم والحاصلون على المزايا. ولو جرب أي كاتب ان يؤلف كتابا ضد النظام الحاكم فأن السلطة سوف تعتقله وتصادر كتابه، لذلك تجد غالبية كتابات المعارضين تصدر في دول أخرى تتمتع بحرية التفكير والتعبير، وعلى العكس فأن ألف أحدهم كتابا يمدح السلطة فأنه سيحصل على امتيازات وسيروج اعلام السلطة لكتابه، وينبري الذباب الإلكتروني للسلطة بالإشادة بمضمونه.

اليوم يعيش العراق في مرحلة السقوط فالعراق لم يعد دولة، لأنه عندما يفتقد البلد السيادة، وتكون اراضيه مستباحة لدول الجوار، وتتحكم ميليشيات ارهابية بمقدراته، ويفضل الحاكم مصلحة دولة أجنبية على مصالح البلد العليا، لا يمكن أن تطلق تعبير دولة على هذا البلد، ملالي ايران يصرحون دائما ان العراق جزء من ايران، بل عاصمتهم، ولم يرد اي مسؤول عراقي على هذه التصريحات، لذا فأنها تُعد مقبولة من قبل الرئاسات الثلاث في العراق. الحقيقة المرة التي يجب الاعتراف بها ان العراق فعلا ولاية ايرانية، لأنه عندما تحاصر ميليشيات ولائية تابعة لإيران رئيس الحكومة السابق (مصطفى الكاظمي) في عقر داره (المنطقة الخضراء) ويستنجد برئيس مافيا (نوري المالكي) لينقذه، علما ان هذه الميليشيا من الناحية القانونية تحت سيطرته، فرواتبهم واسلحتهم وعجلاتهم وعتادهم وملابسهم وطعامهم كله من الحكومة، لذا لا يمكن ان تقول ان العراق دولة، نعم توجد سلطة حاكمة ضعيفة ولكن لا توجد دولة.

لفد عشنا المرحلتين، أي مرحلة ما قبل وما بعد عام 2003 لذا سيكون كلامنا مستندا الى شواهد يتفق معها كل من عاشها اذا ابتعد عن الحقد والأهواء وفكر بمنطق ومصداقية. سنورد بعض من الحقائق لأصحاب اللب السليم، وبمنأى عن المستحمرين السائرين في درب الضلالة الذي يتزعمه المعممون، وأرباب السياسة من الفاسدين الذين دمروا العراق تدميرا تحت ظلال الحقد التاريخي المزمن، ونشروا بذور الطائفية فأنتجت ثمار عفنة، مصيرها حاويات النفايات عاجلا أم آجلا، ربما بعض هذا المعلومات والشواهد لا يعرفها الشباب لأسباب عدة:
اولهما: انهم كانوا اطفالا عام الاحتلال 2003 ولم يَعوا اتلك لمرحلة، ولا يمكن ان يُلاموا على هذا النقص المعلوماتي الا قليلا، بحكم الاعلام المتضامن مع حكومة الاحتلال والابواق المأجورة، وما يطلق عليهم اليوم بالزبابيك، وهم أحقر خلق الله في العراق مع رفاقهم المخبرين السريين ومن وظفهم لخدمته.

ثانيهما: ان الثورة في المعلومات والتطورات التكنلوجية قادت الشباب الى مواضيع مختلفة لا علاقة لها بالسياسة كالحاسوب والخلوي والآيباد وغيرها من المواضيع التي تهم الشباب سينا الألعاب الالكترونية التي تتطور ما بين آنه وأخرى.
ثالثهما: ارتفاع نسبة الأمية في صفوف الشعب العراقي، والتي بلغت ما يقارب (7) مليون أمي ومتسرب من الدراسة بعد ان كان العراق نظيفا من الأمية باعتراف اليونسكو. وهذا يعني قلة الثقافة والوعي، لأنه لا يمكن لعاقل او مثقف ان يدفع خمس راتبه لمعمم بدعوى انه سليل رسول الله، والمثير ان الأحزاب الحاكمة تدفع الى الأمية ولا تعالج هذا الموضوع وذلك بغية الابتزاز. بالطبع لا يمكن تحديد من هم من نسل فاطمة بنت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فالخميني مثلا هندي الأصل ولا علاقة له بفاطمة وهذا ما يقال عن بقية المراجع الهنود والباكستانيين والأفغان، ولو كرمتنا المملكة العربية السعودية بأخذ عينة من حمض النبي صلى الله عليه وسلم لأنكشف زيف هؤلاء الأدعياء الدجالين، وبانت الحقيقة لأتباعهم من الجهلة والحمقى.

رابعهما: معدل البطالة العالية وارتفاع نسبة الفقر التي تتجاوز في بعض المحافظات العراقية 50% وبقية المحافظات 30% وفق احصائيات وزارة التخطيط العراقية، ويتهكم العراقيون على الوزارة فيطلقون عليها (وزارة الخريط)، وهذه الكوارث جعلت الشباب يبحثون عن قوتهم اليومي، وابتعد غالبيتهم عن المطالعة الخارجية ومتابعة البرامج السياسية الجيدة، فمن لا يجد ما يكفيه من طعام لا يلام.

خامسهما: تدني المستوى التعليمي من الدراسة الابتدائية الى الجامعية، فقد تحولت الرموز الوطنية التأريخية والحاضرة الى طغاة وكفار وخونة وفاسدين، وصار العملاء والخونة هم رموز العراق الوطنيين، وتحولت المناهج الدراسية الى تمجيد الجواسيس والخونة في التأريخ كالعلقمي ومحمد باقر الصدر ومهدي الحكيم وغيرهم من الجواسيس والعملاء، والإساءة الى كبار الرموز الإسلامية مثل عمر بن الفاروق وصلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من الصحابة وابطال الإسلام سيما الذي أذاقوا العدو الفارسي السم الزعاف، قبل ان يجرع الخميني ما تبقى في الكأس رغم أنفه.

سادسهما: شوهت الحكومات بعد عام 2003 الحقائق بشكل لا يمكن تصوره، فظن البعض ان المرحلة الحالية أفضل من السابقة، مع ان الحقيقة بدأت تتوضح للعراقيين رغم الاعلام المضلل، فقد بدأ البعض يقارن بين الحكم الوطني السابق والحكم الحالي، وشتان بين الثرى والثريا. يمكن ان تخفي الحقائق لمدة من الزمن ولكن ليس طول الزمن، فهي كالبراعم تتكشف لاحقا.

الحقيقة المرة إن شيعة العراق دخلوا سقيفة بني ساعدة وعلى الرغم من مرور اكثر من (14) قرن فأنهم لم يخرجوا من تلك السقيفة، على الرغم من ان السقيفة شهدت مناظرات بين الصحابة، واختلاف في وجهات النظر، وسرعان ما أتفقوا على بيعة أكبر الصحابة سنة وأقدمهم اسلاما وعطاءا وصحبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كخليفة للمسلمين، كانت المجادلات تتعلق بالجانب السياسي وليس الديني، بمعنى الزعامة السياسية وادارة الدولة الاسلامية وليست المرجعية الدينية، فقد كان الصحابة يفتون في الجوانب العقائدية دون الرجوع الى الخليفة او بيان رأيه، فهم متساوون في الجانب العقائدي كصحابة، ولكل منهم له وجهة نظر في الفقه بما لا يتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

بل ان مقتدى الصدى الذي يصفه البعض بالوطنية، هو طائفي للنخاع، ومن عبيد ولاية الفقيه، في آخر تغريده له شبه نفسه بعلي بن أبي طالب (رض) على اعتبار ان تنازل عن حقه النيابي لصالح الفاسدين حسب تعبيره، متناسيا الجاهل ان علي لم يتنازل بل الصحابة هم اختاروا الأصلح، وليس الأسوأ والفاسد كما فعل مقتدى الصدر. وهذا الأمعة طالب بأن يكون يوم الغدير عطلة رسمية، انه لا يقل طائفية عن زعماء الاطار التنسيقي كلهم اتباع الولي الفقيه في ايران، متوحدون في طائفيتهم، ومختلفون حول نصيبهم من الغنائم.
لا افهم كيف من يزعم الإصلاح يسلم زمام الدولة للفاسدين ويقف متفرجا على الفساد دون ان يحرك ساكنا، انه مشترك في الفساد حتى لو لم يحكم، لأنه قانع وراضي بالفساد، والا كيف نفسر سكوته وتغريداته البلهاء التي تخرج من اسهال فموي حاد، تزيد المشهد المضطرب تعقيدا.؟
أما زعمه بضرب فاطمة بنت النبي فهذا طعن بعلي بن ابي طالب وابنائه، فكيف تضرب زوجته وهو جالس في البيت لا يحرك ساكنا؟ لو قرأ قليلا هذا الجاهل لعرف ان كبار مفكري الشيعة انكروا تلك الرواية المخزية، وان مصدرها شخص واحد مجهول هو سليم بن قيس، وقد فندنا الرواية بالتفصيل في كتابنا (اغتيال العقل الشيعي) ويمكن الرجوع اليه وتحميله مجانا من عدة مواقع الناشر (أي كتب) وغوغل وموقع فيصل نور وغيرهما.

هل انتهك النظام الوطني السابق حقوق الشيعة؟
نأمل أن يجري العقلاء مقارنة مع ما كان قبل وبعد عام الغزو الغاشم. فغالبا ما يتحدث المعممون ورجال السياسة عن سلبيات النظام السابق، وكيف كان يتعامل بطائفية مع الشيعة، فهل انتهك النظام السابق حقوق إخواننا الشيعة حقا؟ هذا ما سنبينه من خلال مقارنة بسيطة.
في بداية الغزو الغاشم أطلق شيعة السلطة وتبعهم الغوغاء على الرئيس الراحل صدام حسين وصف (هدام) والغريب في الأمر ان الهدام حسب تسميتهم بنى الكثير من المنشئات والمصانع وعمر العراق زراعيا وصناعيا وتجاريا، وكان العراق يمثل قوة عسكرية عالمية في مراتب الدول العظمى، ولم يبنِ الزعماء الجدد لا جامعة ولا مدرسة ولا مستشفى ولا أية مؤسسة صناعية او زراعية، ولم يفتتحوا شارعا جديدا او بلطوا طريقا، بل على العكس فقد خربوا العراق بكل مقدراته ودمروا مدنه وجعلوه في المرتبة الأولى في الفساد والخراب والفقر والبطالة والديون الخارجية، علاوة على انتشار الأمية وتجارة المخدرات فقد تحول العراق من معبر للمخدرات الى معبر ومستهلك معا، ثم انتقل الى مرحلة المعبر والمستهلك والمصدر الى دول الجوار، علاوة على نشر الطائفية والعشائرية والحزبية والرشاوي والتزوير وحالات الطلاق والانتحار وغيرها.

كان معارضو السلطة في الخارج يعيبوا على الرئيس الراحل انشغاله ببناء القصور تاركا شعبه في فقر مدقع، واليوم يسكنون نفس القصور بكل وقاحة، تاركين الشعب العراقي يعاني من فقر بنسبة 35%، بل تتجاوز النسبة الى 50% في بعض المحافظات
علما ان تلك القصور لم تسجل باسم الرئيس الراحل، وانما باسم ديوان الرئاسة، ولم يثبت امتلاكه سوى بيتا واحدا في محافظة تكريت مساحته (200) متر مربع، لكن الزعماء الجدد صادروا البيوت الرئاسية واشتروها بأسعار مضحكة. بل ان البعض منهم اغتصبوا بيوتا لقيادات حزبية وسكنوا فيها وهم يدعون الإسلام زورا وبهتانا، وهم الأبعد عن الإسلام، بل هم من شوهوا الإسلام، ولا يختلف فعلهم عن فعل تنظيم داعش الإرهابي، المنبع واحد والمصب واحد، والهدف والوسيلة متشابهان.
نسأل بعفوية باعتبارهم اسلاميين كما يزعموا: هل تجوز الصلاة في بيت او أرض مغتصبة؟

يقول الفقه الشيعي ببطلان الصلاة في ارض مغتصبة، او ارض الغير دون اخذ موافقة اصحاب الشأن، ولا تصح الصلاة الا بموافقتهم. ويمكن مراجعة فتاوى الخامنئي (اجوبة الاستفتاءات) ومحمد باقر الصدر (الفتاوى الواضحة)، والسيستاني (المسائل المنتخبة). بل ان محمد باقر الصدر راح أبعد من غيره من الفقهاء فأفتى" إذا كان المكان مشتركاُ بين شخصين، فلا يسوغ لاحدهما أن يتصرف فيه أذن شريكه ولو صلى وسجد عليه بدون اِذن كانت صلاته باطلة"، وهل يغيب عن بال العراقيين اعتراض المرجع الشيعي السابق (محسن الحكيم) على ( قانون الإصلاح الزراع عام 1959) على أساس ان القانون يبيح اغتصاب أراضي الإقطاعيين من قبل المزارعين؟ لقد نصر الحكيم الاصفهاني طبقة الإقطاع على فقراء الشيعة في فتوى عجيبة.
للحديث جزء ثان



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، غزو العراق، أمريكا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-04-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/ 9 وهي الأخيرة
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/8
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/7
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية / 6
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/5
  ذئاب في المدينة عرض لرواية الأديب الفلسطيني طارق صبح
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/4
  زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق ضيف ثقيل الظل
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/3
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/2
  التهمة الكيدية في حرق عمر الفاروق لمكتبة الإسكندرية/1
  الاعلام العراقي ببغاء في قفص ولاية الفقيه
  نور زهير اللغز الذي أمكن حلٌه
  زواج القاصرات في العراق العقل القاصر في زواج القاصر
  في العراق العجب ليس في رجب فقط
  تغريدات من العراق الديمقراطي الجديد/21
  القوادة والعهر السياسي /2ـ 2
  القوادة والدعارة السياسية /1ـ 2
  بمناسبة يوم الغدير: هل يغلق اهل السنة المساجد والجوامع
  مبحث حول محاورة بين كتاب عن أصل الكرد
  يوم الغدير: عندما تتحول الأساطير والبدع إلى حقائق دامغة /3 ـ 3
  يوم الغدير: عندما تتحول الاساطير والبدع الى حقائق دامغة/2 ـ 3
  يوم الغدير: عندما تتحول الاساطير والبدع الى حقائق دامغة/1ـ 3
  هل ايران فعلا محاصرة؟
  إشكال الصدر على الله تعالى يثير الحيرة
  الحيرة بين عيد الغدير ورزية الخميس
  العراق قبل وبعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 دراسة مقارنة بحياد تام 2ـ 2
  العراق قبل وبعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 دراسة مقارنة 1ـ 2
  كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟
  نفس الطاس، نفس الحمام التعاون مع الاحتلال

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، كريم فارق، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، عواطف منصور، عمار غيلوفي، رضا الدبّابي، طارق خفاجي، عمر غازي، خالد الجاف ، عراق المطيري، محمد شمام ، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، عبد الله زيدان، إيمى الأشقر، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد العزيز كحيل، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، ماهر عدنان قنديل، بيلسان قيصر، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، منجي باكير، محمود سلطان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد علي العقربي، سفيان عبد الكافي، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، د - عادل رضا، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، نادية سعد، علي عبد العال، صلاح المختار، صالح النعامي ، محمد الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، رمضان حينوني، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، صفاء العراقي، أبو سمية، د- محمد رحال، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهادي المثلوثي، د - مصطفى فهمي، مصطفى منيغ، أحمد ملحم، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، مجدى داود، د- جابر قميحة، عبد الرزاق قيراط ، عزيز العرباوي، حسن الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، فوزي مسعود ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، حاتم الصولي، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، أنس الشابي، محمد يحي، سعود السبعاني، أحمد بوادي، سلام الشماع، أحمد النعيمي، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، رافع القارصي، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة